قالت دبلوماسية امريكية في اليمن ان حكومة بلادها تعي عدداً من النقاط المهمة الخاصة بالجنوب والمترتبة منذ عام 1994 وان لقاءاتها بقيادات في الحراك الجنوبي ومنظمات المجتمع المدني اليوم الثلاثاء كانت ايجابية. جاء ذلك في تصريحات لنائبة السفير الامريكي في صنعاء إليزابيث ريتشارد ل«المصدر أونلاين» خلال زيارتها اليوم مدينة عدن.
وقالت للصحيفة «اتينا لتتبع عدد من المشاريع التي تمولها وتنفذها الولاياتالمتحدة، وما يمكن ان تقوم به وتقدمه مستقبلاً». مضيفة انه «كان من الضروري ان نجلس مع المجتمع المدني في المحافظة لنسمع الى آرائهم وماذا يقدمون من مشاريع على صعيد تطبيق النظام والقانون وحل المشكلات والتدريب المهني».
واجتمعت الدبلوماسية الامريكية بقيادات بارزة في الحراك الجنوبي بينهم محمد علي أحمد نائب رئيس تكتل «مؤتمر شعب الجنوب»، كما حضر رئيس الهيئة الشرعية الجنوبية الشيخ حسين بن شعيب ورئيس الهيئة الوطنية للاستقلال الجنوبي العميد ناصر النوبة ورئيس حركة النهضة الجنوبية الشيخ عبدالرب السلامي وسكرتير أول الحزب الاشتراكي بعدن علي منصر ووكيل محافظة عدن، عضو مؤتمر الحوار الوطني، حسين الدرب، كما حضر من الجانب الامريكي رئيس القسم الثقافي والاعلامي لو فينتور ومدير مكتب الوكالة الامريكية للتنمية الدولية بصنعاء بوب ولسن.
الدبلوماسية الامريكية قالت إن لقائها بقيادات الحراك يهدف الاستماع الى وجهات نظرهم وأشارت الدبلوماسية الامريكية في حديثها ل«المصدر أونلاين» إلى ان لقائها بعدد من قيادات الحراك الجنوبي اليوم جاء بهدف الاستماع الى وجهات نظرهم، «وقد عبروا عن بعض النقاط التي نحن واعيين مما حدث في الجنوب عقب عام 1994، الى جانب تساؤلات وهموم حول المستقبل والجانب الاقتصادي»، وقالت ان لقاءاتها كانت إيجابية.
وقالت ريتشارد «لسنا قادرين على ايجاد حلول في يوم واحد ولكن إذا استمر الحوار بين اليمنيين والمجتمع الدولي نستطيع الوصول الى حلول».
من جانبه، ذكر بلاغ صحفي صادر عن مكتب نائب رئيس هيئة رئاسة «المؤتمر الوطني لشعب الجنوب» محمد علي أحمد ان اللقاء بالدبلوماسية الامريكية شمل عدداً من قيادات فصائل ومكونات الحراك الجنوبي السلمي بعدن.
وطبقاً للبلاغ، فقد «أكد المجتمعون خلال اللقاء على ان هناك هدف واحد يسعى اليه شعب الجنوب بمختلف مكوناته وفصائله يتمثل باستعادة الدولة الجنوبية الحرة المستقلة كاملة السيادة. والتأكيد على حق شعب الجنوب في استمرار مسيرته النضالية حتى تحقيق هذا الهدف». حسب تعبيره.
حضر اللقاء قيادات بارزة في الحراك بينها بن شعيب والنوبة والسلامي ومسؤولين حكوميين وينتمي محمد علي أحمد إلى فصيل في الحوار الجنوبي يشارك في مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي ينعقد في صنعاء، لكن بعض القيادات التي حضرت اللقاء تنتمي إلى فصائل أخرى ترفض المشاركة في الحوار وتطالب بانفصال جنوب اليمن.
ووفقا للبلاغ -الذي تلقى «المصدر أونلاين» نسخة منه- فان «القيادي محمد علي احمد قدم لنائبة السفير الامريكي شرحاً مفصلا حول المؤتمر الوطني لشعب الجنوب ورؤيته السياسية وميثاق الشرف الذي أجمعت عليه كل القوى والتنظيمات والاحزاب السياسية والمكونات والشخصيات القيادية الحراكية وممثلي منظمات المجتمع المدني والشخصيات الوطنية التي تأسس منها المؤتمر الوطني لشعب الجنوب».
وأكد «إيمان مؤتمر شعب الجنوب وقناعته بان الحوار سمة حضارية وراقية لحل مطالب ومشاكل الشعوب وكذا اعتبار الحوار تجسيدا وتأكيد على نضال شعب الجنوب السلمي وتلبية لدعوة ومطلب المجتمع الدولي والاقليمي لحل القضية الجنوبية والاعتراف بها رسمياً وشرعياً». حسب تعبيره.
وسلم القيادي محمد علي احمد للمسؤولة الامريكية رؤية ممثلي القضية الجنوبية المشارك في مؤتمر الحوار والتي تحمل حثيثيات القضية الجنويبة ومعاناة الحراك الجنوبي منذ انطلاقه في 7 يوليو 2007 والتي تؤكد رفض شعب الجنوب للوضع الذي انتجه حرب صيف 1994م وحق شعب الجنوب بمواصلة مسيرته النضالية وتمسكه واصراره بحقه في الحرية وتقرير المصير واستعادة دولته الجنوبية الحرة المستقلة.
محمد علي أحمد قدم شرحاً حول رؤية فصيله من القضية الجنوبية وقال إن الجنوبيين يناضلون «لاستعادة دولتهم» كما أكد تمسك فريق القضية الجنوبية في الحوار الوطني الشامل وتمسكه بالنقاط التي تقدم بها وضرورة تنفيذها لإثبات حسن النية.
وطالبت قيادات فصائل الحراك التي حضرت الاجتماع «بحق ابناء الجنوب بالدورات والمنح التي تقدمها المنظمات والدول الأوروبية».. داعيين الى «تأسيس منتدى يطلق عليه منتدى عدن لتأهيل وتدريب شباب وشابات الجنوب يتم من خلاله تقديم الدورات والمنح لشباب الجنوب».
وطالب محمد علي احمد «بحق ابناء الجنوب في اولية العمل في الشركات الاجنبية في الجنوب وكذا المنح الدراسية في امريكا والدول الراعية للحوار وكذا دورات التدريب والتأهيل للشباب والشابات في الجنوب وتكثيفها ورعايتها من قبل المنظمات الامريكية والاوروبية المنتشرة في اليمن.
ولفت الى ضرورة تأهيل شباب الجنوب بما يمكنهم من مواكبة التطورات والمتغيرات وتدريبهم على فن القيادة والادارة استعدادا للوضع الجديد القادم.
وكانت الدبلوماسية الامريكية زارت اليوم الثلاثاء عدداً من المشاريع التنموية التي قدمتها الحكومة الامريكية عبر السفارة بصنعاء متمثلة بمدرسة للتعليم العام، ووحدة صحية في منطقة البريقة، ونادي الميناء الرياضي بالتواهي.
وذكرت السفارة الامريكية في بلاغ -حصل «المصدر أونلاين» على نسخة منه- ان الزيارة تهدف الى توسيع الدعم المقدم لمدينة عدن والمناطق الجنوبية بتوفير برامج اضافية لتعليم اللغة الانجليزية وإعادة انشاء إحدى مراكز التعليم «الزاوية الامريكية» والاسهام بتوفير 20 الف مكتب مدرسي للطلاب في كلا من عدن ولحج.
وطبقا للبلاغ فان «حكومة الولاياتالمتحدةالامريكية قدمت نحو 160 مليون دولار مساعدات انسانية لليمن الى جانب 9 مليون دولار مساعدات صحية خلال العامين السابقين».
وذكر البلاغ ان خطط السفارة الامريكية تتجه الى توسيع نطاق برنامج إكسس للمنح الصغيرة لتعليم اللغة الإنجليزية والذين تتراوح اعمارهم بين 13 - 20 عاماً سيما القطاعات المحرومة وسيتم توسيع البرنامج ليشمل مناطق ريفية في كل من تعز وحضرموت والمهرة.
وطبقا لمصادر من ممثلي منظمات المجتمع المدني الذين حضروا اللقاء الذي عقدته نائبة السفير الامريكي، فقد تركز حول المبادرات التي تقوم بها منظمات المجتمع المدني بالمحافظة والهموم ومشكلات التمويل التي طرحها عدد من ممثلي المنظمات ومنها شكوى تركز الدعم للمنظمات العاملة في العاصمة صنعاء.