كل شيء له معنى وقيمة يصبح في اليمن إما معكوساً او لا قيمة له، وانما يمر بيننا مرور الكرام، او مجاراة للدول الأخرى او محاولة فاشلة لنكون كالآخرين. وأسبوع المرور كعادة كل شيء لدينا يفقد قيمته وأهميته وتصبح فيه التوعية روتينية بلا روح وبلا مقياس لنجاحها، وأحياناً يمر كأسبوع حصاد بالنسبة لرجل المرور. فمنذ اخترعوا هذا الأسبوع لا يوجد مؤشر ولو بسيط لنجاح حملات التوعية. فلو ركزت حملات التوعية في هذا الأسبوع على قدسية المهمة وأهمية وشرف المهنة بالنسبة لرجل المرور التي اختارها بنفسه ولم يلزمه بها أحد لكان أفضل.
فالسائق الذي استمرأ المخالفة المرورية قد يكون السبب في ذلك هو رجل المرور وليونته وتقبله، بل ومطالبته لتلك المبالغ التي قد تكون تافهة، فلا يصل إدراة المرور إلا شخص قد يكون رفض دفع «ما كتب الله».
فلكم شهد ركاب الباصات بأعينهم تلك المبايعات والأخذ والرد بين السائق ورجل المرور، تنتهي بدفع مبلغ وتشطب المخالفة. وأحياناً حين يهم السائق بالمخالفة يمد يده لرجل المرور بالمعلوم مقدماً. ونظرا لأن الأمر يسوء عندنا أكثر والحوادث المرورية تزداد بمعدلات مفزعة فحسب احصائية العام 2012 فإن عدد وفيات الحوادث 2379 منها 356 امرأة. أما خلال الخمسة الأعوام بحسب تقرير لوزارة الداخلية فإن عدد المصابين نتيجة الحوادث بلغ 83473 منهم 50 ألفاً إصاباتهم جسيمة، وبلغ عدد الوفيات 13527.. فالشعور العام بعدم جدوى اسبوع المرور او التفاعل معه من قبل السائقين بل التندر بكونه أسبوع الغنائم لإدارة المرور بكل مستوياتها يزيد الأمر سوءاً.
ولكن هذا لا يغني عدم وجود رجل المرور الشريف والمتفاني في عمله الذي يقف الساعات الطوال تحت الشمس والمطر لتأدية واجب مهني خالصا لوجه الله.
هذه الاحصائية المهولة والأعداد المرتفعة والتي قد يكون في مجملها أسراً بأكملها، هل يعود السبب فيها الى السرعة الزائدة والمتهورة فقط ام ان أكثرها بسبب طرقات اليمن العجيبة والتي لا تتحسن او تتم توسعتها او صيانتها.
فبالإضافة الى طبيعة اليمن الجبلية ومنحدرات الطرق الخطيرة كطريق سمارة وحجة، فإنه لا يوجد بديل لهذه الطرق او حتى وجود خطين منفصلين للذهاب والإياب، لذا فأسبوع توعية طوال العام يصبح نوعاً من دغدغة مشاعر السائقين المتهورين والذين يحتاجون الى اكثر من ذلك.
فقوانين السير والمرور ما هي إلا آداب إسلامية وشرعية ومن أخلاقيات المسلم، فالإسلام جعل للطريق حقاً، فقال صلى الله عليه وسلم «أعطوا الطريق حقه».
وقال تعالى «ولا تمشِ في الأرض مرحاً إنك لن تخرق الأرضَ ولن تبلغ الجبال طولاً» وقال تعالى «واقصِد في مشيك واغضض من صوتك».