أقام مكتب التربية في أمانة العاصمة، يوم الأحد الماضي، بحديقة السبعين المعرض العلمي والفني بمشاركة 11 منطقة تعليمية داخل العاصمة ضمن احتفالات يوم المعلم، وتوافد الزوّار منذ لحظة الافتتاح وبالآلاف على المعرض لمشاهدة ما أبدعته أنامل أبنائهم الطلاب.. وتُعد المعارض المدرسية تقليداً سنوياً لمدارس الجمهورية، يتم فيها عرض مواهب وإبداعات الطلاب المختلفة، ويجدها المبدعون فرصةً لعرض بضاعتهم أمام الجهات المختصة في محاولة لتطوير مخترعاتهم وابداعتهم.
تقول المعلمة سعاد الآمني، مديرة الأنشطة في مكتب التربية بمديرية آزال، ل«المصدر أونلاين»: «إن الهدف العام من المعرض هو تكريم المعلم في المقام الأول، وإبراز مواهب الطلاب وأنشطتهم التي يقومون بها في مدارسهم».
سعاد الآمني: الهدف العام من المعارض إبراز مواهب الطلاب وأنشطتهم التي يقومون بها في مدارسهم «المصدر أونلاين» زار نموذجين لتلك المعارض أحدهما في العاصمة صنعاء والآخر في مدينة تريم بحضرموت، والتقى عدداً من المبدعين والمبدعات، وخرج بحصيلة مفادها بأن شباب وفتيات اليمن يمتلكون عقولاً وأفكاراً إذا ما تم استغلالها وتنميتها وإظهارها، فهي كفيلة بتحقيق نهضة شاملة لليمن الذي يُعاني ويلات التخبّط العلمي والبحثي.
الطالبة إسراء السروري من مدرسة القُدس في منطقة الوحدة التعليمية بالعاصمة حازت على المركز الأول على مستوى أمانة العاصمة في جائزة أفضل وسيلة تعليمية من خلال اختراعها جهازاً يرشد استخدام الماء، وتقوم فكرته على إصدار الجهاز لصوت عندما يكون منسوب استهلاك الماء بصورة غير طبيعية، وتقول إسراء «إن الفكرة ستتطور ويمكن استخدامها في المنازل إذا وجدنا من يدعمنا، وسيكون سعرها رخيصاً للغاية». وتتساءل: «أين من يتبنى أفكارنا؟».
أما رمزي سيف، من مدرسة «الزبيري» بأمانة العاصمة، فابتكر وسيلة تعليمية لتحديد إحداثيات نقطة بواسطة الليزر، وفاز عمله بجائزة أفضل وسيلة تعليمية على مستوى اليمن هذا العام. ابتكار سهل ودقيق في التحديد من خلال أشعة الليزر -هكذا يقول رمزي.
من جانبها، قدّمت سارة عبدالسلام، من مدرسة «النهضة»، فكرة الحمام المصفّر، وهي عبارة عن ابتكار لحمام يعطي الشخص إنذاراً بأن حرارة الماء معتدلة وأن الماء صالح للغسل من خلال جرس حساس للحرارة يصدر صوتاً عند وصول الماء لدرجة حرارة معتدلة.
وهناك في تريم حضرموت، احتفلت مدارس «النجاح» بيومها المدرسي بإقامة معرض فني وعلمي بداية منتصف الشهر الماضي، وكانت أغلب معروضاته بسواعد أطفال المدرسة التي لا يتجاوز أعلى صف فيها المستوى السادس.
طلاب ومخترعون يبحثون عن داعم لأفكارهم التي ستحل مشكلات كبيرة إذا ما تم دعمها وتبنيها في المعرض، أقيم جناح الوفود العربية وسوق «عكاظ»، يقدّم من خلاله الأطفال الصغار نماذج لقصائد لكبار شعراء الجاهلية بلغة محكمة على رائحة البخور ونكهة القهوة العربية الأصيلة بحضور الكثير من الزوّار، إلى جانب ذلك تم تمثيل حي لمناسك الحج من خلال مجسمّات تجسد شعائر الحج والبيت الحرام، وأيضاً تقديم لوحاتٍ تراثية تجسد التراث الحضرمي الذي تزخر به المحافظة فضلاً عن التجارب العلمية وقسم اللغة الانجليزية الذي يقدّم فيه الطلاب شرحاً وافياً لعدة تجارب باللغة الإنجليزية.
أحمد فلهوم، مدير عام مكتب التربية بالوادي والصحراء، تحدث ل«المصدر أونلاين» بالقول: «أنا سعيد بما رأيته من مواهب وإبداعات الطلاب سواء على مستوى الشعر أو العلوم».
من جانبه قال فوزي باهادي، مدير مدارس «النجاح» الأهلية: «إن الهدف من إقامة هذه المعارض هو تحقيق أعلى شراكه بين المدرسة وأولياء الأمور والمجتمع بمؤسساته المختلفة، فضلاً عن أنها مسرح لإبراز مواهب الطلاب».
وتبقى المعارض المدرسية بصورتها الحالية مجرد مزارات عابرة يستمتع بها الزوّار إذا لم يتم تبنّيها من قبل الجهات المختصة ودعم وتكريم الموهوبين والمبدعين، وتحويل تلك الأفكار إلى مخترعات ووسائل يستفيد منها المجتمع.
وكان عبدالقادر هلال أعلن عن خمس جوائز قيّمة لأفضل 5 اختراعات في معرض أمانة العاصمة.
ولكن المبدعين يحتاجون إلى تبنّي مواهبهم المواهب من خلال طرق علمية وتشجيعية مدروسة، لا يمتلك قدرات القيام بذلك سوى الحكومة.