شهدت معظم فرق عمل الحوار الوطني، أمس، نقاشات مستفيضة بهدف إقرار تقاريرها النهائية وتسلميها إلى هيئة رئاسة المؤتمر التي تضغط بشدة على ضرورة تسليمها في موعدها المحدد، قبل الجلسة العامة النصفية (الجلسة العامة الثانية) المقرر انعقادها الأسبوع القادم. ومن المفترض أن تكون كافة فرق العمل قد انتهت من إقرار تقاريرها النهائية للفترة الماضية وتسليمها لهيئة رئاسة مؤتمر الحوار، بتاريخ 28 من الشهر الماضي. وبحسب اللائحة الداخلية للمؤتمر، من المقرر أن تعقد الجلسة العامة الثانية خلال الفترة من 8 إلى 18 من الشهر الجاري لمناقشة التقارير النهائية وإقرارها.
ويوم أمس، أقرّت غالبية فرق العمل تقاريرها الختامية بشكل شبه نهائي، لأعمالها خلال فترة الشهرين الماضية.
وبحسب المركز الإعلامي للحوار، فقد انتهى فريق بناء الدولة من إقرار تقريره النهائي وسلمه أمس رسمياً لهيئة رئاسة المؤتمر، فيما اتفق أعضاء فريقي صعدة واستقلالية الهيئات، أمس السبت، على إقرار تقاريرهما النهائية داخلياً في إطار الفريقين، ومن المنتظر تسليمها لهيئة الرئاسة بعد إدراج التعديلات الأخيرة المتفق حولها وإعادة صياغتهما بشكلها النهائي.
وأمس أيضا، ناقش أعضاء فريق عمل المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية والقضايا ذات البُعد الوطني مقترحات الأعضاء بخصوص مشروع التقرير النهائي، فيما أقر فريق أسس بناء الجيش والأمن في اجتماعه، أمس، سحب التقارير النهائية المرفوعة للأمانة العامة من قبل رئاسة الفريق قبل مناقشتها من كافة الأعضاء الذين كان بعضهم في زيارة ميدانية لمحافظة عدن.
صعدة اتفاق على الجذور وأقر أعضاء فريق صعدة، أمس، تقرير الفريق النهائي، بعد وصولهم إلى توافق حول رؤية موحدة لجذور القضية بشأن النقاط الخلافية التي كان الفريق رفعها للجنة التوافق في وقت سابق من الأسبوع الماضي.
وتتضمّن الرؤية الخاصة بالجذور سبع نقاط محددة تتمثل في: ضعف الدولة ومؤسستها، ضعف التنمية الشاملة، التدخلات الخارجية، دخول أفكار أخلت بالتعايش التاريخي بين المذاهب الرئيسية في اليمن، اللعب بورقة التوازنات والإدارة بالأزمات، وعدم مهنية وحيادية وسائل الإعلام، إضافة إلى مشروع حسين بدرالدين الحوثي الفكري، وما حصل على إثر إطلاق «الشعار والصرخة» من خلاف مع السلطة واعتقالات ووساطات لم تنجح وصولاً إلى الحرب في يونيو 2004.
مبادئ العدالة الانتقالية واتفق أعضاء فريق العدالة الانتقالية، أمس، على تضمين بعض المقترحات إلى التقرير النهائي، تتعلق بالمبادئ الدستورية للعدالة الانتقالية والتعامل المتساوي مع كل ضحايا الانتهاكات دون تمييز مكاني أو زماني، وأن يعاد الاعتبار لكل من أسيء إليهم من ضحايا الصراعات السياسية في أي مرحلة من تاريخ اليمن المعاصر وخلال مختلف نظم الحكم الشطري والوحدوي، والتأكيد على حق كافة المتضررين من ضحايا الصراعات السياسية، إلى جانب تأييد تجريم قتل المدنيين الأبرياء الذين يقعون ضحايا الطائرات من دون طيار، ودعم جهود مكافحة «الإرهاب»، وكذا رد الاعتبار للأشخاص الذين سبق اعتقالهم بتهمة الارهاب وثبت براءتهم.
كما قدم عدد من الأعضاء مقترحات تتعلق باسترداد الأموال والأراضي المنهوبة، وضرورة إلزام الدولة بالكشف عن مصير المخفيين قسراً، وغيرها من المقترحات التي شملت مختلف جوانب القضايا المتعلقة بعمل المجموعات الفرعية السبع المنبثقة عن الفريق.
الجيش والأمن يسحب تقريره الأولي وشهدت جلسة فريق بناء الجيش والأمن، يوم أمس، احتجاجاً شديداً من قبل الأعضاء لرفع رئاسة الفريق التقرير الأولي لرئاسة المؤتمر، الأربعاء الماضي، دون الرجوع إليهم، وخصوصا أعضاء الفريق الذين كانوا في زيارات ميدانية لمحافظة عدن. واعتبر أعضاء الفريق هذه التصرّف غير مسؤول.
وطالب الأعضاء بسحب التقرير الأولي المرفوع لهيئة الرئاسة، وسط تهديد من كتلة الشباب بتعليق عضويتها في المؤتمر ما لم يتم سحبه، لترفع الجلسة لمدة ربع ساعة.
ونقل المركز الإعلامي للحوار أن رئيس الفريق اللواء يحيى الشامي قدم للأعضاء المبررات التي دعت الرئاسة إلى رفع مسودة التقرير الأولي للأمانة العامة للحوار، موضحاً أن ذلك تم نتيجة ضغط الرئاسة على الفرق بضرورة تسليم التقرير الخاص بالفرق يوم 28 مايو 2013، ونتيجة ذلك تم رفع التقارير الأولية المقدّمة من مجموعات الفريق.
وأكد الشامي أنهم حين سلموا التقارير الأولية من المجموعات أشعروا الرئاسة بأنها غير مستكملة، وأن بعض الأعضاء مازالوا في زيارات ميدانية لمحافظة عدن.
وتم الاتفاق على سحب التقرير الأولي بهدف استكماله وإقراره بالتوافق. بعدها استأنف الفريق عمله بحضور القائم بأعمال نائب رئيس مؤتمر الحوار الوطني الشامل محمد قحطان (نيابة عن عبدالوهاب الآنسي الذي يخضع لعميلة جراحية)، والذي أوضح أن التقرير الذي سلّم للرئاسة من قبل رئاسة الفريق كان تقريراً أولياً وليس نهائيا، ووافق على سحبه وإعادته للفريق ليتم مناقشته من قبل الفريق كاملاً وإقراره بالتوافق.
ودعا قحطان الأعضاء إلى ضرورة العمل بروح الفريق الواحد وأهمية خروج التقرير بالتوافق بين أعضاء الفريق.
وناقش فريق أسس بناء الجيش والأمن في اجتماعه، أمس، تقارير مجموعات العمل النهائية، كل مجموعة على حدة، حيث انتهت النقاشات بالموافقة على التقارير المقدمة من مختلف المجموعات شريطة تضمينها بعض المقترحات المتفق عليها بما فيها مخرجات الزيارة الميدانية لمحافظة عدن.
وبعد الانتهاء من إقرار تقارير المجموعات، أقر الفريق تشكيل لجنة مصغّرة لصياغة التقرير النهائي وعرضه على الأعضاء لمناقشته وإقراره بالتوافق.