شهدت قاعة مؤتمر الحوار الوطني بصنعاء اليوم الأحد تجاذبات بين أطراف الحوار، وتطورت إلى إعلان ممثلي حزب المؤتمر الشعبي العام وجماعة الحوثيين انسحابهم من جلسة اليوم التي رأسها أمين عام الحزب الاشتراكي الدكتور ياسين سعيد نعمان نائب رئيس مؤتمر الحوار. افتتح الدكتور عبدالكريم الارياني الجلسة، لكن سرعان ما انسحب ممثلو حزب المؤتمر من الجلسة احتجاجاً على الإفراج عن المعتقلين من شباب الثورة، والذي يتهمهم المؤتمر بالتدبير والمشاركة في تفجير مسجد دار الرئاسة الذي أصيب فيه الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
غادر الارياني بعد خمس دقائق، معتذراً للمشاركة في حفل تخرج طلاب إحدى الجامعات، وسلم الرئاسة للدكتور ياسين سعيد نعمان، وحاول بعض أعضاء مؤتمر الحوار منع الارياني من الخروج، بسبب ما قالوا انه سيحسب ذلك انسحابه مع أعضاء حزب المؤتمر.
استمر أعضاء الحوار في الجلسة كما هو المعتاد، وتدربوا خلال افتتاح الجلسة على طريقة التصويت على القرارات، كما تليت تقارير لبعض الهيئات واللجان.
بدأ الحوثيون الاعتراض بسبب ما قالوا ان رئاسة الجلسة تجاهلت إعلانهم عدم مشاركتهم أمس السبت في الجلسة العامة الثانية لمؤتمر الحوار التي افتتحها الرئيس عبدربه منصور هادي، احتجاجاً على لجنة التوفيق التي تم تشكيلها الأسبوع الماضي بقرار جمهوري.
وطلب عضو مجلس النواب وممثل الحوثيين في الحوار عبدالكريم جدبان من رئاسة الجلسة منحه نقطة نظام، وعندما صعد المنصة تحدث عن لجنة التوفيق، ما دفع الدكتور ياسين نعمان لمقاطعته قائلاً "هذه ليست نقطة نظام، نحن الان لا نتكلم في هذا الموضوع".
ورفض جدبان حديث نعمان وحاول مواصلة حديثه، إلا أن ياسين خاطبه بالقول "اسكت، ولا تتكلم في هذه النقطة، اذا معاك شيء في حديثنا اعترضت والا نزلت"، ورفض جدبان حديث ياسين وقال "لن أسكت"، ما دفع ياسين لمهاجمته مرة أخرى، حتى دفعه لمغادرة المنصة قائلاً إنه سينسحب ما دام لن يُسمح له بالحديث عن لجنة التوفيق.
تحول اعتراض الحوثيين إلى مشادات مع رئاسة المجلس، وحاولوا أكثر من مرة إيقاف الجلسة، وتمكنوا بعد ساعة ونصف من تحقيق ذلك، بعدما وجه عضو حوثي شتائم لرئيس الجلسة ياسين سعيد نعمان.
وقال عضو في الحوار الوطني ل"المصدر أونلاين" إن عضواً حوثياً شتم رئيس الجلسة الدكتور ياسين سعيد نعمان وهو ما استفزه ودفعه للوقوف من مكانه، قائلاً "اسكت.. اسكت.. اسكت، من معه شوية سلاح جاي يستعرض به هنا، اخرج من القاعة".
أمسك نعمان أحد الكراسي بسبب الشتائم التي تلقاها، كما كان ينوي النزول من المنصة الرئيسية، لكن هيئة الرئاسة حاولوا تهدئته ومنعه من الدخول في مشادات.
أعلن بعد ذلك الدكتور ياسين سعيد نعمان تعليق الجلسة لمدة نصف ساعة، حتى تهدأ الأمور، وغادر القاعة باتجاه هيئة الرئاسة لمناقشة ما حدث.
تمكن الحوثيون وحزب المؤتمر الشعبي العام من عرقلة التصويت على بعض القرارات، بعدما استأنف الدكتور نعمان الجلسة، حيث لم يكتمل نصاب المشاركين فيه، حيث وصلت نسبة الحاضرين 62%، فيما تقول اللائحة الداخلية للمؤتمر بأنه لا تعقد جلسات في ظل غياب مكونين من المشاركين في مؤتمر الحوار.
وكان من المتوقع أن يصوت أعضاء المؤتمر على عدد من القرارات فيما يخص ب"استقلالية الهيئات ذات الخصوصية والقضايا الخاصة، كحقوق الانسان وهيئة المرأة وجهاز المحاسبة والرقابة، وعدد من القرارات التي توافقت عليها اللجان".
ويقول أعضاء في مؤتمر الحوار ل"المصدر أونلاين" بأنه في حال استمر الحوثيين والمؤتمر في تعليق مشاركتهم في المؤتمر، فإن ذلك سيعطل جميع الجلسات ويؤخر من اتخاذ القرارات المتوافقة عليها.
واستغرب عضو في مؤتمر الحوار الوطني في حديثه ل"المصدر أونلاين" مطالبة الحوثيين بالتوافق على لجنة التوفيق، وقال "اللائحة الداخلية للمؤتمر تقول إن أعضاء اللجنة يتكونون من رئاسة الجلسة ورؤساء اللجان المتوافق عليها، إضافة إلى أسماء يقوم الرئيس هادي بإضافتها من اللجنة الفنية للمؤتمر في حال لم يكتمل النصاب".
ولا يزال اليمنيون يأملون من مؤتمر الحوار الخروج بحلول تصب في مصلحة البلاد، في ظل الوضع المتأزم والانفلات الأمني، والوضع الانساني المتدهور الذي تشهده اليمن خلال الفترة الأخيرة.
الصورة للعضو الحوثي الذي شتم الدكتور ياسين سعيد نعمان خلال الجلسة