تحالف مؤتمري حوثي على تعطيل قرارات المؤتمر بالانسحاب من الجلسات.. الحوثيون يهاجمون" نعمان" بالشتائم ويحولون قاعة الحوار الى فوضى الإثنين 10 يونيو-حزيران 2013 الساعة 03 صباحاً أخبار اليوم/ خاص أعلن ممثلو حزب المؤتمر الشعبي العام وجماعة الحوثيين انسحابهم من جلسة الحوار أمس الأحد والتي رأسها أمين عام الحزب الاشتراكي الدكتور ياسين سعيد نعمان نائب رئيس مؤتمر الحوار. وشن عضو تابع لجماعة الحوثي هجوماً حاداً على رئيس الجلسة ياسين سعيد نعمان قبل ان ينسحب أعضاء الجماعة بالتنسيق مع أعضاء المؤتمر الشعبي العام والذي من خلاله استطاع الشعبي العام والحوثيون تعطيل اتخاذ أية قرارات في القضايا المطروحة على طاولة الحوار؛ حيث تمكن الحوثيون وحزب المؤتمر الشعبي العام من عرقلة التصويت على بعض القرارات، بعدما استأنف الدكتور نعمان الجلسة، حيث لم يكتمل نصاب المشاركين فيه، حيث وصلت نسبة الحاضرين 62%، فيما تقول اللائحة الداخلية للمؤتمر بأنه لا تعقد جلسات في ظل غياب مكونين من المشاركين في مؤتمر الحوار. وكان من المتوقع أن يصوت أعضاء المؤتمر على عدد من القرارات فيما يخص ب"استقلالية الهيئات ذات الخصوصية والقضايا الخاصة، كحقوق الإنسان وهيئة المرأة وجهاز المحاسبة والرقابة، وعدد من القرارات التي توافقت عليها اللجان". ويأتي هذا الهجوم الحوثي على الدكتور ياسين بعد أيام قلائل من تصريح أكد فيه أن الاشتراكي وحزب الإصلاح جسد واحد؛ حيث أبدى الحوثيون انزعاجاً شديداً من هذا التصريح الذي أكد عمق ومتانة العلاقة بين الإصلاح والاشتراكي في إطار اللقاء المشترك. وكان نعمان قد تحدث - خلال كلمته في الدورة التاسعة للجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني الأربعاء الماضي - عن أن القوى التي وصفها بالمتربصة استطاعة اختراق تكتل اللقاء المشترك وراحت تضخ الخلافات إلى داخله، مشيراً إلى أنها أربكت نشاطه، والعملية السياسية كلها، في أهم لحظة كان يجب أن يكون فيها حاضر لإنجاز ما بدأه من عملية تغييرية ثورية شاملة. وقال إن "المطلوب اليوم أن تعيد (قوى المشترك) تقييم مسار المشترك السياسي فلا أعتقد أن هذه القوى قادرة على مواصلة اختراق هذا التكتل السياسي الذي جري اختباره في قلب التحديات الكبرى"، مؤكداً بأن علاقة الأحزاب ستبقى في نفس الإطار الذي يخدم اليمن ومصالح شعبه وتحت أي عنوان كان. وكان الدكتور عبدالكريم الإرياني قد افتتح جلسة الحوار أمس قبل ان يسلم رئاسة الجلسة لنعمان، لكن سرعان ما انسحب ممثلو حزب المؤتمر من الجلسة احتجاجاً على الإفراج عن المعتقلين من شباب الثورة، والذي يتهمهم المؤتمر بالتدبير والمشاركة في تفجير مسجد دار الرئاسة الذي أصيب فيه الرئيس السابق علي عبدالله صالح. غادر الإرياني بعد خمس دقائق، معتذراً للمشاركة في حفل تخرج طلاب إحدى الجامعات، وسلم الرئاسة للدكتور ياسين سعيد نعمان، وحاول بعض أعضاء مؤتمر الحوار منع الإرياني من الخروج، بسبب ما قالوا انه سيحسب ذلك انسحابه مع أعضاء حزب المؤتمر. وبدأ الحوثيون الاعتراض بسبب ما قالوا إن رئاسة الجلسة تجاهلت إعلانهم عدم مشاركتهم أمس السبت في الجلسة العامة الثانية لمؤتمر الحوار التي افتتحها الرئيس عبدربه منصور هادي، احتجاجاً على لجنة التوفيق التي تم تشكيلها الأسبوع الماضي بقرار جمهوري. وقالت مصادر في مؤتمر الحوار إن ممثلي الحوثي انضموا لممثلي المؤتمر الشعبي العام للاعتراض على الإفراج عن شباب الثورة المعتقلين على ذمة قضية تفجير دار الرئاسة, وهو ما أدى إلى إثارة الفوضى وتعطيل الجلسة. وأشارت إلى انه في خضم هذا الجو المشحون شعر ياسين أن هناك محاولات مدروسة لإرباك الجلسة, وتجلى ذلك من خلال تسجيل نقاط اعتراض من قبل ممثل جماعة الحوثي المسلحة, أحمد شرف الدين, مع أن اللائحة الداخلية لا تسمح له بذلك إلا بموافقة رئيس الجلسة. وأوضحت أن ياسين, قال إن هناك أطرافاً تملك السلاح (في إشارة إلى جماعة الحوثي المسلحة)تريد استعراض قوتها وعضلاتها في مؤتمر الحوار, وذلك خلال رده على اعتراض أحمد شرف الدين. وأضافت: هجوم الحوثيين على ياسين, يعود إلى كلمته التي ألقاها في اجتماع اللجنة المركزية للاشتراكي التي انعقدت يومي الخميس والجمعة والتي أكد فيها بوضوح وبصراحة أن الإصلاح والاشتراكي جسد واحد بقلبين. وأشارت المصادر إلى أن عضو مجلس النواب وممثل الحوثيين في الحوار عبدالكريم جدبان طلب من رئاسة الجلسة منحه نقطة نظام، وعندما صعد المنصة تحدث عن لجنة التوفيق، ما دفع الدكتور ياسين نعمان لمقاطعته قائلاً "هذه ليست نقطة نظام، نحن الآن لا نتكلم في هذا الموضوع". ورفض جدبان حديث نعمان وحاول مواصلة حديثه، إلا أن ياسين خاطبه بالقول "اسكت، ولا تتكلم في هذه النقطة، اذا معاك شيء في حديثنا اعترضت والا نزلت"، ورفض جدبان حديث ياسين وقال "لن أسكت"، ما دفع ياسين لمهاجمته مرة أخرى، حتى دفعه لمغادرة المنصة قائلاً إنه سينسحب ما دام لن يُسمح له بالحديث عن لجنة التوفيق. تحول اعتراض الحوثيين إلى مشادات مع رئاسة المجلس، وحاولوا أكثر من مرة إيقاف الجلسة، وتمكنوا بعد ساعة ونصف من تحقيق ذلك، بعدما وجه عضو حوثي شتائم لرئيس الجلسة ياسين سعيد نعمان. وقال مصادر من داخل المؤتمر إن عضواً حوثياً شتم رئيس الجلسة الدكتور ياسين سعيد نعمان وهو ما استفزه ودفعه للوقوف من مكانه، قائلاً "اسكت.. اسكت.. اسكت، من معه شوية سلاح جاي يستعرض به هنا، اخرج من القاعة"، مضيفا بأن نعمان أمسك إحدى الكراسي بسبب الشتائم التي تلقاها، كما كان ينوي النزول من المنصة الرئيسية، لكن هيئة الرئاسة حاولوا تهدئته ومنعه من الدخول في مشادات. وأعلن الدكتور ياسين سعيد نعمان تعليق الجلسة لمدة نصف ساعة، حتى تهدأ الأمور، وغادر القاعة باتجاه هيئة الرئاسة لمناقشة ما حدث. ويقول أعضاء في مؤتمر الحوار بأنه في حال استمر الحوثيين والمؤتمر في تعليق مشاركتهم في المؤتمر، فإن ذلك سيعطل جميع الجلسات ويؤخر من اتخاذ القرارات المتوافقة عليها. إلى ذلك هاجمت الناشطة الشبابية بشرى المقطري جماعة الحوثي بشدة في صفحتها على الفيس بوك ووصفتهم بالمأزومين. وقالت المقطري: " ما قام به المدعو احمد شرف الدين الحوثي من تهجم على الدكتور ياسين سعيد نعمان يعكس النفسية المريضة والمأزومة لأنصار الله وعدم قدرتهم على التخاطب مع الآخرين ويعكس أيضاً أن تخوفاً كثيراً من القوى المدنية من هؤلاء الذين يحتكمون للقوة وازدراء الآخرين باعتبارهم ظل الله في الأرض وانهم السلالة اللعينة النقية في حين الآخرين مجرد رعاع, مؤكدة تضامنها الكامل مع الدكتور ياسين ضد ما تعرض له من شتم وتجريح مضيفة: ".. وستظل أنت ضوء اليمن القادم مهما انزعج الأوباش وأدعياء السلالة". واستغرب عضو في مؤتمر الحوار الوطني في حديثه ل"المصدر أونلاين" مطالبة الحوثيين بالتوافق على لجنة التوفيق، وقال "اللائحة الداخلية للمؤتمر تقول إن أعضاء اللجنة يتكونون من رئاسة الجلسة ورؤساء اللجان المتوافق عليها، إضافة إلى أسماء يقوم الرئيس هادي بإضافتها من اللجنة الفنية للمؤتمر في حال لم يكتمل النصاب". ولا يزال اليمنيون يأملون من مؤتمر الحوار الخروج بحلول تصب في مصلحة البلاد، في ظل الوضع المتأزم والانفلات الأمني، والوضع الإنساني المتدهور الذي تشهده اليمن خلال الفترة الأخيرة.