ماجرى في مصر يؤلم حقاً ويدمي القلب .. يقتل مواطنون ومعتصمون سلمياً وهم يصلون الفجر بالرصاص على رؤوسهم ويذهب ستون شهيداً ومئات الجرحى في محراب الحرية والصلاة في أبشع مجزرة ..جثث الأطفال والنساء والرجال ملقية على أرض الصلاة والاعتصام . جرى إبادتهم بأسوأ وأبشع قرار يريد اليوم أن يوقف النور في مصر وبدعم من فسقة العالم الذي ستصيبهم جميعا لعنة هذه الدماء البرية والطاهرة . ما جرى هي عملية تكريس لعملية استلاب الأمة وإهدار مالها ودمها واستمرار للحكم الذي لم يطهر بعد ...مجزرة الحرس الجمهوري بمصر هي محطة مؤلمة، لكنها مهمة على طريق صناعة الحرية والاستقلال للشعوب وستتحول الى رافعة للنصر القادم عما قريب. لا اعتقد أن أحداً يملك ذرة من ضمير مازال يناصر ذلك الفعل.. الثورة برأي كثيرين هي تطهير كامل للقديم وهذا ما لم يتخذه الرئيس مرسي، حيث تعامل بقواعد ديمقراطية وبتسامح واسع وبشهادة خصومه الذين يؤكدون اليوم انه كان يحترم شعبه ولم يقترب من الدم ولا الحريات العامة والخاصة التي صانها وهذه فضيلة وقيمة سياسية ستبقى محفورة في ذاكرة الشعب المصري الذي ستشعل فيه مجزرة الحرس الجمهوري الغضب والإصرار على الثورة الحقيقية التي ستطهر كل المجرمين . فالثورات تشعلها الدماء وتقويها وهذا ما لم يعيه المستبدون في كل عصر الذين يرون من جماجم الناس ودمائهم وسيلة إخضاع وتمكين للحكم المريع. اعتقد أن الدماء التي تسيل في أوساط الثورة السلمية تتحول من محنة إلى منحة ومصدر قوة للثورة وإنهاء للقتلة. لعنة الدماء ستطاردهم وستنبت ازهاراً فواحة للنصر وسنابل عطاء كريم للحرية والكرامة... ما جرى سيؤدى إلى عملية فرز بين قوى الشعب والثورة من جهة وبين قوى الاستبداد والعبودية .. ما جرى انقلاب على الثورة ومن لا يفيق في هذا الفترة المخضبة بالدماء فهو عبد وضيع ليس مؤهلاً لشرف بناء المجد الذي ينقشه الشعب المصري بدماء شبابه ورجاله ونسائه في أعظم ملاحم التاريخ المبشرة بفجر صاف من الفلول والفساد وأذيال العبودية .