مئات القتلى وآلاف الجرحى يسقطون على مدار اليوم والليلة في أنحاء مصر, نساء ورجالاً واطفالاً في القاهرة تحديداً. مجزرة الفجر أمس والتي ذهب ضحيتها عشرات الشهداء ومئات الجرحى في عملية جبانة لم يحدث مثلها في تاريخ مصر وتفوق تلك التي ارتكبها الاحتلال الفرنسي بقيادة نابليون..تمت هذه المجزرة بعد أن أخذوا تفويضاً بالقتل لم يكونوا بحاجة إلى تفويض، ومن متى يأخذ القتلة تفويضاً وهل يصلح او يحق لأحد أن يفوض احداً بقتل آخرين؟، هذه الدماء التي تسكب بغزارة لعنة على هذا العالم وعلى من صفقوا للقتلة.. وعلى دعاة المدنية الزائفة والقوميين الانتهازيين والمتطرفين واليسار واليمين وكل من وقف يشارك في إبادة الشعب المصري وذبح حريته..هي ثورة حرية ولها ثمن.. ثورة لن تنكسر ولن تعود عقارب الساعة الى الوراء مهما فعلوا ..لقد ذهلت وأنا أرى الملايين بعد فجر يوم أمس وهم يملأون ساحة رابعة والنهضة ويتوافدون عليها وسط النار والدماء،عرفت ان القضية قضية شعب كسر حاجز الخوف يجاهد من اجل حريته ومهما فعلوا ستنتصر الثورة حتى لو قتل كل من في رابعة، إن استئصال الشعوب الحرة مستحيل وكل قطرة دم ستعود وبالاً على القتلة والمشاركين والمشجعين، إنها دماء شعب يقاتل نيابة عن حرية كافة الشعوب العربية ومن اجلها، لم يعد هناك مكان وسط اتضحت الصورة واتضح الصراع الدائر بين الحرية والعبودية وبين الشعب واعداء الشعب في الداخل والخارج من عاشقي نهب الثروات وهتك الحقوق ووأد الحريات، وكل من وقف ويقف بجانب القتلة إما أن يكتب قاتلاً أو أن يقفز من هذا المركب المليء بالمجرمين.. شخصيات وأحزاب بعد المجزرة أعلنت شجبها وانضمامها للشارع الثوري..أصيب كل من امتلك ذرة إنسانية بصدمة من هول الجريمة، قتلى سلميون يقتلون على الرأس والصدر وهم يرددون سنهزمهم بسلميتنا ويسبحون بصبر وكبرياء على دمهم المراق.. بينما يردد الإعلام ويشحذ سكين الظلم بأن هؤلاء المقتولون إرهابيون يقتلون أنفسهم في أبشع صور الكذب الإعلامي المزيف ، لو ان هؤلاء إرهابيون ما وقفتم ولا تمكنتم ان ترقصوا على الأشلاء وتقلبون الحقائق بأسلوب لم نرَ أسفل منه .. الكذب بلغ في بعض القنوات (الفضائية) حداً جاوز كل الحدود الإنسانية ليصبح شريكاً في القتل.. يحرض ويكذب عاماً كاملاً من اجل قتل قوة الثورة ووحدة الثورة وصوت الثورة وإعادة صناعة فرعون جديد وطاغية جديد ..رغم كل ما جرى الثورة مستمرة والجماهير بصدورها العارية وسط دمائها تتحدى الموت والنار ولن يكون هناك فرعون جديد في مصر سينتصر الشعب المصري الكريم وسيقود العالم العربي نحو الكرامة الحقيقية رغم كل المؤامرات الدنيئة.. سينتصر الشعب المصري رغم كل هذه الوحشية التي لا يسكت عنها إلا مجرم ولا يبررها الا وضيع. [email protected]