قطع عشرات من المحتجين عدد من شوارع مدينة تعز يوم الأربعاء نتيجة تفافم معاناتهم اليومية بفعل انقطاع المياه على معظم احياء المدنية منذ اكثر من شهر، منذرة بإرتفاع مؤشرات مأساة انعدام المياه. وذكر مصدر محلي ل «المصدر اونلاين» أن المحتجين نددوا استمرار انقطاع المياه، وخرجوا لقطع الشوارع لإيصال رسالة للجهات المعنية بإغاثتهم بدلاً من الاسراف في الوعود دون تقديم حلول عاجلة تمنع توسع المأساة.
وأوضحت مصادر محلية أن المحتجين استخدموا الأحجار وإطارات السيارات وبراميل القمامة لقطع الشوارع في احتجاج غير مسبوق متسببين بشلل شبه كلي للحركة المرورية في ارجاء المدينة التي تعاني من ازمة خانقة منذ ثلاثة عقود ونيف والتي بلغ عدد سكانها مليونان و402 آلاف و569 نسمة ،وفقا للتعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت 2004.
والأنكى في تفاقم مأساة المياه في مدينة تعز عدم قدرة المواطنين على شراء المياه من محطات وآبار المياه الخاصة «الوايتات» الخاصة الذي يبلغ تكلفتها بين 4000 ريال الى 7000 الف ريال، وهذا لا يكفي الاحتياجات اليومية للسكان الذي يقدر استهلاك الفرد فيها 50 لتراً على الأقل في اليوم.
قبل يومين من خروج سكان المدينة أمس الى الشوارع، وجه محافظ المحافظة بالإسراع بإصلاح 47 مولداً كهربائياً كانت متوقفة عن العمل منذ فترة طويلة وإعادتها للخدمة واستئجار مولدات كهربائية كبيرة لضخ المياه الى المناطق والأحياء المرتفعة للتغلب على مشكلة الانطفاءات الكهربائية، كما وجه بتوفير مادة الديزل لتشغيل العدات والمضخات الخاصة بالآبار. محتجون يقطعون عدد من شوارع مدينة تعز احتجاجا على انقطاع المياه عليهم منذ شهر
وتتسع المأساة نتيجة النمو السكاني المطرد، وعلى الرغم من ذلك، تعمدت الحكومات والسلطات المحلية عدم الوفاء بوعودها لإنهاء ازمة الميا التي تعاني منها المدينة، وليس آخرها محاولة المجلس المحلي الحالي برئاسة شوقي هائل وحكومة الوفاق من ذر الرماد في عيون السكان بتحلية مياه البحر لتجاوز هذه الأزمة.
وقال وزير المياه والبئية عبدالسلالام رزاز ل«المصدر أونلاين» إن الانتاج اليومي للآبار والمحطات التابعة للمياة في تعز لايتجاوز 12000متر مكعب، فيما الاحتياج يزيد عن 50000متر مكعب.
وأشار الى أن المياه تصل الى المنازل «في احسن الحالات كل 30 يوم وبعض الأحياء 40 يوم واكثر».
واكد الوزير رزاز على أن «حل أزمة المياه في تعز هو التحلية من مياه البحر» لافتاً الى أن الوزارة ومؤسسة المياه في تعز استكملوا دراسة تحلية المياه من البحر.
واضاف «انتهينا من الدراسة قبل رمضان واحيلت الى وزارة التخطيط لمراجعتها ثم ندخل مرحلة الاعلان ،وسنتابع التمويل ،وبعد ذلك يبدأ العمل على الارض».
وقال إن العمل في مشروع محطة المخا لتحلية مياه البحر مرتبط بتمويل المانحين «اذا جاء التمويل بعد شهر سيبدأ العمل بالمشروع وكلما تاخر تاخرنا والحلول العاجلة حفر ابار جديدة لكن مع ذلك لن تحتل المشكلة .. ».
وأضاف إن مديونية مؤسسة المياه في تعز تزيد عن مليار ريال.
وقال رزاز في تصريحات سابقة إن تكلفة تنفيذ مشروع تحلية محطة مياة المخاء وصلت مايقارب من 400 مليون دولار في النصف الثاني من العام الجاري 2013، مشيراً الى أنه تم اعتماد 220 مليون دولار لتمويل الخط الناقل للمياه من المخا إلى تعز وقال إن مدة انجاز مشروع محطة التحلية سيستغرق سنتين. تعتمد مؤسسة مياه تعز على 63 بئرا في ثلاثة أحواض مائية (الحيمة، وادي الضباب، الحوبان)
وفيما يخص الحفر الاشوائي للآبار كأحد ابرز المشكلات المتصلة بأزمة المياه في تعز، دعا وزير المياة والبئية عبدالسلام رزاز الى تفعيل القوانين والتعامل مع الحفارات التي تقوم بالحفر العشوائي بوصفها «جريمة»، لافتاً إلى حجم الأخطار جرّاء الاستنزاف الجائر للمياه الجوفية نتيجة الحفر العشوائي للآبار دون تراخيص وكذا الري الجائر للقات.
وتشير احصائية مؤسسة المياه في تعز إلى أنها تقوم تضخ المياه من 63 بئرا لقرابة خمسين الف مشترك لدى المؤسسة بمدينة تعز.
ومع ذلك لا يتعدى انتاجها اليومي (12) الف متر مكعب من اجمالي الاحتياج اليومي للسكان من المياه يزيد عن 56000 متر مكعب يوميا،وهذا يشير الى أن النقص اليومي للمياة 44000 متر مكعب من الاحتياج العام للسكان. وزير المياه مديونية مؤسسة المياه في تعز تزيد عن مليار ريال
وتعتمد مدينة تعز ثلاث أحواض مائية (الحيمة، وادي الضباب، الحوبان) ،وتعاني اغلب الآلات ومولدات ضخ المياة من الآبار وشبكات التوزيع من تهالك شبه تام ولم تعمل المؤسسة صيانتها، ونتيجة لتعرضها لأعطال مستمرة ،بحسب تبريرات المؤسسة.