كنت طبيب تدريب، بداية سنة الامتياز، في مستشفى الدمرداش، عين شمس.. خرج المسيحيون في مظاهرة حاشدة أمام كاتدرائية العباسية. اشتبكول مع رجال الأمن. كان بعضهم يهتف: يا أمريكا فينك فينك ... أمن الدولة بيننا وبينك دخلت مجموعة كبيرة من جرحى المتظاهرين نمستشفى الدمرداش. على الفجرية حضر ضباط أمن وعسكر، مروا على طوارئ المستشفى، والأقسام الأخرى قاموا بتمزيق السجلات ونزع المستندات والقسائم، ولم يتركوا أثراً!
الجيش المصري يتطابق مع جيش النظام السوري، والداخلية تتشابه مع الشبيحة.. الدولتان تحكمان من قبل نظامين بربريين، بلا شرف ولا أخلاق. من يقف مع هذين النظامين هو شخص فاسد كإنسان، وجاهل ككائن، ومنحط كبشر، فضلاً عن أنه يمثل لحظة عيب في عالم ما بعد الديمرقراطية، زمن سيادة الإنسان على نفسه، وقداسة حياته.. كتبت أكثر ما يربو على مجلد في نقد الإخوان المسلمين. من حق أي بشر أن يقول إن الإخوان جماعة سياسية غير ناضجة، رغم أن الوطن العربي كله برمته وبرمته غير ناضج. لكن لا يملك أحد الحق في أن يعتدي على الجماعة كشخصية اعتبارية ولا على أفرادها كمواطنين يملكون الحق الكامل في اختيار "ضميرهم" كفراً وإيماناً.. في هذه اللحظات لا يوجد التباس، هناك وضوح فاقع: إرهاب دولة بوليسية ضد مواطنين يحملون شعارات سياسية. قتل الجيش المصري هذا اليوم أكير عدد من الأعداء لم يقتلهم منذ معركة عين جالوت. كما لم يسبق في التاريخ أن انتصر الجيش المصري ضد أعدائه متذ مينا موحد القطرين. أما معركة جالوت فقد كانت نصراً أحرزه القادة المماليك الذين قدموا من خراسان وما وراء النهرين، سيحون وجيحون.. معركة رابعة العدوية هي المعركة الوحيدة في تاريخ العسكرية النصرية التي يمكن أن تنتهي بفوز جيش مصر العظيم. ملحوظة: عندما توصل الطرفان، المصري والإسرائيلي، لوقف إطلاق النار في حرب 73 كان شارون يبتسم ويلقي أحجاراً في القناة، وكان قد سيطر على كل الأرض التي خلفه، عازماً على سحق الجيش الثالث، بعد أن حاصره من ثلاث جهات لولا تدخل السوفيت وتوسطهم لإنهاء الحرب. قبل أربعة أعوام قال نتنياهو وكان يساعد للعودة للسلطة، عندما سئل عن احتفالات المصريين بنصر أكتوبر: دعهم يخدعوا شعبهم، ويكذبوا على أنفسهم. من صفحة الكاتب على الفيسبوك.