شارك عشرات آلاف اليمنيين اليوم الجمعة في مظاهرات تندد بالمجازر التي ارتكبتها القوات الحكومية المصرية ضد المعتصمين في ميداني رابعة العدوية والنهضة بالقاهرة ومدن مصرية مختلفة يوم الأربعاء الماضي والتي راح ضحيتها مئات القتلى وآلاف الجرحى حسب وسائل إعلام دولية. واكتظ ميدان الستين بصنعاء اليوم بنحو مائة ألف متظاهر ليعيد زخم الانتفاضة الشعبية بعد انقطاع دام عدة أشهر، حيث دأب شباب الثورة اليمنية على إقامة صلاة الجمعة أسبوعياً في الميدان لمدة استمرت عامين.
وردد المتظاهرون هتافات تندد بالمجزرة المروعة التي ارتكبتها قوات الشرطة والجيش المصريين بحق المتظاهرين السلميين وطالبوا بمحاكمة المتسببين في تلك المذبحة وعلى رأسهم وزير الدفاع المصري الفريق عبدالفتاح السيسي الذي قاد الانقلاب على أول رئيس انتخبه المصريون في انتخابات رئاسية حرة.
ورفع المتظاهرون في الفعالية التي أسموها «جمعة الوفاء لشهداء الثورة المصرية» صوراً للرئيس المصري الذي عزله الجيش محمد مرسي.
وقال خطيب الجمعة فؤاد الحميري إن الشعب اليمني مع الشعب المصري ويؤيد شرعية الرئيس المنتخب محمد مرسي في مواجهة الانقلاب العسكري الذي وقع والتظليل الإعلامي الذي يقوم به الإعلام المصري الحكومي والخاص.
وأضاف الحميري «نحن مع مصر الشعب وليس الفرد.. مع مصر المجتمع وليس الجماعة.. مع مصر الثورة وليس الانقلاب.. ومع مصر القيادة وليس البيادة» حسب تعبيره.
وقال «نحن مصريون من اليمن.. كيف لا نكون كذالك والمصريين شاركونا ثورة 1948 وثورة سبتمبر 1962 وثورة أكتوبر 1963 وثورة 2011 ونحن اليوم نشاركهم ثورتهم في استرداد شرعية ثورة 25 يناير وعودة الرئيس المنتخب محمد مرسي».
وردد المتظاهرون أيضاً شعارات تؤكد على استمرار الثورة ضد فلول النظام السابق في اليمن، مع هطول زخات من المطر.
وتظاهر الآلاف في مدينة الحديدة للتنديد بالمجزرة التي ارتكبت في مصر، كما شارك عشرات الآلاف أيضاً في مظاهرة حاشدة في مدينة تعز للغرض ذاته.
وقال مراسل «المصدر أونلاين» في تعز تيسير السامعي إن المسيرة خرجت من ساحة الحرية بعد صلاة الجمعة. وردد المتظاهرون شعارات تدين الانقلاب العسكري في مصر وتطالب بمحاكمة الفريق عبدالفتاح السيسي وكل قوى الانقلاب، وإعادة الرئيس محمد مرسي للحكم.
وقال بيان صادر عن المسيرة «إننا بإسم محافظة تعز الثائرة ندين باشد عبارات التنديد ما قامت به سلطة الانقلاب في مصر ضد الثوار في ساحتي رابعة والنهضة وبقية ميادين مصر الثائرة من عمليات إبادة عنصرية وإعدامات جماعية وحرق للجثث ومنع أهالي الضحايا من أخذ الجثث وإجبارهم على توقيع اوراق تعفي القتلة من المسؤولية في مشاهد وحشية لم تعرفها المنطقة العربية في تاريخها».
وأضاف البيان «إننا في الوقت نفسه إذ نعلن عن تضامننا الكامل معهم حتى استعادة الديمقراطية والشرعية ورئيسهم المنتخب، وندعو جميع الشرفاء للوقوف إلى جوار قضيتهم العادلة ونبشرهم من خلال تجربتنا مع المستبدين وما فعلوه بساحتنا من امر مشابه، نبشرهم بقرب النصر ونهاية فاضحة المجرمين بطريقة تغضب معها الأرض والسماء لانتصار لمظلوميتكم كما حدث لقاتلنا». في إشارة إلى فض وإحراق ساحة الحرية في تعز منتصف عام 2011.