أبدت روسيا أسفها لتأجيل اجتماع كان مزمعا عقده غداً الأربعاء في لاهاي مع دبلوماسيين أميركيين كبار لبحث الأزمة السورية، في حين قالت واشنطن إن سبب الإرجاء هو المشاورات الجارية بخصوص الرد المناسب على الهجوم بالأسلحة الكيمياوية في سوريا الأربعاء الماضي. وقال غينادي غاتيلوف، نائب وزير الخارجية الروسي "إنه مما يدعو للأسف أن شركاءنا قرروا إلغاء الاجتماع الثنائي"، الذي كان مقرراً أن يحضره كبار الدبلوماسيين من البلدين في لاهاي.
وأوضح غاتيلوف في حسابه على موقع "تويتر" أن مثل هذه المحادثات مفيدة لو أنها انعقدت في وقت "تلوح فيه نُذُر عمل عسكري ضد هذا البلد"، في إشارة إلى سوريا.
وتابع قائلاً إن الولاياتالمتحدة اتخذت قرار تأجيل الاجتماع بشكل منفرد، مضيفاً أن هذا أمر "يؤسف له".
وكانت الولاياتالمتحدة قد قررت في وقت سابق إرجاء اجتماع الغد في لاهاي بعد أن بدا أن واشنطن تتهيأ لتوجيه ضربة عسكرية محتملة ضد سوريا.
وقال مسؤول بارز في وزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن قررت تأجيل اجتماع بين السفير ويندي شيرمان وروبرت فورد مع وفد روسي وذلك "في ضوء مشاوراتنا الجارية بخصوص الرد المناسب على الهجوم بالأسلحة الكيمياوية في سوريا في 21 أغسطس/آب".
وأضاف "سنعمل مع نظرائنا الروس لتحديد موعد جديد للاجتماع، ذلك أننا لطالما أوضحنا -وعلى نحو عززته أحداث 21 أغسطس- أنه يتحتم علينا التوصل إلى حل سياسي شامل ودائم للأزمة في سوريا".
مجموعة خيارات في أثناء ذلك، أعلن رئيس الوزراء الأسترالي كيفن رود اليوم الثلاثاء أن الرئيس الأميركي باراك أوباما يدرس "مجموعة كاملة" من الخيارات ضد سوريا رداً على الهجوم بأسلحة كيمياوية على مدنيين بالقرب من دمشق. وجاء في بيان صادر عن البيت الأبيض الأميركي أن أوباما ورود أعربا خلال اتصال هاتفي عن "قلقهما الشديد إزاء تقارير عن استخدام النظام السوري أسلحة كيمياوية ضد مدنيين قرب دمشق يوم الأربعاء".
وأضاف البيان أن الزعيمين "بحثا الردود المحتملة للمجتمع الدولي".
وفي سياق متصل، اجتمعت مستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس مع وفد برئاسة يعقوب أميدرور رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي.
وقال البيت الأبيض إن الاجتماع يأتي في إطار سلسلة من مشاورات ثنائية على مستوى عالٍ، وتناول الأوضاع في إيران ومصر وسوريا وقضايا أمنية أخرى في المنطقة.
الكونغرس على الخط من جهة أخرى، أبلغ رئيس مجلس النواب الأميركي جون بينر البيت الأبيض أمس الاثنين بضرورة أن يتشاور مع الكونغرس قبل أي رد على استخدام الحكومة السورية فيما يبدو أسلحة كيمياوية.
وقال المتحدث باسم بينر -بريندان باك- في بيان "أوضح رئيس مجلس النواب أنه قبل القيام بأي عمل يجب إجراء مشاورات ذات مغزى مع أعضاء الكونغرس وأن يكون هناك أيضاً أهداف محددة بوضوح وإستراتيجية أوسع لتحقيق الاستقرار".
وكان مسؤولون بالبيت الأبيض قالوا أمس الاثنين إنه لا سبيل لإنكار أن أسلحة كيمياوية قد استُخدمت، وإنه لا يوجد شك في أن الحكومة السورية هي المسؤولة عن إزهاق أرواح المئات من الرجال والنساء والأطفال.
وأوضح المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني أن الدليل على استعمال النظام السوري أسلحة كيمياوية أمر لم يعد بالإمكان إنكاره، وأن المؤشرات على ذلك تأتي من جهات ومصادر غير الإدارة الأميركية، من بينها منظمات دولية وشهود عيان على الأرض.
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قد قال إن السلاح الكيمياوي استعمل فعلا في سوريا، واتهم نظام الرئيس بشار الأسد بالسعي بشكل حثيث لطمس الأدلة في المناطق التي تعرضت للهجوم في ريف دمشق.
ووصف كيري -في مؤتمر صحفي عقده في واشنطن مساء الاثنين- ما حدث في سوريا بأنه "جريمة جبانة"، وقال إنها يجب أن تهز ضمير العالم كله، واعتبر أن القتل العشوائي للمدنيين "أمر مشين وغير أخلاقي".