كل يوم يكتسب توفيق عكاشة ألقاباً جديدة، فمنذ انقلاب 3 يوليو والرجل يعاني من حالة تضخم مثيرة للسخرية. عكاشة الذي تنحصر مؤهلاته في الردح وافتعال حكايات وأخبار أقرب للهلوسة، مصمم هذه المرة على أن يحجز مكاناً لائقاً في التاريخ، فهو يقدم نفسه بوصفه مفجر 30 يونيو. يحكي فيلم وثائقي بثته قناة الفراعين جوانب مهمة من عظمته التي أنقذت مصر والمصريين من مصير مظلم. الفيلم اسمه "الرجلان"، وقصته ببساطة أن الله اختص مصر دون غيرها من البلاد بسر هو "الرجلان". فيما يلي بعض ما جاء فيلم الفراعين: "فقد شهدت مصر قصصاً مختلفة من الرجلين، ابتداءً من قصة موسى وهارون عليهما السلام، مروراً بصلاح الدين الأيوبي وعيسى العوام، وسيف الدين قطز والظاهر بيبرس، ومروراً بعمر مكرم ومحمد علي باشا، وسعد باشا زغلول ومكرم عبيد، حتى عبد الناصر ومحمد نجيب. ووصل التاريخ بمصر وشعبها إلى هزيمة 25 يناير 2011 التي كانت تستهدف إسقاط مصر من خلال معركة الجيل الرابع للحروب، والتي صوّرت وجسدت بالكذب والادعاء على أنها ثورة. ولم تكن ولن تكون ثورة، لكن الشعب المصري الذي لم ينل منه أحد على مدار 8500 عام، استطاع في أشهر معدودة أن يتدارك الأمر، ليحوّل السقوط والهزيمة إلى إرادة وانتصار......، وتخرج قصة جديدة من قصص الرجلين لتصنع ملحمة أكثر قوة من ملاحم الرجلين أمثال عمر مكرم ومحمد علي باشا، وسعد زغلول ومكرم عبيد، ولا تقل قوة بل متساوية تماماً مع قصة الرجلين سيف الدين قطز والظاهر بيبرس، نظراً لوجود تشابه كبير بينهما، فقصة الرجلين قطز وبيبرس في مواقفهما ضد غزو التتار للقضاء على الأمة العربية والجنس العربي بأكمله كانت نموذجاً. وتقدم مصر رجلين جديدين مؤكدة أن المقولة الشهيرة عبر تاريخ الزمن بأن مصر ولّادة هي مقولة حق وصدق،ومصر فعلاً ولّادة، تقدم الأبناء القادرين على كتابة ملاحم عظيمة لمصر، ورجلا هذا الزمان هما الفريق أول عبد الفتاح السيسي الذي يلقبه الشعب بالمشير عبد الفتاح السيسي، والإعلامي الدكتور توفيق عكاشة الذي يلقبه الشعب بمفجر ثورة 30 يونيو وزعيم الأمة العربية".
رغم التجاهل الذي تبديه السلطة الانقلابية لنصائحه، فإن الرجل يحتفظ بطاقة هائلة من التفاهة والحماس معاً، فهو كل يوم يستقبل عشرات الرسائل من مؤيديه الذين يصبغون عليه الكثير من الصفات والألقاب، فهو أسد العرب، ورسول العمال، وبرنس الإعلام، وزعيم العبقرية، ومحطم الإخوان، ومرعب الأمريكان. ربما لا يجب أن نسترسل في هذا المضمار، فالرجل يحظى بشعبية جارفة وفق إحصاءات يعرفها هو وحده، وهذا كفيل بأن يجعله منطقة جذب لشتى الألقاب والأوصاف. إذن، ومن منظور عكاشة، لا حدود للحب والتقدير اللذين يحظى بهما، فأحد المتصلين وصل لقناعة مفادها أن أفضل تكريم يليق بتوفيق عكاشة وبدوره الوطني في الثورة والتحرر هو أن يُطلق عليه اسم توفيق عبد الناصر.
ما تزال الثورة مستمرة، يقول توفيق عكاشة، ويضيف: أنا والجيش والشرطة هدف الطابور الخامس، وأي شخص يقوم بانتقاد هذه الجهات الثلاث المهمة هو يعمل ضد الأمن القومي المصري. لكن توفيق عكاشة لا يقول كل شيء في هذه اللحظة، فهو لا يرغب أن يقوم السيسي بالترشح لرئاسة البلاد، حتى يمكنه الترشح والفوز لاحقاً. ترى ماذا لو أصبح شخص غريب الأطوار مثل عكاشة رئيساً؟. اليوم التالي، ستقوم القيامة.