اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الأربعاء باحات المسجد الأقصى المبارك واحتجزت معتكفين داخله حاولوا منع اليهود المتطرفين من اقتحام الباحات بمناسبة ما يُعرف بعيد العُرش لدى اليهود. وقال مراسل الجزيرة في القدس إلياس كرام إن قوات الاحتلال احتجزت المصلين المعتكفين داخل الحرم القدسي وأطلقت الغاز المدمع عليهم، كما سمحت للعشرات من المستوطنين اليهود بدخول باحات الأقصى.
وأوضح المراسل أن هذه التطورات تتم وسط إجراءات أمنية مشددة وانتشار أمني واسع، ونقل عن بعض الشهود أن حالة المحتجزين "سيئة جدا" بسبب حالات الاختناق وعدم السماح لهم بالخروج.
وكانت السلطات الإسرائيلية قد أطفأت الأنوار عن المعتكفين في الساعات الماضية، في حين عززت قوات الاحتلال وجودها الأمني على مداخل البلدة القديمة في القدس وأبواب المسجد الأقصى حيث شرعت في تدقيق الهويات ومنع من هم دون الخامسة والأربعين من الدخول.
وتوقع المراسل أن يصل عدد المستوطنين الذين سيدخلون المسجد الأقصى للاحتفال بعيد العرش اليهودي إلى ما بين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف مستوطن، مبينا أن هذه التحركات تتم في ظل غطاء سياسي إسرائيلي رسمي مع دعم أمني، يحاول أن يفرض تقسيم الحرم الشريف بشكل واضح بين اليهود والمسلمين.
اعتقال وايقاف من جهته قال عضو المكتب السياسي للحركة الإسلامية توفيق محمد للجزيرة إن المعتكفين موجودون حاليا في المسجد القبلي، وإن حالة بعضهم سيئة بسبب الغازات التي تم إطلاقها، مؤكدا أنه تم اعتقال البعض بطريقة وصفها بالوحشية.
وفي سياق ذي صلة أوقفت المخابرات الإسرائيلية ليلة البارحة الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر والشيخ علي أبو شيخة بتهمة التحريض على إثارة العنف وأعمال الشغب في الحرم القدسي الشريف.
وتأتي هذه التطورات في ظل دعوات مسؤولين إسرائيليين بمنع المسلمين من الصلاة في المسجد الأقصى، حيث دعت رئيسة لجنة الداخلية بالكنيست ميري ريغيف إلى تطبيق اتفاق الحرم الإبراهيمي بالخليل على الحرم القدسي وتقسيمه بين اليهود والمسلمين إذا استمر المسلمون في ما سمته الإخلال بالنظام العام.
وقالت ريغيف "لماذا لا يتخذ قرار واضح، إنه إذا لم يسمح المسلمون لليهود بالصعود إلى جبل الهيكل للصلاة بدون إخلال بالنظام فإننا ننتقل إلى تطبيق القرار الخاص بالحرم الإبراهيمي (أيام للمسلمين وأيام لليهود) وهكذا يتحقق الهدوء".
من جانبه طلب رئيس صندوق تراث جبل الهيكل يهودا جليك من الحكومة بأن يكون الدخول إلى جبل الهيكل في أعياد اليهود، لليهود فقط. وأشار إلى أن الشرطة بإمكانها أن تعلن عن المكان منطقة عسكرية مغلقة وكل من ليس يهوديا يمكن اعتقاله.
تحذير ودعوة في المقابل وقف النواب العرب في الكنيست بالمرصاد لهذه الدعوات مؤكدين حق المسلمين الكامل في المسجد الأقصى وما حوله، ومحذرين من عواقب وخيمة لأي فكرة للتقسيم.
وقال عضو الحركة العربية للتغيير أحمد الطيبي "إذا فكر أحدهم بفرض هذا التقسيم فهذا إعلان حرب على المسلمين والعرب وعلى الشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى.. هذه الرسالة قيلت بشكل واضح ونرددها في كل مكان".
وشهدت الجلسة التي عقدت الاثنين في الكنيست لبحث هذه القضية نقاشا ساخنا، وانسحب النواب العرب بشكل احتجاجي.
وفي رده على ذلك دعا الأردن أمس الثلاثاء هيئة الأممالمتحدة والمنظمات الدولية إلى القيام بواجباتها تجاه إسرائيل لوقف اعتداءاتها وانتهاكاتها للحرم المقدسي، وقدم مذكرة احتجاج رسمية لدى إسرائيل يستنكر فيها مصادرة شركة إسرائيلية أسطح محال تجارية في البلدة القديمة.
وعبّر وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردني هايل عبد الحفيظ داود عن رفض الأردن واستنكاره الشديدين لما قام به متطرفون إسرائيليون أمس الاثنين باستباحة المسجد الأقصى تحت حماية قوات الاحتلال وأدائهم طقوساً تلمودية، في "محاولة لفرض واقع جديد يهدد المسجد المبارك".
يشار إلى أن نحو خمسين مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى يوم 12 سبتمبر/أيلول الجاري، وهو ما أدى إلى مواجهات بين فلسطينيين وجنود إسرائيليين.