احتُجِز الناشط الحقوقي اليمني البراء شيبان في مطار غاتويك بلندن لمدة ساعة ونصف وجرى استجوابه بخصوص عمله وآرائه السياسية من قبل المسؤولين في المملكة المتحدة بموجب قانون مكافحة «الإرهاب». كان البراء شيبان وهو عضو في مؤتمر الحوار الوطني الشامل باليمن - وهو الهيئة المكلفة برسم مستقبل الديمقراطية في البلاد - قد دُعِيَ لإلقاء كلمة في ندوة في معهد «تشاتام هاوس» للأبحاث المعترف به (والمعروف أيضا باسم المعهد الملكي للشؤون الدولية).
وبحسب منظمة «ريبريف»، التي يعمل شيبان منسقاً لها في اليمن، قامت السلطات الأمنية باحتجازه مساء يوم 23 سبتمبر بموجب المادة 7 من قانون مكافحة الإرهاب - التي تم استخدامها مؤخراً بطريقة مثيرة للجدل في احتجاز ديفيد ميراندا - واستُجوِبَ حول آرائه بخصوص انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن.
وأضافت منظمة "ريبريف" في بلاغ تلقى «المصدر أونلاين» نسخة منه «عندما أبلغ السيد شيبان وكيل الحدود أنه لا يعتقد بأن آراءه في هذه القضية ذات صلة بالأمن، جرى تهديده بالاحتجاز لمدة تسع ساعات كاملة، وهي المدة المسموحة في إطار هذا القانون».
وكان شيبان زار المملكة المتحدة في وقت سابق من هذا الصيف دون أن يتعرّض للاحتجاز. كما أدلى السيد شيبان، في مايو من هذا العام، بشهادة في جلسة استماع في الكونغرس الأمريكي حول أثر برنامج الطائرات بدون طيار السري في اليمن .
أثناء استجوابه، قيل للسيد شيبان أيضا: «من الواضح أن مؤسستكم تسبب الكثير من المشاكل لبلدكم. إن العلاقات بين حكومتكم والمملكة المتحدة هي مهمة للغاية بالنسبة لنا». إن منظمة «ريبريف» تعمل لدعم أقارب الضحايا المدنيين من هجمات الطائرات بدون طيار الذين يبحثون عن التعويض القانوني. وقد وجدت المنظّمة مؤخراً دليلاً يُثبت أن المملكة المتحدة تدعم برنامج ضربات الطائرات الأمريكية بدون طيار سراً من خلال توفير البنية التحتية للاتصالات والاستخبارات.
وسُئِلَ السيد شيبان أيضاً: «لماذا كان يعمل لصالح منظمة حقوق الإنسان؟»، وقيلَ له: «ماذا لو أن مؤسستك كانت قد فعلت شيئاً سيئاً لحكومتكم، وأنت هنا بسبب الأشياء السيئة تلك التي فعلتها منظمتكم؟ أنا أريد أن أعرف، لأن العلاقات بين اليمن والمملكة المتحدة مهمّة. وأنا أريد أن أتأكد أن مؤسستك لا تعيق ذلك».
في معرض تعليقه بعد الإفراج عنه، قال البراء شيبان: «لقد ذُهِلْتُ عندما قال وكيل الحدود إنني كنت محتجزاً ببساطة؛ لأنني جئت من اليمن. وكانت الصدمة أكبر عندما قضى الوقت كله يسألني عن عملي في مجال حقوق الإنسان ومنظمة "ريبريف" الخيرية. أنا أتساءل هنا: هل المملكة المتحدة من النوع الذي يُعتبر فيه نشطاء حقوق الإنسان لعبة عادلة للاحتجاز والترهيب، والاستجواب؟».
قالت كوري كريدر، المدير الاستراتيجي في ريبريف: إن «هذا جزء من حملة تخويف تتفاقم سوءاً ضد العاملين في مجال حقوق الإنسان الذين يعبرون حدود المملكة المتحدة - خصوصاً إذا كانوا ينتقدون ما يسمى الحرب على الإرهاب». «فإذا كان هناك شك في أن المملكة المتحدة كانت تسيء استعمال سلطاتها في مكافحة الإرهاب من أجل إسكات المنتقدين فقد أنهى احتجاز السيد شيبان هذا الشك باليقين».