تواصلت في مصر مظاهرات انطلقت بعد صلاة الجمعة ضد الانقلاب العسكري تلبية لدعوة من التحالف الوطني لدعم الشرعية. وفي حين سقط قتيل بمظاهرة في مدينة نصر بالقاهرة، فرقت قوات الأمن متظاهرين بالإسكندرية ومحافظات أخرى. ففي حي مدينة نصر شرق العاصمة، قُتل متظاهر بعد إصابته بطلقة في القلب عندما أطلقت قوات الأمن النار على مسيرة مناهضة للانقلاب العسكري، واعتقلت قوات الشرطة ستة من المتظاهرين، بينهم فتاتان، وفق ما ذكر الموقع الرسمي لجماعة الإخوان المسلمين على الإنترنت. بينما ذكر بيان للشرطة أن شخصا قتل، وتم اعتقال ستة إثر استهدافهم سيارة ترحيلات شرطة، حاولوا تهريب من بها من المساجين.
وقد نظم المتظاهرون وقفة احتجاجية أمام قصر القبة الرئاسي بالقاهرة. ورفع المتظاهرون الأعلام المصرية وشعار رابعة مطالبين بالإفراج عن المعتقلين السياسيين، ونددوا بالتعامل شديد العنف لقوات الأمن والجيش مع المسيرات المناهضة للانقلاب.
وفي الهرم بمحافظة الجيزة، خرجت مسيرات من عدة مساجد عقب صلاة الجمعة، وطافت بعدة شوارع رئيسية بالهرم، ورفَع المتظاهرون الأعلام المصرية ولافتات عليها شعار رابعة. ووعد المتظاهرون بفعاليات جديدة ضد الانقلاب عقب صلاة العيد الثلاثاء القادم.
مظاهرات بالمحافظات وفي الإسكندرية، نظم مناهضو الانقلاب نحو 16 فعالية للمطالبة بعودة الشرعية. وقد رفع المتظاهرون شعار رابعة، وطالبوا بعودة الرئيس المعزول محمد مرسي ونددوا بالانقلاب العسكري.
وتنوعت تلك الفعاليات ما بين مسيرات ومظاهرات وسلاسل بشرية، فى مناطق عدة من المدينة أبرزها الدخيلة وبرج العرب والهانوفيل غربي الإسكندرية، وسيدي بشر والمندرة وجليم والرمل والسيوف والعوايد بوسط المدينة وشرقها.
ففي منطقة سيدي بشر، فرّقت مدرعة مظاهرة عن طريق السير بسرعة كبيرة جدا وسط المتظاهرين. ولم يعرف ما إن كان هذا قد أدى لسقوط ضحايا أم لا.
وجاء ذلك بعد وقت من قيام قوات الشرطة بإطلاق قنابل الغاز المدمع بكثافة على المظاهرة. كما هاجمت مدرعات الأمن المركزي المتظاهرين ولاحقتهم، وألقت القبض على عدد منهم، وأصيب عدد من السيدات والأطفال بحالة إغماء لكثافة دخان الغاز.
وفي محافظة الفيوم، انطلقت عقب صلاة الجمعة مسيرات حاشدة في بندر الفيوم ومركز سنورس ويوسف الصديق وطامية، وذلك للتنديد بالانقلاب العسكري.
وشاركت بالمسيرات حشود غير مسبوقة بالمحافظة للتعبير عن رفضها ما وصفته بأساليب القمع والقهر من اعتقالات واعتداءات من قبل الجيش والشرطة على مسيرات رافضي الانقلاب. وجاب المشاركون بالمسيرة أرجاء المحافظة وسط تأييد كبير من الأهالي، حاملين اللافتات الرافضة لحكم العسكر، وصورا للمعتقلين من ذويهم.
وفي دمياط، خرجت عدة مسيرات مناهضة للانقلاب لكنها تعرضت لاعتداءات من قبل من وُصفوا بالبلطجية.
كما انطلقت مسيرة حاشدة اليوم بعد صلاة الجمعة من مدينة إسنا جنوب الأقصر، وجابت المسيرة التي شاركت فيها أطياف متنوعة من أبناء المدينة، الشوارع الرئيسية، مرددة هتافات مطالبة برحيل حكم العسكر ومنددة بما سمّاه المشاركون ممارسات قمعية من قوات الأمن، ورفع المشاركون صور مرسى وشعار رابعة.
مائة يوم وتزامنت مظاهرات اليوم مع ذكرى مرور مائة يوم على الانقلاب العسكري، مما دعا المتظاهرين لرفع لافتات "كشف حساب" عن الفترة التي أمضتها البلاد تحت الإدارة الانتقالية. وتمحورت الانتقادات الموجهة للسلطة الحالية حول قمع الحريات وملاحقة المعارضين أمنيا، إضافة لتدهور الأوضاع الاقتصادية والأمنية.
وتشاركت جميع المظاهرات في ترديد "يسقط يسقط حكم العسكر" وهتافات أخرى مناوئة لوزير الدفاع الجنرال عبد الفتاح السيسي، ووسائل الإعلام الموالية للانقلاب العسكري. وحمل المتظاهرون شعار صمود رابعة، وصورا للرئيس المعزول محمد مرسي، وضحايا عنف السلطة تجاه المعارضين منذ الانقلاب العسكري في الثالث من يوليو/تموز الماضي.
وكان التحالف الوطني لدعم الشرعية قد دعا الشعب إلى تجنب التظاهر في ما وصفها بأماكن قد يراق فيها مزيد من الدماء سواء في ميدان التحرير أو رابعة العدوية أو النهضة، متراجعا عن دعوته السابقة بالزحف إلى ميدان التحرير تحت شعار "التحرير لكل المصريين".
وقال في بيان إن ذلك جاء استجابة لمناشدات من قبل كثيرين من أبناء الأمة المخلصين والعديد من المفكرين والقوى السياسية، مضيفا أن هذا القرار جاء "تأكيداً لسلمية التظاهر ولأن النظام الانقلابي يسفك الدماء دون احترام للقانون أو الأعراف أو القيم".
وثمّن التحالف الدور الكبير الذي قام به الشباب في كسر الحصار المفروض على ميداني التحرير ورابعة العدوية بأعداد غير مسبوقة في الفترات الماضية.