نفذت الشرطة اليمنية في محافظة البيضاء وسط البلاد حملة اعتقالات أمس الاثنين شملت ضباطاً في الأمن في إطار حملة عسكرية موسعة لمحاربة نشاط مسلحين مرتبطين بتنظيم القاعدة. وقال شهود ومصادر محلية ل«المصدر أونلاين» إن الشرطة ألقت القبض على ما قالت إنهم مشتبه بهم من الضباط والمدنيين خلال حملة مداهمة بدأت في ساعات الصباح الباكر يوم الاثنين إلى مقرات أعمالهم أو منازلهم.
وقالت مصادر أمنية ل«المصدر اونلاين» ان أطقم من افراد قوات الأمن الخاصة داهمت في الساعات الاولى للصباح منزل (م .ع.ا) وكذا منزل (أ . ع . ا)، إضافة إلى منزل العقيد صالح عبدالله الهيام مدير إدارة افراد الشرطة بإدارة الامن في البيضاء، والذي افرج عنه بعد ساعات من الاعتقال.
وقال الضابط الهيام بعد إطلاق سراحه ل«المصدر أونلاين» انه تفاجئ بما حدث معه، وانه ابلغ العميد أحمد المقدشي رئيس أركان قوات الأمن الخاصة الذي قال انه وجه له اتهاماً بالتعاون مع القاعدة.
وأكد الهيام بانه مستعد للمثول امام أي جهة تحقيق، وانه الوحيد الذي بقي في المحافظة بعد هروب كافة القيادات الامنية بالمحافظة خلال الفترات الماضية.
وشهدت ادارة الشرطة بالبيضاء فوضى بعد سماع الافراد عن القبض على الهيام، وأطلق بعضهم النار في الهواء وحاصروا نائب مدير الامن عامر الشيبري واحتجزوه للمطالبة بالإفراج عن مدير الافراد.
وأغلق الجنود الطريق أمام إدارة الأمن وكذا بوابات الإدارة واعتلوا المباني وهم يحملون قاذفات «آر بي جي» ورشاشات خفيفة ومتوسطة.
وأفادت مصادر محلية أن قيادة قوات الأمن الخاص (الأمن المركزي سابقا) رضخت لضغوط أفراد الأمن العام المحتجين، ووجهت بإطلاق العقيد الهيام بعد اعتقاله لعدة ساعات، غير أنه رفض الخروج إلا بعد أن تم الاعتذار له جراء اعتقاله واتهام بالتواطؤ مع القاعدة.
ويقود العميد أحمد المقدشي حملة أمنية في البيضاء لمحاربة نشاط تنظيم القاعدة المتزايد بالمحافظة والتحقيق في الهجمات الأخيرة التي استهدفت مواقع أمنية من بينها معسكر شرطة الدوريات (النجدة).
وقالت مصادر أمنية انه جرى القبض على ضابط وعدد من الجنود من افراد الأمن الخاص عقب وصول اللجنة العسكرية إلى المحافظة، وانهم اتهموا بالوقوف وراء الهجمات التي ينفذها مسلحو القاعدة على النقاط العسكرية في البيضاء وتقديم تسهيلات لعناصر القاعدة من أجل الاستيلاء على الأطقم العسكرية.
لكن مصدراً آخر بإدارة الشرطة بالبيضاء قال ان مذكرة وصلت من وزير الداخلية تؤكد براءة الافراد والضابط الذي كان ألقي القبض عليهم.
وتواصل اللجنة الامنية والعسكرية اجتماعاتها بمختلف مديريات المحافظة وذلك في إطار مساعٍ للحصول على حشد شعبي لمواجهة عناصر القاعدة التي تقول أجهزة الأمن إنها تتمركز في اماكن مختلفة بالمحافظة.
وفي سياق متصل، استهدفت عبوة ناسفة دورية عسكرية في مدينة رداع كانت تنفذ حملة لمنع حمل السلاح، ما أدى الى إصابة 3 جنود أحدهم اصابته خطيرة.
من جهة أخرى، اغتال مسلحون مجهولون عبدالله المنصوري ابن شقيق وكيل محافظة البيضاء لأسباب غير معروفة.
وقال شهود إن مسلحين مجهولين يستقلون سيارة من نوع هايلوكس اغتالوا المنصوري أثناء تواجده بالقرب من مقر إدارة الأمن، ولاذوا بالفرار.
ويعتبر وكيل محافظة البيضاء الذي تم اغتيال ابن أخيه، أمس، أحد قادة الحملة الأمنية ضد تنظيم القاعدة في البيضاء، وقالت مصادر محلية إن أسباب عملية الاغتيال لم تتضح فيما إذا كان له علاقة بتنظيم القاعدة أم لا.
وناقش اجتماع موسّع برئاسة محافظ المحافظة الظاهري أحمد الشدادي الأوضاع الأمنية في مديريات الصومعة والبيضاء وذي ناعم، بحضور قائد المنطقة العسكرية السابعة اللواء الركن علي محسن مثنى، وأركان حرب قوات الأمن الخاص، العميد أحمد علي المقدشي.
وشدد الاجتماع على ضرورة اضطلاع أبناء مديريات الصومعة والبيضاء وذي ناعم في حفظ الأمن والتنسيق مع القيادات الأمنية والعسكرية للإبلاغ عن تحركات عناصر القاعدة التي تمر عبر هذه المديريات وتتخذ منها مقرا لتواجدها.
وهاجم مسلحون من القاعدة معسكرا للشرطة في محافظة البيضاء، الأسبوع الماضي، واستولوا عليه لنحو ساعة، لكنهم انسحبوا منه بعد ذلك.
وأعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب عبر تسجيل مصوّر للقيادي في التنظيم جلال بلعيدي أن مدينة البيضاء سقطت جزئياً في أيدي مقاتلي القاعدة خلال العمليات الأخيرة التي نفذها التنظيم في المحافظة.