من المقرر أن يقوم حزب البعث العربي الاشتراكي السوري بدور الوساطة بين أحزاب اللقاء المشترك (المعارضة اليمنية) والمؤتمر الشعبي العام (الحزب الحاكم) لتقريب وجهات النظر وإقناع الأولى بالمشاركة في الحوار الوطني الذي دعا إليه الرئيس علي عبدالله صالح في وقت سابق وكان من المقرر انعقاده السبت الماضي. ونقلت صحيفة الأضواء المقربة من حزب البعث اليمني "أن عبدالله الأحمر الأمين العام المساعد لحزب البعث السوري الذي وصل صنعاء اليوم الاثنين سيقوم بدور وساطة لتحقيق الوفاق بين الجانبين، وإقناع المشترك بالمشاركة في الحوار، مقابل تقديم الحزب الحاكم بعض التنازلات التي تخدم تحفيز جوانب الثقة المنعدمة بين الطرفين".
وأكد مصدر قيادي رفيع في حزب البعث اليمني – فضل عدم ذكر اسمه- ل"المصدر أونلاين" هذه الأنباء، غير أنه رجح أن تفشل هذه الوساطة. وقال ل"المصدر أونلاين" نصحنا اخواننا في البعث السوري مسبقاً بعدم التوسط لإنعدام فرص نجاح هذه الوساطة نتيجة تشبث الحزب الحاكم بصوابية وجهة نظره تجاه الحوار والقضايا الوطنية، وأنه طيلة الفترة الماضية لم يتعامل بإيجابية مع كل الخيارات التي طرحها المشترك.
وتساءل المصدر "ما الجديد الذي يمكن أن يقوم به البعث السوري إزاء تعنت السلطة اليمنية؟!" لكن قال أن حزبه (البعث اليمني) وأمام إصرار البعث السوري على القيام بدور الوساطة نصح الأخير أن يقدم نصائح إلى الحزب الحاكم وكذلك المشترك، ولا يقوم بوساطة رسمية بين الجانبين وذلك درءاً للإحراج التي يمكن أن يقع فيه الأخوة السوريون عندما تفشل وساطتهم وفقاً للمعطيات الراهنة التي يتعامل بها الحزب الحاكم".
وعن الأسباب التي استدعت حزب البعث السوري للتفكير بقيادة وساطة بين الطرفين، قال المصدر القيادي في البعث اليمني ل"المصدر أونلاين" إنه كان من المقرر أن يحضر ممثلون عن البعث السوري افتتاح مؤتمر الحوار الوطني الذي دعا إليه الرئيس صالح وكان من المقرر انعقادها السبت الماضي، وعندما تم تأجيل المؤتمر تحولت زيارتهم اليمن للمشاركة في المؤتمر إلى زيارة للوساطة.
وكان الأمين العام المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي السوري عبد الله الأحمر قد أكد دعم الجمهورية العربية السورية لليمن وأمنه واستقراره ووحدته ورفضها أي تدخل خارجي في شؤون اليمن الداخلية، وذلك أثناء وصوله إلى صنعاء مساء اليوم. طبقاً لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ).
وقال "لقد جئنا إلى اليمن لنؤكد بأننا في موقفنا المعروف حريصون على وحدته واستقراره, ونحن نقلق كما يقلق أشقاءنا لأي مشكلة يتعرض لها، ومتأكدون أن اليمن بكل فعالياته الحكومية وقواه السياسية والشعبية قادرون على معالجه أية مشاكل من خلال الحوار ومن خلال تغليب المصلحة الوطنية على أي مصلحة ذاتيه".
وأضاف " وبالتالي نحن متأكدون أن مشاكل اليمن لا يحلها ألا أهل اليمن وأن أي تدخل خارجي في شئون اليمن غير مسموح ونحن كعرب وكأشقاء علينا أن نتبادل الخبرات والنصيحة وإذا كان هناك ما يفيد في معالجة المشاكل فنحن تحت تصرفهم ". ولفت الأحمر إلى "العلاقات التي تربط حزب البعث الاشتراكي السوري بكثير من الأحزاب على الساحة اليمنية ويتم التعامل معها من منطلق توحيد الصفوف وتوطيد الوحدة الوطنية والحفاظ على أمن اليمن واستقراره".