إذا كنت في سفر، فاسأل الله أن لا يبتليك بقبيلتين وشركتي نقل، فبوجودهم يكون السفر قطعة من جهنم بالفعل. قبل العيد ركبت البيجوت من صنعاء إلى الحديدة، إلا أن الرحلة التي كان من المفترض أن تستغرق خمس ساعات، أخذت 12 ساعة من منتصف النهار حتى منتصف المساء، والسبب قطاعات قبلية بين الحيمتين وبني مطر اتخذت من سيارات الأجرة "البيجوت" المملوكة لسائقين من القبيلتين هدفا لها.. كان سائقنا من بني مطر إلا إن إدعاءه فقدان الوثائق وأنه من الرحبة لم ينجيه من ثلاثة قطاعات قبلية في الحيمة، ليقرر القطاع الثالث احتجاز السيارة، وترك المسافرين يبحثون عن سيارة أخرى. في العودة.. ظننت أن الراحة في ركوب باص لشركة راحة للنقل، غير أنه لم يكن هناك من راحة غير الاسم، كان الباص ساخنا جدا ويشكو من عطل في التكييف، حين اعترض المسافرون على السفر على هذا الباص أصر الموظفون على أنه الباص المناسب، في الطريق بالقرب من باجل توقف الباص عن الحركة بسبب سخونة المحرك، لاحقا قال السائق أن الباص كان يشكو من هذا العطل منذ الصباح في الرحلة التي تحركت صباحا من صنعاء إلى الحديدة، وأن الإداريين في الشركة أبلغوه بمواصلة التحرك في رحلة العودة ليتم تصليح الباص في صنعاء.. بعد ساعتين توقف، لم يأت مهندسوا الشركة ولا باص آخر ليواصل السفر بالركاب الذين كانوا ساخطين لتضرر مصالحهم بسبب تأجيل الرحلة وقرار السائق العودة إلى الحديدة بالباص المعطل بعد أن بردت مكينته، في الشركة كان تعامل الموظفين أكثر سخافة في كل ما حدث، متذرعين بحجة القدر، من كان يعترض من المسافرين كانوا يعيدون إليه ثمن تذكرته دون أي آسف أو اعتذار.. قبل هذا الحادث، كنت قد تعرضت لحادثة مشابهة مع شركة الرويشان للنقل قبل سنوات قبل أن أقرر مقاطعتها إلى الأبد، حيث استغرقت رحلة من الحديدة إلى صنعاء يوما كاملا من الصباح حتى المساء بسبب أعطال الباص وتوقفه المتكرر.. من أصدقاء عرفت أن الأمر ليس حوادث فردية نادرة الحدوث، فالحالة قد تكون شبه دائمة على باصات شركات النقل اليمنية الخاصة والعامة، لكن السؤال هو هل هذا مسألة طبيعية في البلدان الأخرى؟!. أليس هناك من قانون يحمي المسافرين من جشع شركات النقل التي لا تهتم لجودة باصاتها بقدر اهتمامها بالأرباح؟ّ، أفكر جديا في رفع دعوى قضائية على شركة راحة للنقل، خاصة وقد تأكد لي علم الشركة المسبق بعطل الباص، لا أهتم إن كنت سأكسب القضية أو لا، لكن من المهم فعلا أن يتوقف هذا العبث والاستهتار بمصالح المسافرين من الناس البسطاء، فقد لمست بنفسي عذابات الأطفال والنساء الكبيرات على رحلات هذه الشركات المستهترة..على أحدهم أن يوقف هذا العبث.