لاقت حادثة اختطاف أحد أفراد أسرة هائل سعيد أنعم والاعتداء على رجل الأعمال الحاج عبدالجبار هائل أمس الثلاثاء إدانة واسعة من السلطات الحكومية والمنظمات المدنية والشخصيات السياسية والاجتماعية الذين اعتبروها استهدافاً لأكبر البيوت التجارية في اليمن. واختطف مجهولون الشاب محمد منير أحمد هائل بعدما أوقفوا سيارته إثر مغادرته منزله، الواقع ضمن منازل سكنية خاصة بالأسرة بحي السلال بمدينة تعز، عند الساعة الثامنة صباح أمس، واقتادوه بسيارتهم إلى مكان مجهول.
وقال مصدر قريب ان كاميرات المراقبة الخاصة بالمنزل التقطت صوراً لأحد الخاطفين، مشيراً إلى أنه سجين سابق، غادر السجن مؤخراً، مفضلاً عدم الإدلاء بأي تفاصيل إضافية. وقال مصدر أمني رفيع انه تم العثور على سيارة الخاطفين في طريق متفرع من خط الحوبان شرق تعز.
وبعد ساعات من حادثة الاختطاف تعرض رجل الأعمال عبدالجبار هائل سعيد، نائب رئيس مجموعة شركات هائل سعيد أنعم، للسرقة والنهب على يد قطاع طرق في منطقة السحول بمحافظة إب بينما كان في طريقه إلى صنعاء. وتشير المعلومات أن المسلحين قاموا بنهب مقتنياته الشخصية.
ووجه رئيس مجلس الوزراء محمد سالم باسندوة أجهزة الأمن بسرعة التحقيق لتحديد هوية خاطفي محمد منير هائل، واتخاذ الإجراءات اللازمة لإطلاق سراحه وضمان سلامته، وضبط الخاطفين وإحالتهم إلى الأجهزة العدلية لينالوا جزاءهم الرادع.
وذكر مصدر برئاسة الحكومة أن باسندوة شدد على ضرورة التحرك العاجل لأجهزة الأمن، وأكد أن الحكومة «ستتعامل بكل حزم وقوة مع هؤلاء المجرمين، ليكونوا عبرة». حسب قوله.
وأدانت السلطة المحلية بمحافظة تعز بشدة حادثة الاختطاف، التي تعرض لها محمد منير أحمد هائل، نجل شقيق المحافظ شوقي هائل من قبل عصابة وصفتها بأنها «إجرامية خارجة عن النظام والقانون».
وأكدت السلطة المحلية، في بيان، إن هذه العملية تأتي «في إطار سلسلة من الأعمال الإجرامية التي تستهدف الرموز الوطنية والسياسية ورجال الأعمال من قبل من أدمنوا التخريب والفوضى والنيل من مكانة المحافظة وطابعها السلمي والمدني».
ودعت أجهزة الأمن للقيام بمسؤولياتها في تعقب الخاطفين وضبطهم وتقديمهم للعدالة «لينالوا جزاءهم الرادع والحرص على سرعة الإفراج عن المختطف وضمان سلامته».
كما نددت السلطة المحلية في تعز بحادثة التقطع والنهب التي تعرض لها رجل الأعمال الحاج عبدالجبار هائل سعيد في منطقة السحول بمحافظة إب وهو في طريقه الى العاصمة صنعاء، مؤكدة أن «هذا العمل الاجرامي يتنافى مع القيم الدينية والانسانية وعادات وتقاليد مجتمعنا اليمني المسلم ويضر بمناخ السلم الاجتماعي ويؤثر سلباً على مسيرة الاستثمار والاقتصاد الوطني»، وناشدت السلطة المحلية بمحافظة إب والأجهزة الأمنية ملاحقة الجناة والقبض عليهم لتقديمهم الى العدالة لينالوا جزاءهم الرادع طبقاً للقانون.
وأدان رجل الأعمال توفيق الخامري الحادثتين، مشيراً أن أسرة هائل سعيد معروف عنها «الخير والرصانة» مستغرباً مثل هذه الأعمال الإجرامية التي قال إنها تستهدف تطفيش رؤوس الأموال والمستثمرين المحليين.
وطالب الدولة بسرعة تحرير المختطف بصورة عاجلة، والقبض على الجناة في الحادثتين وتسليمهم إلى العدالة.
وقال الخامري في تصريح ل«المصدر أونلاين» إننا كل يوم نشيع الدولة، ولا نريد تشييعها إلى الأخير، مشيراً إلى أن الحوادث والاختلالات الأمنية المتكررة التي تتم من قبل أشخاص وعصابات لا تريد الخير للبلاد، تتزايد لأن الدولة لم تقم بواجبها في ردع هؤلاء، ووضع حد لممارساتهم التي تضر بأمن واقتصاد البلاد.
ويثير تزامن الحادثتين تساؤلات حول مدى اعتبار ذلك عملاً منظماً ضد الأسرة التجارية العريقة التي تحظى باحترام واسع بين اليمنيين، ويعرف عنها عدم الدخول في خلافات مع المواطنين أو أي جهة معتبرة.
وسبق أن اختطف نائب مدير شركة ناتكو التابعة للمجموعة التجارية، جمال عبدالواسع، منتصف سبتمبر 2009 من قبل مجموعة مسلحة تنتمي لقبيلة مراد بمحافظة مأرب، على خلفية نزاع على أرضية بين الأسرة التجارية وأفراد من القبيلة.
وتمكنت وساطة قبلية في حينه من الإفراج عن المخطوف في غضون يومين تقريباً، بعد أن وعدت الخاطفين بالعمل على حل خلافاتهم مع المجموعة التجارية.
من جانبه أدان، تكتل اللقاء المشترك بمحافظة تعز حادثي الاختطاف والتقطع اللذين استهدفا بيت هايل سعيد أنعم.
واعتبر مشترك تعز في بلاغ صحفي صادر عنه أن تزايد أعمال التقطعات والانفلات الأمني في المحافظة وصل إلى درجه يهدد فيها الاستثمار ورجاله والبيوت التجارية العريقة التي لها بصمات واضحة في نهضة اليمن والتعاون مع اليمنيين.
واعتبر حادثتي اختطاف نجل منير هايل والتقطع لعبد الجبار هايل «جريمة من النوع الخسيس واستهدافا حقيرا لأمن البلاد والسكينة العامة وعمل جبان يفتقر لأبسط القواعد الأخلاقية والدينية والإنسانية».
واعتبر البلاغ هذا الحادث «جزء من مؤامرة تدبر ضد الوطن وأبنائه ورجاله وضد التنمية ورجالها وهو عمل لا يحتمل المصادفة بل هو عمل مخطط من قبل العصابات التي لا تريد للوطن خيرا».
وطالب الأجهزة الأمنية بالقيام بواجباتها في ملاحقه المجرمين واتخاذ كافة الإجراءات القانونية بحقهم.
من جهته، طالب التجمع اليمني للإصلاح بمحافظه إب الحكومة والسلطات المحلية والأجهزة الأمنية في المحافظة بسرعة ضبط الجناة الذين اعتدوا على رجل الأعمال عبدالجبار هائل سعيد في منطقة سماره. وأهاب في بيان صادر عنه بالأجهزة الأمنية للقبض على المعتدين، مديناً بشدة الحادثة ومعتبراً أن «مثل هذه الأعمال تخل بالأمن والسكينة العامة وتستهدف رجال اليمن والاستثمار».
كما أدان البيان اختطاف منير أحمد هائل نجل شقيق محافظ تعز وطالب الحكومة بإعادة الاعتبار للدولة من خلال انهاء «مثل هذه الظواهر المسيئة لتطلعات الشعب بالحياة المدنية ودولة النظام والقانون لا دولة الغاب وشريعة الذئاب».
واستنكر فرع التنظيم الوحدوي الناصري في محافظة تعز حادثة الاعتداء التي تعرض لها الحاج عبدالجبار هائل واختطاف محمد منير، معتبراً انها تصب في سياق استهداف المحافظة وابنائها.
وأضاف في بيان له ان «هذه الاوضاع التي تستوجب التداعي المستمر والتضامن من كافة المكونات والقوى السياسية والاجتماعية ووقوفهم المسؤول وضغطهم المستمر على السلطة المحلية لمعالجة ما يعتمل في المحافظة من فوضى امنية».