وصف رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح محمد اليدومي الهجوم على مجمع وزارة الدفاع في صنعاء بأنها «محاولة انقلاب» في أول تصريح على لسان سياسي رفيع يضع تفسيراً مختلفاً للهجوم الدامي الذي أوقع عشرات القتلى ومئات الجرحى. وكان مسلحون شنوا هجوماً صباح الخميس الماضي على مستشفى العرضي الواقع داخل مجمع وزارة الدفاع وفجروا سيارة مفخخة داخل المجمع وقتلوا العشرات من الجنود والأطباء والممرضين، وحتى المرضى داخل مبنى المستشفى بدم بارد.
واستمرت الاشتباكات بين المسلحين المهاجمين والقوات الحكومية داخل مجمع الدفاع نحو عشرين ساعة. وأعلنت زارة الدفاع مقتل 56 جندياً ومدنياً، بينهما أطباء أجانب يعملون في المستشفى، إضافة إلى 12 من المهاجمين.
وتقول بعض المعلومات إن الرئيس عبدربه منصور هادي كان، صباح الخميس الماضي، على موعد لإجراء فحص طبي دوري في مستشفى العرضي العسكري، غير ان الرئاسة غيرت الخطة واستدعت الأطباء إلى منزل الرئيس، لكن لم يتسن التأكد من صحة تلك المعلومات بشكل أكبر.
وقال محمد اليدومي في تعليق نشره على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) «برغم فظاعة الجريمة التي وقعت في وزارة الدفاع، وبرغم كل المؤشرات الأولية التي تشير وتدل على الفاعلين الحقيقيين؛ والذين كادوا من خلال تصريحاتهم وإعلامهم قبل محاولة الانقلاب بأيام وبعضها بساعات أن يقولوا نحن الذين وراء كل ما حدث..!».
وأضاف «وبرغم كل ذلك، فما علينا، شعبا وحكومة ودولة، إلاَّ أن نسير في طريق بناء دولة المؤسسات الخاضعة للنظام والقانون، والسعي الجاد في القضاء على الفساد ومخلّفات النظام العائلي الذي يجب أن نعترف أنها كانت الأكثر قدرة على التحرك السريع في اتجاه تدمير الوطن وقتل كل أملٍ في نفوس اليمنيين في غدٍ واعدٍ وآمن، والتي حاولت -ولا تزال تحاول- تشويه ثورة الحادي عشر من فبراير وتقف حجر عثره أمام تحقيق أهدافها وطموحات شعبنا اليمني العظيم..!».
وأجبرت ثورة شعبية اندلعت في فبراير 2011 الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح على التنحي عن الحكم وفق اتفاق سياسي رعته دول مجلس التعاون الخليجي وتبناه مجلس الأمن الدولي بالإجماع.
وهاجم اليدومي «السياسيين المغامرين الذين لا يعرفون عن السياسة الاَّ أنها سيجارة وكأس يُوقِعُون أنفسهم في مهاوى الضياع ومستنقعات الانقراض..!».
وأضاف «إن الحقد السياسي -كما أشرنا من سابق- يعمي ويصم، مثله مثل الحب العاطفي الذي يعمي ويصم، ولذلك لا ينتج عنه الاَّ الخراب والدمار، ولا يتبدّى منه غير القتل والسحل والانتقام غير المبرَّر وخارج الأُطر الإنسانية وحتى الحيوانية في أبشع صورها وأحط ممارساتها..!»
واختتم اليدومي تعليقه بالقول «إننا على ثقة في الله -عز وجل- أننا سنصل الى شاطئ العزة والكرامة والمجد برغم أنف أمواج المؤامرات المتلاطمة والنفوس الحاقدة، والتي ما زدتها وقائع ما حدث الاَّ خسة يندى لها الجبين..!»