أعلن المتحدث باسم التمرد الحوثي محمد عبدالسلام أمس، أن مقاتلي التمرد انسحبوا من المواقع الرئيسية في الجبهات السابقة مع القوات الحكومية، على أن ينتشر الجيش اليمني على الحدود مع السعودية اعتباراً من صباح اليوم الأربعاء. وقال عبدالسلام: 'انسحبنا (الثلاثاء) أمس من المنازلة وهي جبهة في مديرية الملاحيظ القريبة من الحدود السعودية، وبالتحديد من جبل ظهر الحمار'. وشهد هذا الجبل معارك طاحنة منذ اندلاع القتال في أغسطس الماضي حتى وقف النار منتصف ليل الخميس الجمعة. وأكد عبدالسلام فتح طريق رئيسي يربط مدينة صعدة (شمال) بالحدود السعودية. كما أكد 'رفع 30 نقطة عسكرية' و'إنهاء التمترس ورفع الألغام' من عدد من المواقع، على أن 'ينتشر الجيش اعتباراً من صباح اليوم (الاربعاء) على الشريط الحدودي' مع السعودية. في غضون ذلك، اتهم محافظ صعدة طه هاجر أمس الحوثيين بالإبطاء في تنفيذ آلية النقاط الست لوقف الحرب، وذلك بالرغم من عودة بعض النازحين إلى منازلهم. وقال هاجر إن مندوبي الحوثي 'لم يحضروا للالتقاء باللجان، والبدء في تنفيذ النقاط الست التي التزموا بها، ويفترض بهم التعاون مع اللجان وتنفيذ ما التزموا به'، وأضاف أن 'بعض المواطنين بدأوا العودة إلى مناطقهم القريبة من مدينة صعدة كمناطق آل عقاب والمدينة القديمة والمناطق المجاورة لها'. اغتيالات وخداع إلى ذلك كشفت مصادر يمنية مطلعة أمس, أن المتمردين الحوثيين بدأوا تنفيذ ما يعتقد أنه مسلسل من الاغتيالات, يستهدف ضباطاً كبارا في الجيش وقادة أمنيين ومشائخ قبائل موالين للحكومة, حيث قام مسلحون تابعون لزعيم التمرد عبدالملك الحوثي باغتيال أحد ضباط الجيش العقيد علي مبارك دربان الذي ينتمي إلى قبيلة الشولان بمحافظة الجوف التي تخوض مواجهات ضد الحوثيين منذ أكثر من شهرين. وقال مصدر محلي لصحيفة السياسة الكويتية إن "مجموعة مكونة من سبعة مسلحين باغتت العقيد دربان في نقطة أمنية بوادي كوحة بين منطقتي العموم والزاهر, وأفرغت في جسده وابلا من الرصاص, كما نصب الحوثيون كمينا استهدف تجمعا قبليا يتزعمه الشيخ يحيى الأهفل, ما أدى إلى مقتل نجله وإصابة شخصين آخرين في منطقة البرك". وفي محافظة صعدة, أكد مصدر قبلي ل"السياسة" مقتل مدني على يد الحوثيين في مديرية مجز, وإصابة اثنين آخرين, كما أصيب جنديان من الجيش بطلقات نارية من الحوثيين في منطقة العصاود. وقال إن المتمردين يستحدثون نقاط تفتيش في مختلف مديريات المحافظة, بالتزامن مع إعلانهم أنهم أزالوا من بعض المناطق, نقاط تفتيش, كانوا أقاموها خلال الحرب السادسة, فيما ذكر شهود عيان "أن الوضع في مختلف مناطق محافظة صعدة, باستثناء إعادة فتح بعض المحال التجارية والمؤسسات الحكومية في بعض المناطق, باق كما هو, إذ أن المظاهر المسلحة للحوثيين وشعاراتهم "الموت لأميركا .. الموت لإسرائيل", تغطي المساحة الأكبر من محافظة صعدة, فهم منتشرون في أغلب مديرياتها حاملين قاذفات ال¯" آر بي جي " والأسلحة الخفيفة". وأضافوا أن عناصر التمرد "أخذوا ينفذون اسلوبا جديدا في خداع لجان وقف إطلاق النار, فما أن يخلوا طريقا بين منطقتين ويرفعوا الألغام منه, حتى يعاودوا الانتشار فيه مسلحين من جديد, ويعيدوا الألغام الى نفس الطريق". كما اتهم مصدر في اللجنة المشرفة على تنفيذ النقاط الست في محور صعدة, الحوثيين بارتكاب العديد من الخروقات والانتهاكات لقرار إيقاف العمليات العسكرية, مؤكداً أنهم "فجروا محكمة باقم ومضخة مياه تابعة للشيخ حسن محمد مقيت وخمسة منازل لمواطنين, وعبأوا عددا من المضخات بأحجار سوداء ونهبوا عددا آخر من المضخات ومشروع كهرباء مديرية باقم".