ما تزال الأوضاع متوترة في «دماج» بمحافظة صعدة شمال اليمن بين السلفيين والحوثيين الذين يفرضون طوقاً على البلدة منذ نحو ثلاثة أشهر، بينما توقع رئيس لجنة الوساطة الرئاسية أن يتخذ زعيم المسلحين الحوثيين قراراً بوقف الحرب. وجدد الرئيس عبدربه منصور هادي دعوته للأطراف المتنازعة إلى وقف إطلاق النار، وعقد اجتماعاً أمس الثلاثاء مع اللجنة الأمنية العليا بحضور وزيري الدفاع والداخلية ورؤساء أجهزة الاستخبارات لمناقشة هذا الموضوع.
وقال مصدر محلي في دماج إن الحوثيين شنوا قصفاً على مناطق في البلدة أمس الثلاثاء ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين على الأقل.
إلى ذلك، دعا يحيى منصور أبو اصبع رئيس اللجنة الرئاسية المكلفة بإنهاء الصراع في دماج زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي إلى اتخاذ قرار فوري بإنهاء الحرب.
ونقلت صحيفة «السياسة» الكويتية عن أبو اصبع قوله أمس إنه على يقين بأن الحوثي «سيتخذ قراراً بإيقاف الحرب اليوم أو غداً (أي عاجلاً أم آجلاً)» مؤكداً ان الحوثيين «يستخدمون في مواجهاتهم مع السلفيين الأسلحة الثقيلة بينها الدبابات وصواريخ الكاتيوشا حيث استخدموها في 30 أكتوبر الماضي عندما اكتسحوا المناطق المحاذية لدماج منها قريتا بيت اللوم والمسابير».
وأشار رئيس اللجنة الرئاسية إلى تصاعد المواجهات مع احتشاد المقاتلين السلفيين في أكثر من منطقة ضد الحوثيين، وقال «هذه الحرب كانت إلى ما قبل شهر ونصف الشهر عبارة عن تبادل لإطلاق النار لكنها الآن تنذر بحرب مذهبية»، مضيفاً إن «أبناء دماج المقدرين بسبعة آلاف شخص صاروا في الشهر الأخير في موقف صعب فهم محصورون في 2 كيلو متر مربع فلا دواء ولا علاج ولا غذاء والمواجهات وصلت إلى بيوت الطلبة، لكنهم مستعدون أن يقاتلوا حتى آخر شخص فيهم».
وقدر أبو اصبع عدد قتلى السلفيين في دماج بأكثر من 150 قتيلاً «أما الحوثيون فهم لا يعلنون عن قتلاهم»، مضيفاً ان عدد القتلى في منطقة كتاف «أكثر بكثير من الطرفين، وهذا ما أكده لنا عبدالملك الحوثي لجهة أن القتلى والخسائر من جانبهم في كتاف كبيرة جداً وأكبر من دماج».
وشن الحوثيون نهاية الأسبوع الماضي هجوماً كبيراً على مناطق السلفيين في كتاف وتمكنوا من السيطرة عليها.
وتابع يحيى أبو اصبع في تصريحه للصحيفة الكويتية بالقول «دعوة السلفيين للجهاد قائمة في مناطق كثيرة فهناك حرب جرت في مناطق كتاف وحاشد وخيوان وحرض، والسلفيون يتداعون من كل مكان ويتدربون على السلاح ليردوا على الحوثيين حيثما وجدوا، وأنا قلت للإخوة الحوثيين إن السلفيين أكثر منكم عدداً وإمكانيات وأكثر منكم خلفية إقليمية فارحموا اليمن وأوقفوا هذه الحرب، والآلية الرئاسية كفيلة بأن تعالج قضية دماج ومعهد دار الحديث وموضوع الأجانب الذين يدرسون فيه».