ليس الثأر وحده من شتت المجتمعات والأسر، ولا الفساد المالي والإداري فقط وراء وجود بشر يعيشون بين أكوام القمامة باحثين عن لقمة عيش أو في الشوارع والجولات باعةً أو متسولين. هناك جريمة أشد فتكاً ضحاياها يملؤون الشوارع والأرصفة مشردين بلا مأوى ولا معيل إنها السحر.. جريمة شائعة في المجتمع اليمني علناً وفي متناول الجميع رغم أنها من المحرمات التي لا يغفرها الله. أسرٌ تفككت، أطفال تشردوا، زوجات رُملن، أزواج أصبحوا خاضعين خانعين للزوجات وأسرهن.. كل هذا بسبب السحر، عروس تزف إلى غير الخاطب، وخاطب يجد نفسه أمام تمرد خطيبته، عمال يعملون ويدفعون أموالهم إلى آخرين بدون وعي، وكل هذا بسبب السحر، أصبحت الشعوذة تجارة مباحة تمارس في كل مكان على علم السلطات، أصبحت هي الحل الوحيد الذي يلجأ إليه بعض السفلة والأنذال للنيل من شخصيات الآخرين وأغراضهم.. وباتوا يرقصون على جراح الشرفاء.. هل يعرف هؤلاء ما معنى قوله تعالى "إن الله لا يغفر أن يُشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء" فساد أخلاقي بامتياز يجتاح الكثير من المجتمعات اليمنية بسبب السحر. أين الضمائر الحية.. أين الوازع الديني.. ما دور أهل العلم المثقفين المفكرين تجاه هذه الجريمة التي لا تقل ضرراً عن القتل؟ أين دور الأحزاب والجمعيات وكافة منظمات المجتمع المدني من هذه الظاهرة المتغلغلة في المجتمع التي أهلكت الحرث والنسل.. هل يوجد في القانون اليمني نصٌ يجرم أو يحرم الشعوذة، وما حكم هذه الجريمة في القانون اليمني.. أخوف ما أخاف منه هو أن نكتشف أن من المشعوذين من يساهم في صياغة قوانيننا ودستورنا بعد أن أضعنا دستورنا الأبهى وهو القرآن الكريم.