انهارت هدنة بين قبائل أرحب والحوثيين، واندلعت مواجهات عنيفة بين الطرفين، ليلة أمس، بعد ساعات من بدء لجنة الوساطة بتنفيذ بنود اتفاق، وقع عليه الطرفان، ويقضي بوقف إطلاق النار، وتسليم النقاط والمواقع المسلحة التابعة للطرفين لقوات الجيش. وقال مصدر قبلي ل«المصدر أونلاين» إن المواجهات تجددت، في تمام الساعة التاسعة ليلا، بين قبائل أرحب والحوثيين، في عدة مواقع، وعلى رأسها موقع جبل الشبكة، ومنطقة عزان في شمال المديرية.
واتهم الناطق الرسمي باسم قبيلة أرحب، محمد مبخوت العرشاني، الحوثيين بخرق اتقاف وقف إطلاق النار، وقال إن الحوثيين قاموا بإطلاق النار باتجاه مواقع تابعة للقبائل في جبل الشبكة وغزان، ما تسبب في اندلاع مواجهات عنيفة بين الطرفين، وفي هذين الموقعين، ومواقع أخرى، حيث استخدمت في تلك المعارك مختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والخفيفة.
واتهم العرشاني الحوثيين باستغلال اتفاق التهدئة، وقيامهم بنقل مسلحين قدموا من منطقة حرف سفيان، ومحافظة صعدة، إلى مناطق ريام وحبار في مديرية أرحب.
كما اتهم العرشاني الحوثيين بالتحايل على لجنة الوساطة أثناء تنفيذها لبعض نود اتفاق الصلح، عصر أمس، وقال إن «الحوثيين قاموا بسحب نقاطهم التي كانت على الطريق، قبل وصول لجنة الوساطة، التي وصلت إلى المواقع المحددة ولم تجد أي نقاط للحوثيين فيها، وفور مغادرتها قاموا بإعادة النقاط، ونشر مسلحيهم فيها».
وأضاف أن «الحوثيين حاولوا شن هجوم على موقع جبل الشبكة وجبل عزان، ليلة أمس، إلا أن مسلحي القبائل تصدوا لهم».
وكانت لجنة الوساطة القبلية، قد توصلت، أمس إلى اتفاق صلح يضع حدا للصراع الدائر بين الحوثيين والقبائل في مديرية أرحب، حيث وقع الطرفان على اتفاق جديد يقضي بوقف إطلاق النار بين الطرفين، وإخراج المسلحين الوافدين إلى المديرية، ورفع النقاط المسلحة، وإحلال قوات الجيش في مناطق الصراع.
وتم التوقيع على الاتفاق بعد اجتماع عقدته لجنة الوساطة القبلية، مساء أمس الأول، بمشايخ قبلة أرحب، في منطقة بيت مران، حيث تمخض الاجتماع عن اتفاق جديد لوقف إطلاق النار، وقع عليه مشايخ أرحب، ووقع عليه الحوثيون في وقت لاحق، بعد رفضهم التوقيع لاتفاق سابق كان قد وقع عليه مشايخ أرحب.
وتضمن الاتفاق 3 بنود رئيسية، وهي أن يتم وقف إطلاق النار اعتبارا من الساعة العاشرة من مساء الثلاثاء، وأن تبدأ لجنة الوساطة اعتبارا من صباح أمس في إخلاء جميع النقاط المسلحة التابعة لطرفي الصراع، وإحلال جنود من قوات الجيش لتأمين الطرقات في المديرية، بالإضافة إلى أن تقوم لجنة الوساطة بالتنسيق مع قادة الحوثيين في المديرية بإخراج جميع المسلحين الحوثيين الوافدين من خارج المديرية.
وذكرت مصادر قبلية ل«المصدر أونلاين» أن لجنة الوساطة قامت أمس برفع نقاط للقبائل والحوثيين، واستبدالها بقوات من الجيش، فيما تبادل الطرفان تسليم جثث قتلى، حيث سلم الحوثيين جثة للقبائل، فيما لم تعرف عدد الجثث التي سُلمت للحوثيين.
وكانت لجنة الوساطة فشلت، مطلع الأسبوع الجاري في إقناع قادة الحوثيين في أرحب بالتوقيع على اتفاق سابق لوقف إطلاق النار، كان قد وقع عليه ممثلون عن قبيلة أرحب، بسبب اشتراط مشايخ القبائل بأن يتم إخراج المسلحين الوافدين من خارج المديرية، وهو الشرط الذي رفضه قادة الحوثيين في المديرية.
ويترأس محمد عبد الله بدر الدين، لجنة الوساطة القبلية التي تدخلت لإنهاء المواجهات في مديرية أرحب، وتضم كلاً من وكيل محافظة الجوف، الشيخ نائف الأعوج، وعضو مجلس النواب، الشيخ ربيش بن وهبان العليي، والشيخ حنين قطينة، والشيخ أحسن دغيش.
وتدخلت الوساطة القبلية، الجمعة الماضية، لوضع حد للمواجهات الدائرة في مديرية أرحب، بناءاً على طلب من رئيس لجنة الوساطة الرئاسية، اللواء الركن علي الجائفي، قائد قوات الاحتياط، الذي أرسله الرئيس عبد ربه منصور هادي، منتصف الشهر الماضي، لوقف القتال في المديرية.