شهدت مديرية أرحب شمال العاصمة اليمنية صنعاء اليوم الثلاثاء هدوءاً حذراً بعد اشتباكات بين مسلحي القبائل وآخرين موالين لجماعة الحوثيين، بينما تواصل لجنة وساطة جهودها لإيقاف المواجهات وإرساء اتفاق صلح. وكانت اشتباكات اندلعت بين الطرفين أمس الاثنين في عدة مناطق بأرحب في تجدد للعنف، بينما تحاول الحكومة إرساء الاستقرار للبدء بتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الذي شاركت فيه مختلف القوى السياسية اليمنية.
وقال مصدر محلي إن لجنة الوساطة فشلت في إقناع القادة الميدانيين لجماعة الحوثيين في أرحب بالتوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار، الذي وقّع عليه ممثلون عن قبيلة أرحب، مشيراً إلى أن سبب عدم توقيع الحوثيين على الاتفاق هو اشتراط مشايخ قبائل أرحب بأن يتم إخراج جميع المسلّحين الحوثيين الوافدين من خارج المديرية، قبل سريان وقف إطلاق النار وهو الأمر الذي رفضه قادة الحوثيين في المديرية.
وقال مصدر قبلي إن الشيخ فارس الحباري، الذي يمثل الحوثيين في مديرية أرحب، رفض التوقيع على اتفاق التهدئة، الذي ينص على وقف إطلاق النار، وإخراج جميع المسلحين القادمين من خارج المديرية، ورفع جميع النقاط من جميع الطرقات في المديرية.
ويترأس وكيل محافظة الجوف الشيخ نائف الأعوج لجنة الوساطة القبلية التي تدخلت لإنهاء المواجهات في مديرية أرحب، وتضم كلاً من عضو مجلس النواب الشيخ ربيش بن وهبان العليي والشيخ حنين قطينة والشيخ أحسن دغيش والشيخ محمد عبدالله بدر الدين.
وتدخلت الوساطة القبلية، الجمعة الماضية، لوضع حد للمواجهات الدائرة في مديرية أرحب، بناءً على طلب من رئيس لجنة الوساطة الرئاسية، اللواء الركن علي الجائفي، قائد قوات الاحتياط، الذي أرسله الرئيس عبدربه منصور هادي، منتصف الشهر الماضي، لوقف القتال في المديرية.
وقالت مصادر محلية إن اثنين من رجال القبائل قتلا خلال المواجهات التي اندلعت، أمس، في عدد من المواقع في عزلتي عيال عبد الله، وبني علي، بالإضافة إلى الجانب الشرقي من جبل الشبكة، الذي لا زال الحوثيون يسيطرون على أجزاء منه.
وأضافت أن مسلّحين قبليين تمكنوا، أمس، من إعطاب دبابة تابعة للحوثيين وطقمين كانا برفقتها، أثناء محاولتها الدخول إلى المديرية من جهة مديرية حرف سفيان، التابعة لمحافظة عمران.
وفيما أشارت المصادر إلى أن منطقة ذيبان لم تشهد أي مواجهات بين الطرفين، باستثناء بعض المناوشات المتفرقة، أكدت أن مسلحين حوثيين هاجموا، ظهر أمس، مواقع للقبائل في منطقة بني عزان، بعزلة عيال عبد الله، الأمر الذي أدى إلى اندلاع مواجهات بين الطرفين، وسقوط عدد من القتلى والجرحى.
وقالت المصادر إن رجال القبائل تمكّنوا من إحباط الهجوم وفرض حصار على عددٍ من مسلحي الحوثيين في بعض المواقع بمنطقة بني عزان، كان رجال القبائل قد سيطروا عليها، وعلى جبل راس، في عزلة عيال عبد الله، الأسبوع الماضي.