محافظات تتواصل أحداث الحرب الطائفية بين الحوثيين والسلفيين في مختلف الجبهات، فيما شهدت مديرية خب الشعف بمحافظة الجوف يوم أمس انطلاق الشرارة الأولى لاندلاع جبهة جديدة بين الطرفين. وفي دماج محافظة صعدة قتل وأصيب عدد من المتقاتلين في تجدد المواجهات أمس تزامناً مع لقاءات مكثفة عقدتها لجنة قبلية في محاولة لوقف الاقتتال. وقال الناطق الرسمي للسلفيين سرور الوادعي ل"اليمن اليوم" إن المواجهات في دماج لا تزال مستمرة وأن 4 أشخاص أصيبوا في بينهم طفل. وأشار الوادعي إلى أن وقف إطلاق النار الذي وعدتهم به لجنة الوساطة القبلية في لقائها بهم أمس الأول لم يدخل حيز التنفيذ بعد، فيما قال مصدر في جماعة الحوثي ل"اليمن اليوم" إن القصف في دماج متبادل. وفي جبهة كتاف والبقع بمحافظة صعدة التي تعيش حالة من الهدوء بعد سيطرة الحوثيين على المنطقة نسف الحوثيون أمس مركز دار الحديث، بعد 3 أيام من السيطرة عليه، وقال قائد قبائل حلف النصرة في المنطقة محمد باجمال ل"اليمن اليوم" إن الحوثيين نسفوا أمس مبنى دار الحديث، حتى سووه بالأرض. وكان الحوثيون سيطروا الجمعة على كتاف، فيما انسحب مقاتلو السلفيين إلى جبال محيطة بالمنطقة، والسبت أفرغ الحوثيون مبنى دار الحديث من محتوياته قبل أن يقوموا أمس بنسفه تماماً كما فعلوا في جبهة حاشد بمنزل أولاد الأحمر في وادي دنان وقصبة حسين الأحمر في خيوان. على صعيد المفاوضات قال عضو لجنة الوساطة القبلية التي تضم شيوخ قبائل ذمار علي الحربي ل"اليمن اليوم" إن لقاءات عقدتها اللجنة أمس مع مندوبين عن طرفي الصراع توصلت إلى اتفاق يقضي ببدء سريان وقف إطلاق النار بعد 48 ساعة، مشيرا إلى أن الاتفاق يقضي أيضا بتنفيذ الآلية الرئاسية المتفق عليها من قبل الطرفين . وأشار الحربي إلى أن وقف إطلاق النار سيسهم في نقل الجرحى وإدخال مواد غذائية إلى دماج، لافتاً إلى أن اللجنة تواصلت مع وزير الدفاع لإطلاعه على آخر مستجدات المفاوضات ومطالبته بإرسال مروحيات لنقل المصابين من دماج. وتوقع الحربي أن يتم التوصل إلى حلول مبدئية خلال 48 ساعة، واصفاً الوضع في دماج ب(الهادئ) وأن شابه تبادل متقطع لإطلاق النار. وفي جبهة أرحب محافظة صنعاء، تمكنت وساطة قبلية ضمت شيوخ قبائل من مديريات خولان والحيمة في صنعاء، وكذلك شيوخ قبائل في المحويت وعيال سريح في عمران، من وقف إطلاق النار بعد يوم من المواجهات في أرحب، والتي أسفرت أمس الأول عن سقوط 12 قتيلا وجريحا من الطرفين. وتضم الوساطة محمد يحيى الغولي، وبكيل الصوفي، ومعين القيري، ووكيل محافظة صنعاء لشؤون المديريات الشرقية والشمالية مساعد أمين عام التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري حميد عاصم ردمان.. وآخرين. وقال الشيخ عبد العزيز عوض، أحد شيوخ منطقة عيال سحيم في أرحب، التي شهدت المواجهات ل"اليمن اليوم" إن طرفي الصراع وافقوا على المقترح، متوقعاً التوقيع عليه اليوم. وأشار عوض إلى أن الوضع هدأ أمس مع استمرار وجود أعضاء لجنة الوساطة القبلية، لكنه أشار إلى أن الوضع بين الطرفين لا يزال يشوبه الحذر "وقابل للانفجار في أية لحظة". من جهته قال مصدر في الوساطة ل"اليمن اليوم" إنه تم وقف إطلاق النار والاتفاق على سحب مسلحي الطرفين من المتارس ووضع مسلحين من قبل اللجنة لتتمكن من مباشرة عملها وصولاً إلى معالجات للقضية. وعما إذا كانت المواجهات هي بين السلفين والحوثيين أم بين الإصلاح والحوثيين، قال المصدر الذي اشترط عدم ذكر اسمه، كونه غير مخول إعلامياً، إنها حرب مذهبية متشعبة. وفي محافظة الجوف جرت أمس اشتباكات بين السلفيين والحوثيين في سوق اليتمة، ولكن سرعان ما توقفت فيما يواصل الطرفان حشد مقاتليهم استعداداً لمعركة أشمل قد تبدأ في أية لحظة. وقال مراسل "اليمن اليوم" إن الحوثيين عقب سيطرتهم على كتاف والبقع التقوا الأحد عدداً من مشايخ ذو حسين في اليتمة التابعة لمديرية خب الشعف محافظة الجوف، واتفقوا على تأمين الطريق الرئيسي (البقع، حزم الجوف، صنعاء) بحيث يمنع وضع نقاط في الطريق لأي طرف، غير أن عدداً من مشايخ التيار السلفي داخل حزب الإصلاح في خب الشعف التقوا أمس في اليتمة، وتعهدوا بمنع مرور الحوثيين ودخولهم إلى سوق اليتمة، وعندما دخل أحد أنصار الحوثيين إلى السوق قبيل الظهر بسيارة شاص (طقم) وهو من أبناء قبائل ذو حسين حاصره عدد من مسلحي السلفيين تم تعزيزه بطقمين من مواقع قريبة يتمركز فيها الحوثيون غير أن مشايخ لا ينتمون إلى أي من الطرفين تدخلوا وفكوا الاشتباك. واستضاف الشيخ (محمد صالح عبد) شباب الحوثي حيث تناولوا في منزله وجبة الغداء، وبعد العصر غادروا إلى مركزهم الواقع في منطقة عفى (بين البقع واليتمة). وفي جبهة حاشد محافظة عمران استكملت أمس الوساطة القبلية سحب أفرادها من جبلي العريدة والجانح المطلين على وادي دنان (بين مركزي مديريتي قفلة عذر والعشة) والتي يسيطر عليها قبائل قفلة عذر الموالون للحوثيين منذ أشهر. وقالت مصادر في الوساطة ل"اليمن اليوم" إن القبائل الموالية للحوثيين وضعوا مهلة للوساطة 24 ساعة لإيقاف مسلحي أولاد الأحمر المسنودين بمتعاطفين مع السلفيين الذين يتهمونهم بمواصلة القصف من حيث يتمركزون في جبل المسراخ، ومع انتهاء المهلة في الساعات الأولى من مساء أمس أكملت الوساطة سحب أفرادها ليعود مسلحو الحوثيين إلى التمركز فيها.