سيطر مسلحو جماعة الحوثي ظهر أمس على جبلي "الجانح" و"السويدة" المطلين على وادي دنان في قبيلة حاشد محافظة عمران بعد انسحاب أفراد لجنة الوساطة من مواقعهم في الجبلين, اللذين تسلموهما بداية اكتوبر الماضي, ضمن وساطة قبلية قادها الشيخ كهلان أبو شوارب, تمكنت من إيقاف الحرب بين الحوثيين ومقاتلي "العصيمات" هناك, وتسلمت الجبلين للحيلولة دون تجدد الاشتباكات بين الجانبين. وأفاد "الشارع" مساء أمس, الشيخ أحمد هادي الزجر, أحد وجهاء "العصيمات" أن أفراد لجنة الوساطة تركوا مواقعهم في الجبلين, ظهر أمس, بعد مضايقات قال إنهم تعرضوا لها من قبل مسلحي الحوثي, الذين سيطروا على الجبلين بعد انسحاب أفراد الوساطة منهما.. وأوضح الزجر أنه تفاجأ بانسحاب أفراد الوساطة من الجبلين, مشيراً إلى أنهم لم يبلغوه بنيتهم ترك مواقعهم, وأنه لم يتواصل مع الشيخ كهلان أبو شوارب, لاستفساره عن أسباب انسحاب أفراد لجنة الوساطة التي يقودها. وقال إن الاشتباكات مستمرة بين مقاتلي "العصيمات" والحوثيين, أمس, نافيا حدوث أي إصابات. من جهته, أكد للصحيفة, مساء أمس, الشيخ كهلان مجاهد أبو شوارب انسحاب أفراد الوساطة من مواقعهم في جبلي "السويدة" و "الجانح"؛ غير أنه لم يدل بأي تفاصيل أخرى عن سبب انسحابهم, واعدا بالاتصال بالصحيفة لاحقا, إلا أنه لم يفعل. من جانب قال موقع "براقش نت" إن المسلحين الحوثيين "استخدموا نقاط تفتيش على طريق البقع ودير السلامي, بعد أن أحكموا سيطرتهم على منطقة كتاف بمحافظة صعدة". و أشار نقلا إلى أن "نصب هذه النقاط يعني السيطرة على الشرايين الرئيسية لصعدة, وإحكام السيطرة على كتاف, والتحكم بمداخل المنطقة". و في سياق ذو صلة وصل عشرات المسلحين الحوثيين, صباح أمس, إلى سوق "اليتمة" في مديرية "خب الشعف" بمحافظة الجوف, بعد انسحاب السلفيين من المواقع التي كانوا يسيطرون عليها على طريق الجوف وصعدة. وقال ل"الشارع" مصدر قبلي إن 6 سيارات عليها مسلحون وصلت, عند العاشرة من صباح أمس, إلى سوق "اليتمة" وقام هؤلاء المسلحون بتأدية الصرخة المعروفة الخاصة بجماعة الحوثي, وسط استياء قبائل "ذو حسان" التي يتبعها هذا السوق, والتي قال المصدر إنها ترفض تواجد الحوثيين في مناطقها, أو امتداد الصراع الدائر بينهم وبين السلفيين إليها. وأوضح المصدر أن عددا من مشائخ قبائل "ذو حسان" طالبوا المسلحين الحوثيين بمغادرة "اليتمة"؛ إلا أن الأخيرين قالوا إنهم هناك "لأنهم في عزومة عند قبائل وائلة", وعند الظهيرة غادروا السوق باتجاه قبيلة "وائلة". وتابع المصدر: "عقب ذلك, تداعى عدد من مشائخ قبائل ذو حسان, وعقدوا اجتماعا أقروا فيه منع امتداد أي صراع إلى مناطقهم, ومنع أي تواجد للحوثيين والسلفيين في مناطقهم, وقاموا بتوفير 15 سيارة مع المسلحين, ونصبوا نقطة في منطقة الأجاسر, الواقعة بين ذو حسان ووائلة, لمنع أي تقدم للحوثيين أو السلفيين". وذكر المصدر أن المشائخ طالبوا محافظ الجوف, محمد سالم بن عبود, وقائد المحور العسكري هناك, العقيد عادل هاشم القميري, بإنزال كتيبة عسكرية لتأمين الطريق الرئيسي بين "وائلة" و"ذو حسان" و"جبال ريدان" التي قالوا إن الحوثيين يسعون إلى الاستيلاء عليها".
