شهدت جبهة حاشد محافظة عمران، أمس مواجهات وصفت بالأعنف بين قبائل عذر الموالين لجماعة الحوثي وقبائل العصيمات الموالين لأولاد الأحمر، وذلك منذ تجدد المواجهات بينهما مطلع الأسبوع الماضي، فيما انسحبت وساطة قبلية بعثها الشيخ كهلان أبو شوارب. وقالت مصادر محلية متطابقة ل"اليمن اليوم" إن المواجهات استمرت طوال يوم أمس بالأسلحة الثقيلة من المواقع التي يتمركز فيها الطرفان، في حين شن مسلحو العصيمات مسنودين بمسلحين متعاطفين مع جماعة السلفيين بدماج، هجوماً في محاولة جديدة لاستعادة السيطرة على وادي دنان، لكنها باءت بالفشل، وعاود مسلحو عذر التمركز في جبل السويدية المطل على دنان، فيما يتمركز مسلحو العصيمات في جبل الجانح، بعد انسحاب مراقبين كان قد نشرهم فيها الشيخ كهلان أبو شوارب ضمن وساطة قادها لوقف القتال قبل ثلاثة أشهر. وأشارت المصادر إلى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين، إلا أن أحداً لم يكشف عن العدد الحقيقي لضحاياه حتى ساعة كتابة الخبر. وذكرت المصادر أن الوساطة القبلية التي وصلت دنان أمس الأول انسحبت أمس لعدم التزام الطرفين بما تعهدا به للشيخ كهلان أبو شوارب. واتهم الشيخ صغير بن عزيز، الحوثيين بإفشال الوساطة، رغم أنهم من طلب من الشيخ كهلان عودة الوساطة. وقال بن عزيز ل"اليمن اليوم": الحوثي كان وعد الشيخ كهلان بأن ينسحب من المواقع المستحدثة، ولكن عند وصول الوساطة وجدوا إصراراً من قبل مسلحي الحوثيين على التوسع، رافضين الانسحاب، وهو ما دفع بالوساطة إلى الانسحاب. وأشار بن عزيز الذي سبق وقاتل الحوثيين في حرف سفيان أثناء الحرب السادسة، إلى أن اعتداءات الحوثيين على دماج واستمرارهم في التوسع في وادي دنان والعصيمات أثناء الصلح المبرم بين الجانبين بواسطة أبو شوارب، خلق غطاء لقبائل العصيمات لحشد المسلحين لقتالهم في جبهة حاشد. يذكر أن قبائل عذر الموالين لجماعة الحوثي يساندهم مسلحون من صعدة كانوا قبل ثلاثة أشهر قد سيطروا على عزلة (وادي دنان) الواقعة ما بين عذر والعصيمات، ونسفوا منزلاً تابعاً لأولاد الأحمر فيها، وتمكنت وساطة قبلية رفيعة يقودها أبو شوارب من وقف القتال. وأشارت المصادر إلى أن نزوح الأسر من مناطق الصراع والمناطق المجاورة لها مستمر إلى مدينة عمران وحوث وخمر وريدة. وتواصلت الاشتباكات بين الحوثيين والسلفيين أمس بشكل متقطع في جبهات دماج وكتاف وحرض، وسط تضارب أنباء حول أعداد القتلى والجرحى. وقال المتحدث سرور الوادعي ل"اليمن اليوم" إن جنود اللواء 125 المكلفين بمراقبة اتفاق وقف إطلاق النار في دماج، انسحبوا من مواقعهم احتجاجاً على اختطاف مسلحي الحوثيين لجنديين من زملائهم أمس الأول. وحاولت الصحيفة التواصل مع رئيس لجنة الوساطة الرئاسية يحيى منصور أبو أصبع، إلا أنه لم يرد على جواله طوال مساء أمس. من جهته نفى مصدر حوثي صحة ما تناقلته وسائل إعلامية من اختطافهم لجنود، وقال إن من يتم اختطافهم جنود يقاتلون مع من أسماهم التكفيريين في كتاف وفي دماج.