تواصلت المواجهات المسلحة بين السلفيين والحوثيين أمس في عدة جبهات أبرزها دماج وأرحب في وقت تحاول وساطة قبلية تهدئة الوضع المتفاقم بين الطرفين في محافظة الجوف والذي ينذر باتساع قاعدة الحرب الطائفية إلى عاصمة المحافظة مع استمرار حشد الطرفين لمسلحيهم. يأتي ذلك في وقت تعثرت فيه الوساطات القبلية في منطقتي دماج بمحافظة صعدة وأرحب بمحافظة صنعاء وتعبير أعضاء في تلك اللجان عن خيبة أملهم للتعنت الذي يبديه الطرفان . +++بذور فشل وساطة قبلية في دماج قالت مصادر محلية في دماج إن المواجهات التي دخلت شهرها الثالث استمرت حتى المساء واستخدم فيها الطرفان مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة في القصف ، مشيرة إلى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين. وكان من المفترض ان يبدأ سريان وقف إطلاق النار الذي توصلت إليه لجنة وساطة قبلية تضم عددا من شيوخ قبائل محافظتي ذمار والبيضاء قبل يومين مع ممثلين عن الطرفين. وقال عضو لجنة الوساطة علي الحربي ل"اليمن اليوم" إنه كان من المتوقع أن يسمح طرفا الصراع للجنة الوساطة اليوم بإدخال مواد غذائية إلى دماج ونقل المصابين ، لكن اللجنة أرجأت إرسال القافلة الغذائية لأهالي دماج إلى الغد نظرا لعدم توقف القتال. وأشار الحربي إلى وجود نقاط خلاف بين طرفي الصراع أعاق تقدم مفاوضات السلام التي تقودها لجنة الوساطة، مشيرا إلى أن ابرز نقاط الخلاف رفض السلفيين تسليم موقع البراقة لقوات الجيش "أبلغونا بضرورة منحهم ضمانات وهم مشككون من وحدات الجيش ويقولون بأنها تدعم الحوثيين". كما كشف الحربي عن تشكيك الطرفين بأعضاء لجنة الوساطة القبلية "القافلة الغذائية تبرع بها تجار من محافظة ذمار لكن الجانبين رفضا السماح بشراء محتويات الحملة من ذمار وأجبرت اللجنة على شرائها من صعدة، وكل طرف يعتقد بأن أعضاء لجنة الوساطة محسوب على الطرف الآخر خصوصا وأن الوساطة كبيرة من ناحية العدد ". واعتبر الحربي التوصل إلى اتفاق نهائي مرتبط بالآلية الرئاسية " رئيس الجمهورية مصر على ضرورة تنفيذ اتفاق الآلية الرئاسية، وقد كلف أمين العاصمة بالتواصل مع الطرفين لانتداب مفاوضين عنهما بهدف التحاور في صنعاء ". ++++ أرحب تستعد لجبهة جديدة قال أحد شيوخ قبائل بني سحيم بمديرية أرحب ، محافظة صنعاء ل"اليمن اليوم " إن الاشتباكات تجددت مساء أمس بين الحوثيين والسلفيين في المديرية بعد انتهاء هدنة كانت لجنة وساطة قبلية تضم الشيخ سنان الغولي من عمران وشيخين من بني حشيشي ( محسن دغيش ، محمد الجمرة) قد توصلت إليها، وتعطي الطرفين مهلة 24 ساعة لتحديد مندوبين للتفاوض. وأشار الشيخ عبد العزيز عوض إلى أن لجنة الوساطة القبلية عبرت عن خيبة أملها من طرفي الصراع، وعدم التزامهما بالاتفاقيات المبرمة بينهما، مشيرا إلى أنه كان من المتوقع أن يحضر الشيخ منصور الحنق عن السلفيين، ومحمد جابر الحيفي عن الحوثيين للالتقاء بأعضاء لجنة الوساطة قبيل انتهاء الهدنة "لكن مندوب الحوثيين حضر ولم يحضر الحنق ". وأوضح عوض أن المواجهات اندلعت بعد ساعات على استحداث الحوثيين لقطاع جديد في منطقة بني سليمان، مشيرا إلى أن السلفيين حاولوا مهاجمة النقطة واشتبكوا مع مسلحين حوثيين. واتسعت رقعة المواجهات في أرحب لتصل إلى عدة مناطق في المديرية بعدما كانت محصورة خلال الأيام الماضية في عيال سحيم. وقال عوض إن اتساع الموجهات جاء إثر استحداث طرفي الصراع لقطاعات ومواقع عسكرية على امتداد الخط الذي يربط محافظتي صنعاء وصعده ، محذرا في الوقت ذاته من وصول المواجهات إلى العاصمة. واتهم عوض أطرافا لم يسميها في صنعاء بتغذية الصراع في أرحب مشيرا إلى أن وقف الاقتتال هناك لم يعد بيد القبائل بقدر ما بات بيد رئيس الجمهورية . وبذلت أكثر من وساطة قبلية من صنعاءوعمران مساعي لوقف الاقتتال في أرحب لكن بذور الحرب تتسع . +++ الجوف تترقب جبهة جديدة يواصل عشرات المسلحين القبليين الموالون للسلفيين والحوثيين التقاطر على منطقة اليتمة الواقعة بين محافظتي صعده والجوف تحسبا لمواجهات جديدة بين طرفي الصراع. وقال الشيخ حسن أبو هدره وهو عضو لجنة وساطة قبلية تسعى للحيلولة دون تفجر المواجهات في المحافظة إن الجوف تترقب جبهة حرب جديدة بين الطرفين . وأشار أبو هدره في اتصال ل"اليمن اليوم" إلى أن وساطة قبلية تضم المشايخ ( يحي بن عبدالله الدغسني ومحمد بن عريج سليمان وخالد بن خرفان وعبد الله بن صقره) التقوا صباح أمس بقيادات القبائل الموالية للسلفيين في منطقة اليتمة ، مشيرا إلى أن القبائل عبرت عن استعدادها التجاوب مع لجنة الوساطة. وأشار أبو هدره إلى أن اللجنة قررت مساء الالتقاء بممثلين عن الحوثيين في منطقة وادي آل ابو جبارة لتهدئة الوضع الذي وصفه ب"المتفاقم ". وأضاف " الوضع في المحافظة قابل للانفجار مالم يتم تحكيم العقل من قادة الطرفين ".