لست سعيدا أن تكون كل منشوراتي ضد الطائفيين حتى لكأنني في المقابل أصبحت طائفيا . أشعر بألم شديد لذلك. لكن سأظل أصرخ ضد هذا المشروع الذي يجر اليمن إلى بوتقة الحرب الطائفية قبل سنتين تقريبا كان الشاعر أحمد المنيعي من كوادر الإصلاح استقطبه الحوثيون لأنه من طائفتهم. عندما عوتب أحمد المنيعي على ذلك لكون الحوثيين حركة تمارس العنف وتقتات على أموال إيران، قال المنيعي في بيت شعري، لا أستذكره، ولكن كان بمعنى أنه ذهب لنصرة علي بن ابي طالب والحسين وضد معاوية ويزيد، دخلت مؤخرا الى صفحة الشاعر أحمد المنيعي ووجدت كثيرا من المناظرات التي ينشرها كسجال بينه وبين شعراء آخرين تحول شعر المنيعي إلى شعر طائفي يستحضر الفتنه الطائفية التي حدثت قبل 1400 عام ويشد من حروفه للدفاع عن «آل البيت» حزنت كثيرا قبل خمسة أعواما تقريبا.
نشر أحد الصحفيين مقال لكاتبة يمنية كتبت في أحدى الجرائد الكويتية تتحدث فيه عن دخول اليمن دوامة الصراع الطائفي، أصبت بصدمه وعدم تقبل تلك المعلومات التي وردت في المقال، فأنا ممن كنت ومازلت أعتقد أن اليمنيين أكبر من أن يقتتلوا يوما بسبب الطائفية فهم متعايشون منذ عقود طويلة لكن للأسف الشديد هذا ما حدث ويحدث اليوم في اليمن.
لا يمل الحوثيون من إرسال الوجاهات والرسل بمختلف أنواعهم إلى كل من هو زيدي لخلخلته وإلحاقه بالحركة الموضوع الرئيسي نصرة آل البيت لاسترداد حكمهم الذي هو حق الإلهي، لكن لا أدري كي سيكون نصرة آل البيت فما يقوم به الحوثيون من جرائم ضد الإنسانية تنتهك حقوق الإنسان وحريته وتستبيح دمه وماله، لا يصدقه عاقل بأنه نصرة لآل البيت، لكن هناك الكثير ممن ينساقون خلف هذا المشروع الذي يعيدهم إلى الفتنه الطائفية التي حدث قبل 1400 عام كل أولئك الذي قتلوا أخوانهم من المسلمين في مديريات مختلفة من صعده وحجه وعمران والجوف.
يقال لهم بأنهم يدافعون عن «آل البيت» وحكمهم الإلهي، وكل من يُقتَل منهم في الجنة مع الشهداء والصديقين، هكذا يغرر بشباب غير واعي وغير متعلم باسم الطائفية، ويزج به في معارك ضد أخوانه اليمنيين المسلمين فيكون قاتلا أو مقتولا، والغريب أن يصمت كثيرا من علماء ومثقفي الزيدية عن هذا الاختراق الكبير لمذهبهم وجعله وقودا لهذه الحرب الطائفية نتساءل فقط كم خسرت اليمن منذ نشأ هذا المشروع الطائفي (الحوثيين) حتى الآن من الأرواح؟؟ وكم من الجرحى؟؟ وكم من الخسائر التي تكبدتها اليمن خسائر اقتصادية فادحة؟؟
كل ما أتمناه أن يعود الحوثيون إلى جادة الصواب العالم المتقدم تجاوز الصراع الطائفي والديني والأيدلوجي ويتعايش مع بعضه البعض من اجل السلام والتنمية الاقتصادية والرخاء وبناء دول عظمى قادرة على حماية سيادتها ومصالحها.
لماذا يجب أن نبقى في اقتتال داخلي وفي حروب طائفية أو أهلية أو قبلية ولمصلحة من؟ أليس المستفيد من بقائنا في هذا المستنقع هو أمريكا وإسرائيل التي يتاجر اليوم بشعار الموت لها بينما الضحايا جميعهم يمنيون والضحية أيضا ليس انهيار أمريكا واسرائيل وإنما اليمن وطننا جميعا الشعب اليمني عانى كثيرا من الفقر والأمراض ومن الجهل ومن الفوضى الخلاقة بسبب غياب مؤسسية الدولة، فهل من حق أحد أن يزيده عناء وشقاء بإدخاله الحروب والأزمات المتلاحقة من أجل مشروعه الخاص، لا ليس من حق أحدا ان يفعل ذلك.
هؤلاء اليمنيون، الذين تتباكى عليهم القوى السياسية المختلفة في أعلامها لما وصلوا إليه من ضنك العيش وسوء الخدمات وكثرة المرضى المعوزين، مهددين أيضا بالتشريد والمجاعة إن -لا سمح الله- وانزلقت البلاد في حرب.
علينا أن نقول الحق في وجه كل من يريد أن يغرق هذه البلاد في الفوضى وأن نكون نصحاء أمينين ولو على أنفسنا وأقرب الناس لنا على الأقل من اجل الفقراء من أجل الشباب اليمني الذي يهان ويقتل بدم بارد في دول الجوار لسبب بسيط جدا، البحث عن لقمة العيش التي لم يجدها في بلده.