أعلن في محافظة الضالع (جنوب اليمن) حالة الطوارئ تحسبا لاعتداءات عناصر تابعة لما يسمى ب الحراك الجنوبي على منشآت حكومية وقادة أمنيين وذلك تزامنا مع انعقاد مؤتمر الرياض الداعم لليمن ومجلس التنسيق اليمني السعودي المنعقدين اليوم بالعاصمة السعودية الرياض. وقال مصدر مسؤول في المحافظة إن حالة الطوارئ سرت ابتداءً من اليوم في محيط المدينة "تحسبا لأعمال عنف واعتداءات تعتزم عناصر تخريبية خارجة على القانون تنفيذها".
وحسب المصدر فإن "إعلان حالة الطوارئ ابتداء من الساعة الخامسة فجر اليوم السبت جاء بهدف تامين حياة المواطنين والمحافظة على الأمن والاستقرار وذلك بعد ورود أنباء عن دخول عناصر مسلحة للمدينة لتنفيذ مخططات تآمرية وإقلاق السكينة العامة والإضرار بالمصلحة العامة".
وقالت مصادر محلية إن مداخل المدينة الرئيسة والفرعية تم إغلاقها في وجه المسلحين لكن الأمور تسير مع المواطنين العاديين بشكل عادي، في حين شمل المنع قيام أي تظاهرات والتجمعات غير المرخصة حيث ألزم محافظ المحافظة المسئولين في المحافظة بالنزول الميداني إلى كافة المرافق للتأكد من سريان الحالة.
ودعا محافظ الضالع على قاسم طالب في وقت متأخر من مساء أمس لاجتماع طارئ للهيئة الإدارية للمحافظة واللجنة الأمنية اقر خلاله إعلان حالة الطوارئ بالمدينة.
وخرجت عدد من مسيرات واحتجاجات دعا لها بعض قادة ما يسمى بالحراك الجنوبي حيث قطعت شبكات الاتصالات الثابتة والهوائية في كل من محافظات لحج والضالع وأبين وهي أبرز المحافظات التي تقع فيها أحداث الشغب.
ورفع المتظاهرون الراية الخضراء التي شوهدت بكثافة عالية وذلك استجابة لدعوة البيض التي أطلقها أمس في كلمة متلفزة بثتها قناة عدن التابعة للحراك الجنوبي.
وقال مصدر محلي ل "المصدر أونلاين" في المكلا إن مظاهرة خرجت في المدينة وتم تفريقها بعد اشتباك مع قوات الأمن ما أدى إلى إصابة أحد الأشخاص كما أغلقت المحلات التجارية في الشحروالمكلا ويسود الهدوء المنطقة بعد تشديد الإجراءات.
أما في أبينجنوب البلاد فقد اغتالت من وصفتها الجهات الرسمية ب "عناصر انفصالية تخريبية" في زنجبار أحد رجال جهاز الأمن السياسي (المخابرات) في مدينة زنجبار في كمين مسلح أثناء عودته إلى منزله بمنطقة عبر عثمان.
واتهمت الجهات الحكومية ما أطلقت عليها ب "مليشيات طارق الفضلي" بتنفيذ تلك العملية حيث كان قد تلقي تهديدات سابقة من قبلهم بالتصفية.
ويأتي الاعتداء بعد يومين من اعتداء مشابه نفذه مسلحون تم فيه اغتيال جندي حارس محكمة بمحافظة لحج.
وتأتي هذه الأحداث في ظل انعقاد مؤتمر أصدقاء اليمن في الرياض اليوم لبحث الأزمة اليمنية وسط تكهنات بطرح موضوع الحوار مع الفرقاء السياسيين اليمنيين خصوصا بعد توقف الحرب في الجبهة الشمالية مع الحوثيين.
مؤتمر الرياض جاء بناء على المؤتمر الدولي الذي عقد في العاصمة البريطانية لندن في 27 يناير الماضي, في حين سيعقد مؤتمر ثالث لأصدقاء اليمن في العاصمة الألمانية برلين مارس القادم حسب ما أعلن أمس في صنعاء.
وقال رئيس وفد اليمن للمؤتمر نائب رئيس الوزراء للشؤن الاقتصادية وزير التخطيط والتعاون الدولي عبدالكريم اسماعيل الارحبي إن اجتماع الرياض يكتسب أهمية من حيث الخروج بإجماع وتوافق حول تشخيص التحديات الاقتصادية التي تواجه اليمن وأهمية السعي نحو تفعيل المساعدات والتعجيل بتدفق المساعدات لما يخدم الجهود التي تقوم بها الحكومة اليمنية في مواجهة التحديات الاقتصادية.
وأشار إلى أن المؤتمر سيحضره وفود رفيعة المستوى من أمريكا وبريطانيا واليابان والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والبنك الدولي وسيكرس لصالح تعزيز جوانب التنسيق بين المانحين والناشطين في دعم التنمية في اليمن .
وأورد إن "ابرز المواضيع التي ستطرح في الاجتماع تتمثل في الاتفاق على وضع الحلول والمعالجات لتحدي الطاقة الاستيعابية للمساعدات وأضاف ان الحكومة اليمنية ستقدم مجموعة من التوصيات حول تنوع آليات التنفيذ والاستيعاب المختلفة من خلال تعزيز قدرات آليات التنفيذ القائمة".
المؤتمر لن يغفل النقاش حول موضوع القاعدة وتواجدها في اليمن والتحديات التي تلاقيها صنعاء في مواجهة التنظيم حيث سيعلن لاحقا مستوى الدعم الذي ستحصل عليه اليمن وذلك بعد أن أعلنت الولاياتالمتحدة أمس دعمها لليمن بمبالغ مالية وكذلك بعدد من المعدات والطائرات المروحية وذلك لمحاربة مايسمى ب الإرهاب.
في سياق متصل تنعقد اليوم اجتماعات مجلس التنسيق اليمني السعودي في الرياض في دورته ال 19 حيث سيتم مناقشة المنح والقروض التي قدمتها السعودية لليمن ضمن التزامها في مؤتمر لندن قبل أربعة اعوام إضافة إلى المعونات التنموية التي تلتزم بها بشكل دائم.
وسيطرح في الاجتماعات عدد من القضايا خصوصا بعد انتهاء الحرب مع الحوثيين والتي كانت السعودية أحد أطرافها.