قال الرئيس عبد ربه منصور هادي إن اليمن تخوض تجربة انتقال سياسي صعبة ومعقدة، مشيراً إلى أن البلاد قطعت أشواطاً كبيراً في طريق حلها من خلال الحوار الوطني الذي مثل الخيار الأمثل لتجنب الحرب الأهلية والاقتتال الداخلي، والوصول إلى توافق وطني عريض حول مُجمل القضايا الوطنية. وأكد هادي في كلمته التي ألقاها في الجلسة المسائية لاجتماعات القمة العربية حرص اليمنيين على استكمال ما تبقى من المرحلة الانتقالية وتنفيذ كامل مخرجات الحوار الوطني وصياغة دستور اليمن الجديد وإنجاز السجل الانتخابي، ومن ثم إجراء الاستفتاء على الدستور والإعداد للانتخابات العامة، لافتاً إلى التحدِّيات والصعوبات التي تواجه البلاد، جراء أعمال العنف والتخريب والعمليات الإرهابية التي طالت المدنيين والعسكريين والبنى التحتية والخدمية، ومؤسسات الدولة السيادية، فضلاً عن صعوبة الأوضاع الاقتصادية.
واستعرض الرئيس ما تم انجازه خلال الفترة الماضية منذ اختتام أعمال مؤتمر الحوار الوطني، وإقرار الشكل الاتحادي لليمن على أساس ستة أقاليم، وتشكيل لجنة لصياغة دستور جديد لليمن.
واعتبر هادي قرار مجلس الأمن رقم 2140 بخصوص اليمن، تأكيداً على التزام المجتمع الدولي الشديد بوحدة اليمن وسيادته واستقلاله وسلامته الإقليمية، وأن المجتمع الدولي لن يسمح بفشل تجربة الانتقال السياسي من أي طرف يعمل على عرقلتها بعد أن دعمها ورعاها طوال السنوات الثلاث الماضية.
ودعا المجتمع الدولي إلى الاستمرار والمشاركة الفاعلة في دعم اليمن وذلك للتغلب على الصعوبات والتحدِّيات الاقتصادية والأمنية والسياسية والإنسانية التي يواجهها وفقاً لدعوة مجلس الأمن وحتى تُستكمل مسيرة بناء اليمن الجديد.
وطالب الرئيس هادي القادة العرب بمراجعة مسار الأحداث التي تمر بها الأمة العربية، ومواجهة التحدِّيات والخلافات التي تواجه العمل العربي المشترك وإيجاد حلول عملية للصراعات التي تعصف بالدول العربية.
وأشار هادي إلى أن مواجهة التحديات التي تمر بها المنطقة العربية لا يمكن أن تتم إلا في ظل مواقف عربية موحّدة ومتماسكة، وبعيداً عن الانقسامات والخلافات، لافتاً إلى أن الشعوب العربية مازالت تعوّل على اجتماعات القمة للنهوض بأوضاعها وتعزيز العلاقات والروابط الأخوية وتفعيل وتطوير آليات العمل العربي المشترك.
هنأ أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح اليمنيين بالاختتام الناجح لمؤتمر الحوار الوطني.
وقال أمير الكويت في كلمته التي افتتح بها الدورة العادية ال 25 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة التي بدأت أعمالها أمس في الكويت: " نهنئ الأشقاء في اليمن على ما حققه مؤتمر الحوار الوطني من توافق وطني يعد خطوة ضرورية في هذه المرحلة الدقيقة بما يُسهم في تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار".
وأشار الصباح إلى أن ما تحقق يأتي منسجماً مع أهداف المبادرة الخليجية المجسّدة للحرص على وحدة الجمهورية اليمنية واحترام خيارات شعبها الشقيق.
واعتبر أمير الكويت أن نجاح مؤتمر الحوار يأتي منسجماً مع أهداف المبادرة الخليجية المجسّدة للحرص على وحدة الجمهورية اليمنية واحترام خيارات الشعب اليمني.
وأشاد أمير دولة قطر صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بانتهاج اليمنيين الحوار.
وقال في كلمته في القمة :"نحيي الإخوة في اليمن على حكمتهم في اختيارهم طريق الحوار نحو بناء الدولة الحديثة وإرساء أسس نظامها وللحفاظ على وحدة وسيادة بلدهم".
وهنأ ولي العهد السعودي الامير سلمان بن عبد العزيز الشعب اليمني بالنجاح الذي حققه مؤتمر الحوار الوطني، وقال في كلمته في القمة: "أهنئ الأخوة في اليمن الشقيق على نجاح مؤتمر الحوار الوطني وفق مبادئ المبادرة الخليجية".
وأعرب عن أمنياته لليمن الأمن والاستقرار والازدهار في ظل سيادته ووحدته الوطنية والإقليمية.
من جهته، أثنى الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي على النجاح الذي كلل به مؤتمر الحوار الوطني الشامل في اليمن.
ونوه العربي بنتائج مؤتمر الحوار الوطني الشامل التي أرست القواعد اللازمة لإنجاح العملية السياسية ومهام المرحلة الانتقالية.
وأشاد الأمين العام للأمم المتحدة في كلمته التي ألقاها المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية الاخضر الابراهيمي بالانجاز الذي حققه اليمنيون بنجاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل في إطار العملية الانتقالية الجارية حاليا في اليمن.
وقال: "إن مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي اختتم بنجاح في اليمن في 25 كانون الثاني يناير 2014 يثبت أيضاً أن الحوار الحقيقي والحلول التوافقية هي أفضل السبل لإحداث تغيير ايجابي والرؤية المتفق عليها لبناء يمن جديد فيدرالي وديمقراطي".
وأضاف: "وهذا يعد إنجازاً تحقق بعد جهد مرير، ولكن نجاح العملية الانتقالية في اليمن ما زال يقتضي التغلّب على عدد من التحدِّيات السياسية والأمنية والإنسانية".
وأكد مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية أن الأممالمتحدة ستواصل تعاونها الكامل مع شركائها لمساعدة الشعب اليمني على بناء مستقبل ينعم فيه الجميع بمزيد من الأمن والعدل والرخاء.