دان وزير الخارجية السويسري ديدييه بورخالتر، الذي يتولى الرئاسة الدورية لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، اليوم الإثنين، استمرار احتجاز مراقبي المنظمة في شرق أوكرانيا، بعدما عرض انفصاليون مؤيدون لروسيا المراقبين الأوروبيين الذين يحتجزونهم في شرق أوكرانيا، الأحد، أمام وسائل الإعلام. ووصف بورخالتر اختطاف المراقبين ب"غير المقبول"، مطالباً بتوفير ضمانات لسلامة المراقبين الدوليين.
وكان تم الإفراج، في وقت متأخر من أمس الأحد، عن أحد مراقبي المنظمة الثمانية لأسباب صحية. وقد غادر مكان احتجازه في بلدية سلافيانسك (شرق) يرافقه اثنان من مفاوضي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
ولا يزال هناك 12 محتجزاً في شرق أوكرانيا، هم ثمانية أجانب وأربعة أوكرانيين. وقد اختطفهم انفصاليون الجمعة بحجة أنهم جواسيس واعتبروهم لاحقاً "أسرى حرب"، مؤكدين أنّهم يعتزمون مبادلتهم بأشخاصٍ تحتجزهم السلطات الأوكرانية.
كما استولى الانفصاليون في دونيتسك،على مقر التلفزيون المحلي وأمروا المسؤولين عليه بالبدء في بث إرسال قناة تلفزيونية حكومية روسية، بعد أيامٍ من إعلان دونيتسك"جمهورية شعبية" مستقلة.
وتتزامن التطورات الميدانية مع توجه الولاياتالمتحدة وأوروبا إلى فرض عقوبات جديدة على روسيا. ودعا الرئيس الأميركي باراك أوباما، الاتحاد الأوروبي إلى توحيد الصف مع بلاده لفرض عقوبات أشد وطأة على روسيا لمنعها من زعزعة استقرار أوكرانيا.
وقال البيت الأبيض: إنّه سيضيف، اليوم الإثنين، أسماء أشخاصٍ مقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وشركات يسيطرون عليها إلى قائمة الشخصيات والمؤسسات الروسية التي تستهدفها العقوبات بسبب أوكرانيا. وأضاف أنّه سيتم أيضاً فرض قيود جديدة على صادرات التكنولوجيا المتقدمة.
وخلال زيارة لماليزيا قال أوباما: إنّ كبح طموحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا سيتوقف على الولاياتالمتحدة وحلفائها في ايجاد موقف موحد بشأن تشديد العقوبات.
وقال أوباما للصحافيين: إنّه "سنكون في وضع أقوى لردع السيد بوتين، عندما يرى أنّ العالم موحد وأنّ الولاياتالمتحدة وأوروبا متحدتان، وإنّه ليس مجرد صراع أميركي روسي".
من جهته، قال نائب مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض توني بلينكين: إنّ الإجراءات الأميركية الجديدة ستفرض، اليوم الإثنين، وستتركز معظمها على إضافة شخصيات وشركات إلى قائمة الممنوعين من السفر إلى الولاياتالمتحدة وتجميد أرصدتهم.
وأضاف بلينكين، لمحطة "سي. بي. اس" "سنعمل على تحديد الأشخاص المقربين منه (بوتين) والذين لهم تأثير كبير على الاقتصاد الروسي. سنعمل على تحديد الشركات التي يسيطرون عليها هم وآخرون في الدائرة المقربة."
وتابع "سننظر ايضاً في اتخاذ خطوات تتعلق بصادرات التكنولوجيا المتقدمة لصناعة الدفاع (الروسية). كل هذا سيكون له تأثير".
ومن المتوقع أنّ يضيف الاتحاد الأوروبي أيضاً أشخاصاً وشركات روسية على قائمة عقوباته، لكن الطرفين الأميركي والأوروبي لم يتوصلا بعد لاتفاق على إجراءات أوسع نطاقاً بهدف الإضرار بالاقتصاد الروسي.
في غضون ذلك، ينطلق في لندن، غداً الثلاثاء، اجتماع دولي يستمر يومين يهدف إلى استعادة أموال أوكرانية نهبت في عهد الرئيس المخلوع فيكتور يانوكوفيتش.
وينظم الاجتماع "المنتدى الأوكراني لاستعادة الأصول"، وهو مجموعة دولية تقودها بريطانياوالولاياتالمتحدة.
ويرمي هذا المنتدى إلى دفع المجتمع الدولي لإيجاد الأموال المنهوبة واستعادتها وإرسال "رسالة قوية تظهر أنّ ليس هناك إفلات من العقاب لمرتكبي مثل تلك الأعمال الغير مشروعة".