تصاعدت حدة التوتر الذي يخيّم على محافظة عمران، جراء قيام جماعة الحوثي المسلّحة باستحداث مخيّم مسلح جديد في الضواحي الجنوبية لمدينة عمران، المطوقة بعدد من المخيمات المسلحة، التي أنشأها الحوثيون، خلال الشهر الماضي، في جميع منافذ المدينة. وقالت مصادر محلية ل«المصدر أونلاين» إن مسلحين تابعين لجماعة الحوثي قاموا، يوم الأحد، باستحداث مخيّم جديد لمسلحيهم على المدخل الجنوبي لمدينة عمران، على طريق عمران، ثُلا، في منطقة وادي ضيان.
وأضافت أن استحداث المخيّم تزامن مع ارتفاع وتيرة التصعيد الميداني من قبل الحوثيين، في الضاحية الجنوبية لمدينة عمران، حيث قاموا خلال الأيام الماضية بمحاولة فرض حصار على موقع عسكري تابعة للواء 310، يتمركز في جبل يبعد نحو 3 إلى 4 كيلو مترات من المنطقة التي باستحدوا فيها المخيّم المسلح الجديد.
وأوضحت المصادر أن الموقع العسكري الذي يقع في منطقة المضواري جنوب مدينة عمران يعتبر من أهم المواقع العسكرية التي تحمي مدينة عمران من الجهة الجنوبية، ولهذا قام المسلحون الحوثيون خلال الأيام الماضية بقطع جميع الطرقات التي تربط بين الموقع العسكري وبين مدينة عمران، غير أن القوات العسكرية المتركزة في الموقع قامت باستحداث طرق بديلة، الأمر الذي دفع الحوثيين إلى استحداث مخيم مسلح بالقرب منه.
من جانبها، اتهمت جماعة الحوثي الموقع العسكري المتمركز في منطقة المضراوي باستهداف منازل المواطنين في المنطقة، وقالت –عبر موقعها الرسمي على شبكة الإنترنت- إن موقع المضراوي العسكري التابع للواء 310 قام بإطلاق النار على منزل أحد المواطنين في قرية الجرعان بوادي ضيان.
وأضافت جماعة الحوثي أن ما وصفتها ب«عدوانية» موقع «المضراوي» العسكري التابع للواء 310 هي السبب في استحداث مخيم جديد لمسلحيها في منطقة الجرعان بوادي ضيان، مشيرة إلى أن هذا الموقع من المواقع التي استحدثها اللواء 310 في ضواحي مدينة عمران.
ورداً على اتهامات جماعة الحوثي للموقع العسكري باستهداف منازل المواطنين في المنطقة، نفى مصدر قبلي ل«المصدر أونلاين» صحة تلك الاتهامات، وقال إن الموقع العسكري يتحاشى أي احتكاك بالحوثيين، رغم الممارسات الاستفزازية التي يمارسها المسلحون الحوثيون ضد هذه الموقع العسكري.
وفي السياق ذاته، اتهمت جماعة الحوثي قوات اللواء 310 المتركز في مدينة عمران بقصف منازل المواطنين بمختلف الأسلحة المتوسطة والخفيفة، في منطقة الضبر شمال مدينة عمران، التي أنشأ الحوثيون الشهر الماضي مخيما مسلحاً فيها، بالقرب من نقطة عسكرية، على المدخل الشمالي للمدينة، عقب اشتباكات بين جنود النقطة العسكرية ومسلحين حوثيون حاولوا دخول المدينة في مسيرة مسلحة، ما تسبب في سقوط عدد من القتلى والجرحى من الطرفين.
ورغم نفي مصدر قبلي لهذه الاتهامات، إلا أن جماعة الحوثي تأكد أن قوات اللواء 310 أطلقت، مساء أمس، ومساء أمس الأول عدّة طلقات نارية من سلاح ثلاثة وعشرين على منازل المواطنين في منطقة الضبر.
وتعيش مدينة عمران حالةً من التوتر والترقب، منذ أكثر من شهر، في ظل تطويق مسلحي جماعة الحوثي المدينة من عدة جهات، عبر مخيمات مسلّحة تم استحداثها تباعاً في عدة مناطق على جميع مداخل المدينة، باستثناء المدخل الجنوبي على طريق صنعاء - عمران.
ويقوم الجيش بتعزيز قواته في جميع مداخل المدينة، استعداداً لأي هجوم قد يشنه الحوثيون على المدينة، التي يسعى الحوثيون للسيطرة عليها، بعد سيطرتهم على معظم مديريات المحافظة.
وأنشأ الحوثيون خلال الشهر الماضي عدداً من المعسكرات في مداخل المدينة، وعلى رأسها مخيّم مسلح في المدخل الشمالي للمدينة، في منطقة الضبر، ومعسكر آخر في المدخل الشرقي للمدينة في منطقة قهال التي يحتلون فيها مقر جامعة عمران الجديد، بالإضافة إلى تمركزهم في المدخل الغربي للمدينة في منطقة قارن.
وفيما يطوق المسلحون الحوثيون مدينة عمران، فإنهم يسيطرون على عددٍ من مديريات المحافظة، ومنها مديرية حرف سفيان، التي يتمركزون فيها منذ أواخر العام 2009، بالإضافة إلى سيطرتهم على المناطق الشمالية والمناطق الوسطى في المحافظة، في خيوان، وخمر، وبني صريم، وحوث، وعددٍ من المناطق في غرب المحافظة، حيث يتمركزون في منطقة ثُلا، الواقعة على الحدود الإدارية بين محافظتي عمران ومديرية همدان، التابعة لمحافظة صنعاء، والتي خاضوا فيها معارك عنيفة مع أبناء القبائل، الشهر الماضي.
ويسعى الحوثيون إلى تضييق الحصار على عاصمة المحافظة، التي يتمركز فيها اللواء 310، بقيادة العميد حميد القشيبي، حيث يتخذون من مطالبتهم بتغييره وتغيير محافظ المحافظة ذريعة للحصار الذي يفرضونه على المدينة.