مسلسل الاغتيالات مستمر، طالما ويد العدالة غير قادرة ليس فقط على الإمساك بالمجرم بل غير قادرة حتى على الإشارة إليه، وفي ظل استسلام الضباط لمصيرهم بدون أدنى مقاومة أو حتى محاولة لفهم سبب هذا الاستهداف لكل من يلبس بدلة ميري، فإن موجة الاغتيالات مستمرة في استهداف كل الضباط ولن يكون آخرهم ضابط أمن معهد اللغات العسكرية محمد قوزع الذي اغتيل بالقرب من مقر عمله وفي ساعات الصباح الأولى وأمام المواطنين ورجل المرور وتم نهب مسدسه الخاص. وبالرغم من التدابير الأمنية وحملات التفتيش وحظر الدراجات النارية إلا أن كل هذه الاحترازات لم توقف عمليات الاغتيالات، فالخلل أساساً داخل المنظومة الأمنية المتخلفة والتي لا يهمها تحقيق أي نجاح في كشف هذه الجرائم، فعملية اغتيال واحدة لأي ضابط أمني في العالم ستجعل قيامة الجهاز الذي يتبعه تقوم ولا تقعد حتى تقبض على الفاعل، فأي جهاز أمني غير قادر على حماية نفسه وكوادره فمن المستحيل عليه أن يحمي أي شخص آخر.
فمن أسباب فشل الأجهزة الأمنية في حل المشاكل الأمنية هو التكتم الشديد على المعلومات أو بالأصح تغطية العجز والفشل، بحجة أن التحقيق مستمر أو هناك خطة لتتبع الخيوط، وفي حقيقة الأمر هناك خيوط عدة لحل مسلسل الاغتيالات في اليمن، فهناك القاتل المأجور بائع الكروش في حضرموت، وهناك المجرم الذي ألقي القبض عليه وفي حوزته متفجرات وشيك بخمسة ملايين ريال في تعز، ناهيك عن بعض سائقي الدراجات النارية المتورطين في عمليات القتل في صنعاء، وكل هؤلاء يمكن معرفة من يمولهم ومن يقف وراءهم والجهات التي يستهدفونها حتى لو كان هناك ألف شخص خلف الكواليس أو غيرهم عبر شبكات متفرعة.
لكن ما دام الأمر كله مجرد عمليات تفتيش روتينية للسيارات وتسريبات إعلامية لربط عمليات الاغتيال في صنعاء بالحرب على الإرهاب في أبين وشبوة، والتحقيقات مع من يقبض عليه كلها لإضاعة للوقت، وطالما ولا يوجد أي جهود جادة لكشف الحقيقة وإظهار من يقف وراء عمليات الاغتيال، فلعنة الاغتيالات لن تنتهي.