زوّد مصدر محلي في محافظة صعدة «المصدر أونلاين» بجزء من تفاصيل حياة «وائل عبد الله مسعود الوائلي» الذي أعلنت الأجهزة الأمنية مقتله صباح يوم الأربعاء في صنعاء واتهمته بتزعم خلية تابعة لتنظيم القاعدة مسؤولة عن عمليات اغتيال وخطف أجانب وهجمات على مصالح حكومية في العاصمة. وقال المصدر للموقع إن الوائلي ينتمي إلى «آل عبادة» في وادي آل أبو جبارة الواقع بمديرية كتاف في محافظة صعدة.
اللجنة الأمنية العليا قالت إنه قائد خلية «إرهابية» مسؤولة عن مقتل موظف أمن فرنسي واختطاف أجانب والهجوم على السجن المركزي وأضاف كان معروفاً عن وائل الوائلي ارتباطه بتنظيم القاعدة في السابق، لكن عُرِف عنه قبل نحو ثلاث سنوات انقطاعه عن التنظيم وعودته للحياة الطبيعيةً.
وأضاف أنه كان يعمل في قريته، لكنه كان يمتلك تصريحاً لدخول السعودية في المناطق الحدودية مثله مثل معظم أبناء «وائلة» الذي يُسمح لهم بدخول نجران.
وأشار المصدر إلى أن الاثنين الآخرين اللذين أعلنت السلطات الأمنية مقتل أحدهما وضبط الآخر كانا يعملان في السعودية أيضاً وهما أصدقاء لوائل الوائلي، وينتميان إلى «وائلة» بصعدة.
وكانت اللجنة الأمنية العليا قالت، الأربعاء، إن «الأجهزة الأمنية تمكنت من رصد وتتبع تلك الخلية وتحديد موقعها ومحاصرة المنزل الذي يختبئون بداخلة ابتداءً من مساء الثلاثاء وقد حال تواجد الأطفال والنساء والساكنين في المنزل دون قيام القوات الأمنية بمداهمة المنزل حفاظاً على تلك الأرواح وظلت تراقبهم حتى خروجهم من المنزل الواقع في أمانة العاصمة».
وأضافت «فور خروج عناصر من تلك الخلية صباح الأربعاء من المنزل حاولت أجهزة الأمن ضبطهم في جولة الثقافة إلاً أن عناصر تلك الخلية قاومت الأجهزة الأمنية مما أدى إلى مصرع مسؤول تلك الخلية المدعو وائل عبدالله مسعود الوائلي».
وقالت اللجنة إن «الوائلي» كان الرأس المدبر والمنفذ لعدد من الجرائم حيث كان المشرف على مقتل المواطن الفرنسي يوم الاثنين فضلاً عن قيامه في وقت سابق باختطاف الصحفية الهولندية يوديت سبيخل وزوجها اللذين سبق الإفراج عنهما.
قاتل الوائلي ضد الحوثيين وغادر إلى صنعاء بعد سيطرتهم على وادي آل أبو جبارة في نهاية ديسمبر وقالت إنه أشرف بصورة مباشرة على عملية الاختطاف الفاشلة التي استهدفت أحد الأجانب في صالون الحلاقة بأمانة العاصمة ونتج عنها مصرع اثنين من عناصر القاعدة بالإضافة الى مشاركته في الهجوم الذي استهدف السجن المركزي بصنعاء وأدى إلى فرار نحو 29 سجيناً معظمهم من عناصر تنظيم القاعدة.
وأشارت اللجنة الأمنية العليا إلى أن عملية الضبط أدت إلى مصرع «حسن عبدالله عبادة» التي قالت إنه أحد عناصر تلك الخلية، وإلقاء القبض على «بدر أحمد علي عبادة» بعد إصابته.
إلى ذلك، قال المصدر المحلي الذي فضل عدم ذكر اسمه ل«المصدر أونلاين» إن وائل الوائلي قاتل ضد جماعة الحوثيين المسلّحة خلال المعارك في جبهة «كتاف» بين السلفيين والحوثيين، حيث كان يقود جبهة كتاف عمّه «ناصر بن عبادة الوائلي» والذي قُتل في نوفمبر بحادث عرضي عندما انفجرت به قنبلة.
وأضاف أن آخر مرّة شاهد فيها وائل هي أثناء الحرب التي اندلعت العام الماضي بعد محاصرة الحوثيين لبلدة «دماج» التي كان يقطن فيها آلاف السلفيين.
مصدر قريب من الوائلي: وائل يعيش حياة طبيعية ولم ينشط مؤخراً في القاعدة وسيطرت جماعة الحوثيين المسلحة في أواخر شهر ديسمبر الماضي على وادي آل أبو جبارة بعد هجوم كبير شنّته على مواقع السلفيين والتي أنهكت بسبب قلة الدعم والمقاتلين.
وقال المصدر المحلي إن وائل الوائلي نزح بعد سيطرة الحوثيين على الوادي إلى صنعاء مع أسرته. وأضاف أن لدى الوائلي ثلاثة أولاد، وأنه تزوج قبل نحو شهر بامرأة ثانية تنتمي إلى «آل بشر» وهم ينتمون إلى منطقة ساقين، وعُرف عنهم محاربتهم الحوثيين قبل أعوام.
وأشار المصدر إلى أنه عُرف عن الوائلي أنه لم يخرج من صنعاء منذ نزوحه إليها في نهاية ديسمبر الماضي. ولم يؤكد المصدر ما إذا كان وائل الوائلي أعاد ارتباطه بتنظيم القاعدة أو تورّط في عمليات ضد مصالح حكومية واختطاف واغتيال أجانب كما اتهمته اللجنة الأمنية العليا.
من جهته، دافع مصدر مقرّب من وائل الوائلي عنه وقال ل«المصدر أونلاين» إن الأخير نزح إلى صنعاء وكان يعيش حياةً طبيعيةً بعيداً عن تنظيم القاعدة.
وأضاف أن الرجل ليس له أقارب كُثر من الدرجة الأولى، حيث قُتل أبوه قبل نحو 12 سنة، وقتل اثنان من أعمامه في السابق، مشيراً إلى زواجه بالمرأة الثانية قبل نحو شهر إلى جانب المرأة الأولى التي أنجبت له ثلاث بنات.
المصدر القريب: الوائلي تزوج قبل شهر ولديه ثلاث بنات من الزوجة الأولى واتهم المصدر الحكومة بمحاولة «دفع الناس للانضمام قسراً إلى القاعدة» بسبب تعاملها وفقاً «للّقب»، مشيراً إلى «لقب الوائلي» الذي عُرف بعض عناصر القاعدة بانتمائهم للمنطقة. وأشار إلى عمار بن عبادة الوائلي وهو ناشط في تنظيم القاعدة قتل بغارة أمريكية بمحافظة أبين قبل أكثر من عامين، لافتاً إلى أن عمار هو ابن عم وائل الوائلي.
وقال إن وائل الوائلي ومعظم أفراد قبيلة وائلة المناهضين للحوثيين نزحوا من منطقة وادي آل أبو جبارة بعد سيطرة الحوثيين عليها في 28 ديسمبر العام الماضي، مشيراً إلى أن بعض أفراد القبيلة فضلوا البقاء في مارب خشية مضايقة الدولة بسبب أنهم «مطلوبون» لديها، فيما فضّل وائل الوائلي صنعاء «لأن ليس عليه أي شيء».
وأضاف أن القتيل الآخر «حسن عبد الله عباد» يعمل في نجران بالسعودية سائقاً ل«تريلة» (شاحنة نقل) وعاد قبل فترة قصيرة إلى اليمن في إجازة.