سيكون استاد "دا لوز" أو ملعب "النور" ، معقل نسور بنفيكا ، بالعاصمة البرتغالية لشبونة مسرحاً لنهائي بطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم بين ريال وأتلتيكو مدريد الأسبانيين مساء السبت المقبل وسط أكثر من 65 ألف متفرج، ويشتهر الملعب لدي مشجعي بنفيكا بلقب "الكونتدريال" باللغة البرتغالية وتعني "القلعة" مما يعبر عن حصانة الملعب وقوته لإستضافة أم المعارك الكروية ونهائي أمجد البطولات الأوروبية. ومنذ أن أعلن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يوم 20 مارس 2012 عن اختيار استاد "دا لوز" لاستضافة نهائي الأبطال 2014, والبرتغاليون يترقبون تلك اللحظة ويحافظون على جمال وسحر ملعبهم ، وكانوا يمنوا أنفسهم بمشاهدة فريق برتغالي وخصوصا "نسور بنفيكا" أصحاب الأرض في النهائي، إلا أن الفرق البرتغالية ودعت البطولة مبكرا مما دفع بعض الجماهير لإعلان مؤازرتهم لمواطنيهم البرتغاليين واللاعبين الأجانب، الذين سبق لهم اللعب في البرتغال.
وذكرت صحيفة "آس" الاسبانية أن أجواء المباراة النهائية تخيم على ملعب النور والعاصمة لشبونة ، التي يبلغ عدد سكانها 550،000، حيث يظهر شعار دوري الأبطال والفريقين (الريال واتلتيكو) في كل ركن من لشبونة علاوة على قمصان الفريقين وخصوصا رونالدو الذي نال نصيب الأسد من مبيعات القمصان التي تحمل اسمه ورقمه. كما يتواجد العشرات من عمال البطولة من مختلف الجنسيات الذين أتموا الاستعدادات النهائية داخل الملعب لليلة السبت المقبل، بينما يعمل المركز الإعلامي بالفعل بكامل طاقته حيث يستعد لاستقبال 500 صحفي و200 مصور ومئات القنوات الفضائية ، وتم تأمين الملعب من جانب الأمن العام بطائرات بدون طيار للمراقبة ودعم الشرطة .
ستاد خمس نجوم
قام المصمم المعماري دامون لافيل برسم الشكل الحالي لاستاد "دا لوز"، وتم تصنيفه من قبل الإتحاد الأوروبي على أنه استاد "5 نجوم" نظرا لوجود العديد من المرافق المميزة مثل صالات الألعاب وحوض السباحة والعديد من المطاعم والكافيهات والتي تزيين الملعب. وكلمة "لوز" هي بالأصل إسم ضاحية في العاصمة البرتغالية لشبونة ولذلك تمت تسمية الملعب بإسمه الحالي، وفي إنجلترا تمت تسمية ملعب نادي سندرلاند الإنجليزي بملعب النور أو الضوء نظراً لأنهم إستلهموا هذا الإسم من ملعب نادي بنفيكا.
وتم تصميم الإستاد بحيث يستطيع الحصول على أكبر كمية ضوء طبيعي بقدر الإمكان حيث تسمح الألياف البلاستيكية أعلى سقف الملعب بإختراق أشعة الشمس مضيئة بذلك الملعب ، السقف والذي تم تدعيميه بأربعة حزم من الحديد الصلب على شكل أقواس ، وكأنها تطفو من على سماء الملعب ، الأقواس تبلغ طول 43 متراً في الإرتفاع وتساعد في تحديد منظر الأستاد حيث تم تشكيلها على أن تكون مشابهة لحركة الأمواج في ثلاث طبقات من الأستاد.
وملعب النور الجديد ، هو هيكل بنائي متطور يمكن إعتباره أحد أروع المنشآت الحديثة في القارة الأوروبية وبإعطاء الإتحاد الأوروبي خمسة نجوم لهذا الأستاد ، بعد إفتتاحه في 25 أكتوبر 2003 ، إحتضن هذا الملعب نهائي بطولة كأس الأمم الأوروبية "يورو 2004" " بين اليونان والبرتغال الذي شهد خيبة امل كبيرة للجماهير البرتغالية بعد خسارة لقب البطولة ، كما إحتضن بعض مباريات البطولة أيضاً ، وأكثر لحظة يتذكرها العالم حين أضاعت إنجلترا ضربة جزاء جعلت الحارس البرتغالي ريكاردو يذهب بثقة لتنفيذ الركلة الأخيرة ليعلن فوز المنتخب البرتغالي على المنتخب الإنجليزي في دور الثمانية من البطولة.
ويعتبر هذا الملعب من الملاعب البرتغالية الكبيرة بعد ملعب الدراجاو، الذي يتسع لأكثر من 70.000 الف متفرج, وكان من المفترض ان يكون هذا الملعب "النور" من اكبر ملاعب البرتغال وقارة أوروبا لكن تم تقليص سعة الملعب من من 120 الف متفرج , إلى 65,400 متفرج .
نسر شهير يحلق في سماء الملعب
استاد دا لوز يشتهر بنسر لطالما حلق في افاق ملعب النور او كما يلقب بالدالوش، وهذا النسر الذي فاز بكأس أبطال اوروبا عندما كان الاسطورة الراحل اوزيبيو أو الفهد الاسمر لاعباً ، وقبل كل مباراة يحلق النسر في سماء الملعب ويعرض قوة النادي امام الجميع أو كما يؤكد صاحب هذا النسر أنه يطير لكي يخيف العدو الذي سيلعب مع الفريق المنافس لبنفيكا، و قد تكون هذه الخرافة فيها شيء من الحقيقة الا انها لن تتجسد على أحد من طرفي المباراة النهائية نظرا لخروج بنفيكا من البطولة.
لحظات تاريخية
في عام 2000 تم إختيار دولة البرتغال لتنظيم بطولة كأس الأمم الأوروبية "يورو 2004" ، ولأن بنفيكا أكبر الأندية البرتغالية ، كان من الخيارات الواضحة أن يكون ملعبه أحد الملاعب المستضيفة للبطولة ، وفي شهر أكتوبر من عام 2003 ، تم إفتتاح الملعب الجديد بمباراة ودية بين بنفيكا وناسيونال مونتيفيديو الاوروجوياني (2-1) ، وبعدها انتقل بنفيكا أخيراً إلى القرن الواحد والعشرين بملعب يليق بهيبته وسمعته التاريخية. وأصبح الملعب فأل حسن على فريقه ففي أول عام لبنفيكا على الملعب الجديد (2004) إستطاع تحقيق لقب كأس البرتغال (أول لقب لهم منذ 8 أعوام) وقد تغلب على غريمه بورتو بنتيجة 2 - 1 ، وفي الموسم الثاني ، إستطاع بنفيكا تحقيق لقب الدوري البرتغالي بعد غياب 11 عاماً ، حين إنتصر بنفيكا على غريمه التقليدي في العاصمة البرتغالية نادي سبورتينج لشبونة بهدف نظيف ، ليتوج بعدها بطلاً للدوري البرتغالي.
وفي عام 2005 حقق بنفيكا فوزا تاريخياً هو الأول على مانشستر يونايتد (2-1) بدوري المجموعات في دوري أبطال أوروبا على ملعب النور ليتأهل على حساب المانيو. وفي العام التالي (2006) على نفس الملعب فاز بنفيكا على ليفربول (حامل اللقب آنذاك) بهدف نظيف في دور ال 16 محققا انتصارا تاريخيا آخر على الفرق الانجليزية.
وشهد ملعب النور القديم نجوماً مثل أوزيبيو وروي كوستا في أيام امجادهم، وشهد بطولات عديدة في أيام المجد لنادي بينفيكا في حقبة الخمسينيات والستينيات على يد الفهد الاسود أوزيبيو الذي رحل عن عالمنا وتم تأبينه على نفس الملعب بنسخته الجديدة مؤخرا.