التزمت وزارة الدفاع اليمنية ووسائل الإعلام الحكومية الصمت تجاه الهجوم الذي شنه مسلحون حوثيون على موقع عسكري تابع للجيش في محافظة عمران شمال العاصمة اليمنية يوم الثلاثاء ما أدى إلى مقتل 11 جندياً بينهم ضباط. وهاجم المسلحون الحوثيون في وقت مبكر من صباح أمس الثلاثاء موقع «الجميمة» العسكري التابع للواء 310 في محاولة للسيطرة على الموقع الاستراتيجي مع استمرار أنصار الحوثيين فرض حصار على مدينة عمران عبر مخيمات مسلحة أنشئت على الطرق المؤدية إلى المدينة.
ولم تنشر وسائل الإعلام الناطقة باسم وزارة الدفاع، أو التابعة للحكومة، أي خبر عن المواجهات بين الجيش والحوثيين في عمران.
واعتذر المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع العقيد سعيد الفقيه عن التصريح، وقال ل«المصدر أونلاين» عبر الهاتف إنه سيدشن عمله الرسمي عبر مؤتمر صحفي سيعقد الأسبوع المقبل.
ومضت نحو أربعة أشهر منذ تعيين الفقيه متحدثاً باسم وزارة الدفاع، لكنه لم يُدشن عمله رسمياً.
وأحال الفقيه محرر «المصدر أونلاين» إلى دائرة التوجيه المعنوي التابعة لوزارة الدفاع والتي تُدير وسائل الإعلام الناطقة باسم الوزارة.
إلى ذلك، قال العميد علي غالب الحرازي نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي ل«المصدر أونلاين» إنه لا يوجد أي بيان صادر عن وزارة الدفاع بشأن الحادثة، وانه لا توجد توجيهات بذلك.
وأثار تجاهل وزارة الدفاع لنشر خبر توضيحي بشأن أحداث عمران الجدل في وسائل التواصل الاجتماعي. واعتبر مدونون ذلك تخلياً ضمنياً عن إحدى وحدات الجيش اليمني وتشجيعاً لجماعة الحوثيين المسلحة لمواصلة هجماتها المسلحة على اللواء 310 في عمران.
لكن العميد الحرازي أكد ان اللواء 310 وحدة عسكرية تتبع الجيش، مشيراً إلى أنه ينتظرون بياناً من لجنة الوساطة الرئاسية التي أرسلت إلى عمران «وفور حصولنا على تصريح رسمي سننشره على موقع 26 سبتمبر نت» التابع لوزارة الدفاع.
وكانت جماعة الحوثيين المسلحة بررت هجومها على موقع الجميمة بقيام من وصفتهم ب«التكفيريين» -وهو وصفه تطلقه على خصومها- بقصف منازل المواطنين في منطقة بني الجرادي بالأسلحة المتوسطة والثقيلة، وقالت إن قوات الجيش قامت باستحداث موقع عسكري في منطقة المرحة بالقرب من موقع الجميمة.
لكن مسؤولاً في محافظة عمران استنكر الهجوم على موقع الجميمة، وقال ل«المصدر أونلاين» أمس إن الموقع العسكري تم مهاجمته بإعداد مسبق من قبل الحوثيين، وإن «أي محاولات للكذب على الرأي العام بأن الجنود هم المعتدون ما هي إلا من باب تمييع الواقع».
وأضاف «الموقع بعيد عن الشارع الرئيسي الذي تمر منه السيارات، ولا يستطيع أحد الوصول إلى ذلك الموقع إلا مشياً على الأقدام، ما يدل على أن الحوثيين كانوا يخططون مسبقاً لذلك الهجوم».
ومع تجدد المواجهات، مساء أمس، وتوسعها إلى مناطق جديدة في مديرية ثلا، قالت مصادر محلية إن لجنة الوساطة الرئاسية المكلفة بإنهاء التوتر في عمران وصلت ليلة أمس إلى محافظة عمران برئاسة اللواء علي الجائفي، وعقدت اجتماعاً مع قادة المحافظة في مبنى المحافظة.
كما عقدت اللجنة الأمنية العليا بمحافظة عمران اجتماعاً طارئاً ضم قادة المحافظة برئاسة المحافظ محمد حسن دماج ومدراء الأمن لمناقشة تداعيات الهجوم الذي شنه الحوثيون على موقع الجميمة.
ويسود التوتر في محافظة عمران منذ عدة أشهر، عندما قام الحوثيون بمهاجمة نقاط أمنية على مداخل المدينة، واستحداث معسكرات مسلحة في منافذ المدينة، بهدف فرض سيطرتهم عليها بالقوة.