من المقرر أن ينظم اللقاء المشترك اعتصامات احتجاجية في عدد من محافظات الجمهورية بعد غدٍ الخميس تنديداً بالعنف وعسكرة الحياة المدنية في المحافظات الجنوبية. وقال الناطق باسم المشترك محمد النعيمي ل"المصدر أونلاين" إن المشترك سينظم الخميس القادم اعتصامات في العاصمة صنعاء وبعض المحافظات الأخرى احتجاجاً على نوايا السلطة فتح جبهة حرب جديدة في المحافظات الجنوبية بعد إيقاف حرب صعدة" وكانت اللجنة التحضيرية للحوار الوطني والمجلس الأعلى للمشترك قد عبرا السبت عن إدانتهما الشديدة ل"عملية القمع التي يتعرض لها الحراك السلمي والمواطنون في المحافظات الجنوبية عبر تصعيد عسكري وأمني استخدمت فيه السلطات (...) الآلة العسكرية الثقيلة" حسب بيان أصدره المشترك بهذا الخصوص. ودعا المشترك فروعه وقياداته الحزبية والمنظمات الجماهيرية ومنظمات المجتمع المدني وكل القوى الوطنية في جميع المحافظات والمديريات الى إقامة إعتصامات إحتجاجية بمختلف عواصم المحافظات والمديريات "للتنديد بالعنف والتحذير من عواقبه الوخيمة وتضامناً مع ضحايا قمع وعنف السلطة ومع أسرهم ومع المعتقلين السياسيين والصحفيين والتعبير عن رفض قمع الحريات ومنع وسائل النضال السلمي". وعلى إثر ذلك، شن الرئيس علي عبدالله صالح أمس هجوماً حاداً ضد أحزاب المشترك، واتهم المشترك بالوقوف إلى جانب المتمردين الحوثيين في صعدة والانفصاليين في الجنوب، وقال "إن أحزاب اللقاء المشترك لا تعرف ما تريده، كلما ترى حرائق، تقوم بصب الزيت عليها، سواء في صعدة أو في بعض المحافظات الجنوبية". وأعلن الرئيس صالح أمس إن المؤتمر الشعبي العام ارتكب خطأ فادحاً عندما وقع مع المشترك اتفاق فبراير 2008 الذي قضى بتأجيل الانتخابات البرلمانية عامين. وتعليقاً على ذلك، قال الناطق باسم المشترك إنه سيصُدر غداً الأربعاء بيان صحافي يوضح خلاله المشترك موقفه من جميع المستجدات، لكن النعيمي أضاف في حديثه ل"المصدر أونلاين"الأخوة في السلطة يجيدون خلق الصراعات والأزمات لكنهم لا يجيدون حلها، وكل ما يطرح ويقال هو تأجيج للحياة السياسية، فبدلاً من أن تتجه لحل قضايا البلد تسعى إلى تأزيم المواقف واتهام الآخرين بما تمارسه هي". ولفت إلى أن "السلطة لم تلتزم أساساً بأي اتفاقية وقعت معها وعلى رأسها اتفاق فبراير، بل إنها نقضت هذا الإتفاق بإجرائها الانتخابات النيايبة التكميلية، وشنها حرب صعدة وما حدت في زنجبار"، مضيفاً " قامت السلطة بكل ما سبق هروباً من تنفيذها اتفاق فبراير، بينما تريد الآن استكماله بفتح جبهة جديدة في الجنوب". وحول مدى إمكانية دخول المشترك الانتخابات البرلمانية المقررة إجراؤها في 27 إبرايل 2011 في ظل رفض السلطة تنفيذ هذا الاتفاق وتأكيد الرئيس على أنها ستجرى في موعدها، قال ناطق المشترك "كل شيء سيتخذ في وقته، فلا نستعجل" لكنه استغرب في الوقت ذاته من إجراء انتخابات في ظل "الأزمة الطاحنة التي تشهدها البلاد". وتساءل "هل هذه الأجواء التي تمر بها البلاد تسمح بإجراء إنتخابات، وهل هناك جو مهيأ لممارسة الديمقراطية، أي تداول سلمي يتحدثون عنه في ظل هذه الظروف؟". واعتبر الهجوم الذي شنه الرئيس والصحافة الرسمية ضد المشترك ناتج عن "مواقفه الوطنية الثابتة، وهو ما يزعج هذه السلطة لأن الرؤية الثاقبة والموضوعية التي ينطلق منها المشترك تتناقض مع منهجية السلطة، ولذا من الطبيعي أن يظهر ما تنشره وسائل إعلام الحاكم". حسبما قال ناطق المشترك محمد النعيمي. بينما نفى النعيمي الاتهامات التي توجهها السلطة للمشترك بمساندته "الخارجين عن القانون"، وقال "نحن مع النضال السلمي، وضد الخروج عن القانون، لكن للأسف ما تقوم به السلطة هو اعتقال من يناضلون سلمياً بينما الخارجين عن القانون لا تمسهم بالرغم من أنها تعرفهم جيداً". وخاطب الرئيس صالح أمس المشترك أثناء محاضره له في الأكاديمية العسكرية العليا بصنعاء قائلاً "وقع معكم المؤتمر الشعبي العام إتفاق فبراير، وهذه غلطة المؤتمر إنه وقع معكم هذه الاتفاقية، وكان ينبغي أن تجرى الانتخابات النيابية في وقتها، لكنكم افتعلتم أزمة وجرجرتم المؤتمر للأسف إلى توقيع اتفاق فبراير، وهذا خطأ فادح، وكان المفروض أن تجرى الانتخابات النيابية سواء شاركتم فيها أم لم تشاركوا فأنتم أحرار، ومقاطعتكم لأي انتخابات تندرج في الإطار الديمقراطي". وأضاف "كاذب من يقول إن المؤتمر يريد أن يدخل الانتخابات لوحده وينافس نفسه، فنحن نسير طبقا للدستور والقانون، وهذه غلطة المؤتمر لكنه لن يكررها مرة ثانية، وعلى المؤتمر ألا يكرر الغلط، فلتمضي هذه الفترة التي تم التوقيع عليها في إتفاق فبراير، ولتجري الانتخابات في موعدها المحدد، فمن شارك فيها يامرحبا فهذا حقه ومن لم يشارك فيامرحبا وهذا حقه". وقال " الوطن أكبر من هذه القوى السياسية، وطن الثاني والعشرين من مايو كبير وليس كما كان قبل 22 مايو بل هو الآن كبير، ونحن ندعو هذه القوى السياسية أن تعود إلى رشدها وصوابها، وان تبتعد عن الغطرسة والكبر والفوضى وهدم المعبد على رأسها فهي أول من سيكتوي بهدم المعبد، فهذا المعبد لن ينهدم، ولكن ولا سمح الله أي فوضى ستتحمل هي في المقام الأول المسؤولية، وشعبنا يعرف حق المعرفة من هم ".