بررت وسائل إعلام حكومية يمنية إغلاق السلطات لقناة «اليمن اليوم» وقالت إن معداتها «منهوبة» من دائرة التوجيه المعنوي التابعة للجيش، وان نجل الرئيس السابق علي عبدالله صالح هو من يُديرها دون صفة قيادية في حزب المؤتمر الشعبي العام. واقتحمت قوة من الحرس الرئاسي مبنى تلفزيون «اليمن اليوم»، التابع للرئيس السابق علي عبدالله صالح أمس الأربعاء وأوقفت عملها بعد مصادرة أجهزة البث.
ونقلت صحيفة «الجمهورية» الحكومية عن مصدر في الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العام قوله إن «السبب الحقيقي لإغلاق قناة اليمن اليوم هو من يدير السياسة العامة لها ولإعلام الحزب نجل الرئيس السابق (أحمد) من خلال شركة شبام للإنتاج الإعلامي».
وأضاف أن «الدائرة الإعلامية للمؤتمر والأمين العام المساعد للحزب لا يعرفون عن أي شيء مما ينشر أو يذاع في وسائل الإعلام التابعة لحزب المؤتمر الشعبي العام».
وعبر المصدر عن امتعاضه من «سوء الإدارة والاستخدام والتدخل المباشر في الرسالة الإعلامية للقناة والصحيفة من أحمد علي عبدالله صالح الذي ليس له أي صفة حزبية قيادية للقيام بهذا التدخل وغير مُكلف من المؤتمر بذلك».
وأضافت صحيفة «الجمهورية» نقلاً عن المصدر المؤتمري قوله إن القناة «لا تملك تصريحاً وان المعدات التي استخدمتها القناة تتبع دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة».
وكانت معلومات جرى تداولها في وقت سابق ذكرت ان معدات قناة «اليمن اليوم» هي ذاتها التي كان يجري بها تجهيز قناة حكومية تدعى «أوسان» صادرة عن دائرة التوجيه المعنوي للجيش.
وأثار إغلاق قناة «اليمن اليوم» عن طريق اقتحامها ومصادرة أجهزة البث ردود فعل مستنكرة من نقابة الصحفيين اليمنيين، لكن صحيفة «الثورة» الرسمية نشرت في صفحتها الأخيرة بعدد اليوم الخميس تبريراً للإغلاق.
وقالت «الثورة» إن القناة تحولت إلى «أداة تحريض على التخريب والعنف وإشعال فتيل الفتنة وتهديد للسلم الاجتماعي» وانها أصبحت «خطراً على أمن واستقرار الوطن والمجتمع ومصالح البلاد والعباد».
وأضافت ان قناة «اليمن اليوم» معروف أنها تتبع حزب المؤتمر «إلا أن معظم قيادات المؤتمر لا علم لهم بمن يديرها وبأي سياسة إعلامية تُدار».
وتابعت الصحيفة الرسمية ان القناة «لم تحصل على تصريح رسمي من وزارة الإعلام إلا أن القائمين عليها لم يعيروا هذا الجانب أي اعتبار وكأنهم لا يزالون يتحكمون بكل شيء وكأن الوطن حظيرة في أملاكهم وممتلكاتهم».
وقالت صحيفة «الثورة» إن «القناة المذكورة جرى إغلاقها أمس بعد أن تجاوزت كل الخطوط الحمراء وأصبحت وسيلة هدم تناهض إرادة الشعب اليمني في التغيير وبناء الدولة المدنية الحديثة والقائمة على المساواة والعدالة والديمقراطية والحكم الرشيد».
وكانت نقابة الصحفيين اليمنيين استنكرت اقتحام قناة «اليمن اليوم»، وقالت إن هذا الإجراء «يُذكر بأسوء اللحظات التي عانتها الصحافة اليمنية».
وأضافت في بيان صحفي ان «هذا التصرف هو اعتداء سافر وانتهاك خطير للحريات العامة ولحرية الصحافة»، داعية السلطات إلى «التراجع عن هذا الإجراء والتحقيق فيه».
واعتبرت نقابة الصحفيين اليمنيين هذا الإجراء «تهديد للحريات الصحفية والتطلعات الديمقراطية في اليمن»، داعية «جميع القوي الديمقراطية في البلد إلى اتخاذ موقف واضح لمواجهة هذا التهديد الذي يستهدف الحريات العامة في البلد».
إلى ذلك، أدانت مؤسسة «حرية» للحقوق والحريات والتطوير الاعلامي إغلاق قناة «اليمن اليوم»، معتبرة ذلك «انتكاسة كبيرة للحريات الاعلامية في اليمن».
وعدت المؤسسة إغلاق الوسائل الاعلامية «إجراءً قمعيا سالبا للحق في حرية الرأي والتعبير وحرية الإعلام ويشكل عائقا أمام التغيير المنشود في البلاد ويتعارض مع مبدأ الشفافية والحكم الرشيد».
وتابعت في بيانها «مهما كانت المبررات التي تذرعت بها السلطة لإغلاق هذه الوسيلتين، إلا ان ذلك لا يبرر الإغلاق والمصادرة، في ظل وجود سلطة قضائية يمكن الرجوع إليها لمحاسبة المخالفين للسياسة العامة للدولة، حتى لا تقع الصحافة والإعلام ضحية للصراع السياسي والعنف في البلاد».
وأدانت الهيئة الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات "هود" اقتحام القناة، وقالت إنه علامة مؤسفة على أن التغيير الحاصل في السلطة إنما شمل الوجوه بينما تستمر السياسات الناتجة عن ذات العقلية المتخلفة والإقصائية، حسب البيان.
واعتبرت «هود» عملية الاقتحام، عودة إلى طريق سلطة الفرد أو العسكر، في وقت كان يظن الجميع أن الشعب اليمني قد عبرها.
ونفت المنظمة أن يكون أي غضب شعبي سببه قناة أو وسيلة إعلامية بعينها، وقالت إن الغضب ناتج عن شعور المواطن بالإهانة اليومية في سبيل حصوله على حاجاته الضرورية، داعية إلى منح المواطن حقوقه ليتوقف عن الغضب.