قالت وزارة الإعلام اليمنية إن جهازي البث الفضائي التابع لقناتي الجزيرة والعربية، غير مصرح لهما من قبل الوزارة. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية سبأ عن مصدر مسؤول في الوزارة لم تسمه قوله "إن هذين الجهازين لم تتم مصادرتهما بل أنهما سيعادان من حيث أتيا". في إشارة منه إلى احتمال إخراج الجهازين إلى خارج اليمن.
لكن مدير مكتب الجزيرة بصنعاء الزميل مراد هاشم نفى ذلك، وقال في تصريح ل"المصدر أونلاين" أن جهاز البث الخاص بالجزيرة مصرح به، من قبل رئيس الجمهورية شخصياً في عام 2006 بعيد الانتخابات الرئاسية والمحلية"، وهو ما أكده أيضاً الزميل حمود منصر مدير مكتب العربية.
وقال المصدر المسؤول في وزارة الإعلام "إن التحفظ على هذين الجهازين لم يتم إلا بصورة قانونية عقب الاجتماع الذي ضم مدير عام الإعلام بالوزارة ومدير عام العلاقات العامة ومديرا مكتبي الجزيرة والعربية".
ونفى المصدر أن تكون عملية المصادرة قد صاحبتها أية ممارسات تعسفية أو تهجمية، لكن قناة الجزيرة بثت صوراً تثبت اقتحام قوات الأمن للمكتب ومصادرتهم بالقوة لجهاز البث الفضائي SNG.
واقتحمت قوات الأمن اليمنية مساء أمس مكتب قناة الجزيرة في صنعاء، إثر تغطيتها اعتصامات اللقاء المشترك، التي نظمتها أمس في عدد من محافظات الجمهورية، كما قامت في ذات الوقت بمصادرة الأجهزة ذاتها التابعة لمكتب قناة العربية بصنعاء، لكن بدون عنف.
وتطابقت تصريحات مديري مكتب الجزيرة والعربية الزميلين مراد هاشم وحمود منصر، الذين قالا إنهما استدعيا قرابة العاشرة والنصف مساءاً لحضور اجتماع قيل أنه مهم ويتعلق بعمل المكاتب، وهناك تم إبلاغهما بقرار الوزارة سحب الجهاز، ولذا يتعين على كل منهما تسليم جهاز البث اليوم الجمعة.
وأضاف مراد هاشم "أن الشخص الذي أبلغه بذلك لم يكن مخولاً بالتفاوض بشأن هذا القرار، ولكنه حينما عاد إلى المكتب مساء أمس فوجئ بأن مجموعة كبيرة من موظفي وزارة الإعلام قد سبقته إلى المكتب وقامت بمصادرة الجهاز".
فيما قال الزميل حمود منصر إن مكتب العربية لم يتلقى أي وعود بإعادة جهاز البث، مشيراً أن عملية المصادرة تمت بصورة غير قانونية، وبدون أوامر من النيابة.
وأضاف منصر " كان هناك توتر بين قناة الجزيرة والسلطات الرسمية مؤخراً، لكن بالنسبة لقناة العربية فلم يكن هناك أي توتر، وربما استخدمت هذه الأجهزة لخدمة القضايا اليمنية".
فيما كشف مراد هاشم عن تلقيه اتصالاً يوم أمس الأول من قبل مسؤول في الحكومة اليمنية - لم يذكر اسمه - توعده خلال الاتصال القيام بهذه الخطوة (سحب الجهاز) في حال غطت القناة أو بثت أي لقطات لفعاليات واعتصامات اللقاء المشترك المعارض التي أقامها اليوم الخميس في ثلاث محافظات.
وقال الزميل هاشم "لم يكن من النواحي المهنية الاستجابة لهذا الطلب كما أن الفعالية التي غطتها الجزيرة نظمتها أحزاب معترف في القانون والفعالية مرخصة، وحضرناها مثل وسائل الإعلام للتوثيق".
وأشار الزميل هاشم إلى ان هذه الخطوة ستصيب المكتب بحالة من الشلل خصوصاً وأن الكثير من التغطيات تعتمد على هذا الجهاز.
وعبر هاشم عن أسفه إزاء هذه الخطوة التي قال إنها تأتي في إطار حملة متصاعدة على المكتب والجزيرة ومراسليها. وحمل السلطات المسؤولية القانونية والأخلاقية نتيجة حملة التعبئة المتواصلة التي تتعرض لها القناة.