أفاد سكان محليون "المصدر" أن هدوءا حذرا عصر السبت ساد مناطق المواجهات بين قوات الجيش والقبائل من جهة ومسلحين تابعين لجماعة الحوثي من جهة أخرى بمحافظة الجوف. وأشارت المصادر إلى أن الهدوء جاء بعد ساعات من قصف مكثف شهدته المنطقة طوال فترة الصباح من يوم السبت، مؤكدة أن التوتر مازال قائما في مناطق المواجهات، ومن المتوقع أن تعود المواجهات في أي لحظة وبشكل أشد وأعنف من قبل نتيجة التحشيد من قبل الحوثيين، حيث مازالت تتوافد إلى المنطقة أطقم عليها مسلحون تابعون لهم معظمهم قادمين من محافظة صعدة المجاورة.
وتجددت المعارك الجمعة الماضية بين قوات من الجيش مسنودة برجال من القبائل بمحافظة الجوف مع المسلحين الحوثيين المسيطرين على مواقع عسكرية استراتيجية هامة بالمحافظة.
وبحسب المعلومات، تمكنت قوات الجيش ومعها القبائل من استعادة سيطرتها على موقعي "أم حجر" و "الصفراء" العسكريين الاستراتيجيين، بعد أن ظلا تحت سيطرة جماعة الحوثي المسلحة منذ العام 2011. وموقع الصفراء العسكري هو موقع تابع للجيش سيطر عليه الحوثيون بعد هجوم شنوه خلال الثورة الشعبية عام 2011 مستغلين الاضطرابات الأمنية.
حيث أكدت المعلومات حينها أن هجوم مسلحي الحوثي على المنطقة والموقع العسكري صاحبه انسحاب اللواء العسكري الذي كان يتمركز في تلك المنطقة، متيحا المجال للحوثيين للسيطرة عليه.
وكانت مصادر محلية أكدت ل"المصدر أونلاين"، الجمعة، أن قوات الجيش المسنودة بالقبائل تمكنت من إعادة السيطرة على موقع "الصفراء" الاستراتيجي الذي يربط الطريق الرئيسي بين العاصمة صنعاء ومحافظة الجوف، من الجهة الجنوبية للمحافظة، والذي يقع بالقرب من مدينة "براقش" الأثرية بالمحافظة.
وأمس أكدت مصادر محلية أخرى أن قوات الجيش تمكنت أيضا من استعادة موقع آخر، يدعى موقع "أم حجر"، وهو موقع عسكري سابق، ويقع على الخط الاسفلتي على بعد كيلو متر تقريبا من موقع الصفراء، وله أهمية من حيث السيطرة والتحكم بالخط العام.
وأفاد سكان محليون "المصدر" أن مسلحي الحوثي في المنطقة فرضوا نقاط تفتيش يقومون من خلالها باستفزاز وتهديد وإرهاب المسافرين من أبناء المحافظة أو القادمين إليها، من خلال المطالبة بالبطائق الشخصية، وترويع واحتجاز كل من لا يروقون لهم.
وأضافت المصادر، أنه وعوضا عن الاختطافات والتقطع ونهب قاطرات النفط والديزل، قام مسلحو الحوثي، قبل أيام، في نقطة "الصفراء" التي كانوا يسيطرون عليها بالتقطع للتموين الخاص بشرطة مديرية "الخلق" ونهبها بالكامل لمصلحتهم.
وبحسب المصادر القبلية في المنطقة، فقد تجددت الاشتباكات الأخيرة، الجمعة الماضية، على إثر اختطاف الحوثيين قبل أسبوع لأحد ابناء القبائل بتهمة تصويره العملية الانتحارية التي قامت بها عناصر تنظيم القاعدة، قبل أشهر، في إحدى النقاط الحوثية وقتلت خلالها عدداً منهم.
وحيث أوضحت مصادرنا في المنطقة، أن المختطف لم يكن له أية علاقة بهذه التهمة، بل إنه كان مقربا أكثر من الحوثيين، أكدت أنهم قاموا بأخذه إلى محافظة صعدة ورفضوا إطلاقه رغم وصول وفد قبلي إلى صعدة لمقابلة زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي من أجل التفاهم معه بشأن القضية، لكن الجماعة رفضت التفاهم معهم.
وتطورت القضية بعدها إلى اشتباكات بين القبائل ومسلحي الحوثي في نقطة الصفراء الواقعة في مديرية حجز بالمحافظة، وحين تدخلت قوات الجيش لفض تلك الاشتباكات قام مسلحو الحوثي باستهدافهم إلى جانب اختطاف احد الجنود وأربعة من رجال القبائل ورفضوا اعادتهم، الأمر الذي تطورت فيه المعارك بدخول قوات الجيش ومساندة رجال القبائل لهم في القتال.
والجمعة الماضية نفذت قوات الجيش هجوما قويا بمساعدة القبائل وتمكنت من طرد الحوثيين من نقطة الصفراء وإعادة السيطرة عليها، إلى جانب إعادة السيطرة أيضا على موقع "أم حجر" الاستراتيجي. لكن المصادر عادت وأكدت أن السيطرة على نقطة الصفراء استمرت فقط لفترة قصيرة، حيث تخلى الجيش والقبائل عنها نتيجة اشتداد المعارك، لكنها أكدت أنهم قاموا بفرض حصار عليها من كافة الاتجاهات، ومازال الحصار قائما عليها حتى كتابة هذا الخبر في وقت متأخر يومنا هذا الأحد.
وفي إحصائية أولية، غير رسمية، أفادت المصادر أن المعارك نجم عنها مقتل سبعة أفراد من الجيش والقبائل، بينما قتل من جانب الحوثي، حتى يوم أمس 15 مسلحا تم التعرف عليهم كونهم من أبناء محافظة الجوف، فيما تم التكتم على عدد من القتلى القادمين من خارج المحافظة.
وأكدت المصادر ايضا أن الجيش ومعه رجال القبائل تمكنوا من تدمير أربعة أطقم للحوثيين كانت قادمة من محافظة صعدة لمساندة مقاتليهم في المعارك بمحافظة الجوف. واستخدمت في المواجهات كافة الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة.
وانتشرت جثث القتلى على الطرقات جوار منطقة المواجهات، حيث منع القصف المتجدد بين الحين والآخر من انتشالها. وامتدت الاشتباكات والمعارك حتى مديرية الغيل المجاورة، حيث يتمركز رجال القبائل هناك لمنع الإمدادات القادمة من محافظة صعدة في ظل تحشيدات مسلحة من كافة الأطراف.
ويطالب أبناء المنطقة قوات الجيش والأمن بالمحافظة بفرض سيطرتهم على تلك المناطق الإستراتيجية ومنع مسلحي الحوثي من مواصلة سيطرتهم عليها، وإزالة نقاط التفتيش التي استحدثوها لمصلحتهم من أجل فرض سيطرتهم على ابناء المنطقة وتهديدهم واختطافهم وإرهابهم.