قال القيادي البارز في الحراك الجنوبي العميد ناصر النوبة في خطاب سياسي في العاصمة صنعاء بمناسبة الذكرى السابعة لانطلاق السابعة للحراك الجنوبي ان مؤتمر الحوار كان بمثابة «طوق النجاة» لخروج اليمن من الأزمة السياسية. وأضاف في الاحتفال الجماهيري الذي أقيم يوم الأحد في صالة «الخيول»، إن «التوافق» على انتهاج لغة الحوار عبر قيام آلية مؤتمر الحوار الوطني الشامل كان بمثابة «طوق نجاة» والوسيلة الأرقى لخروج اليمن من أزمتها السياسية صوب مراسيها الآمنة.
وكشف النوبة في الاحتفال عن تحالف جديد يجمع قوى في الحراك الجنوبي تصطف مع الرئيس عبدربه منصور هادي لدعم مخرجات الحوار الوطني.
وشارك في الاحتفال قوى من الحراك وممثلون عن بعثات السلك الدبلوماسي المعتمد في صنعاء ومندوب عن المبعوث الدولي جمال بن عمر ورئيس المعهد الديمقراطي الأمريكي وممثلو المنظمات الدولية المعنية العاملة في اليمن وممثلو الأحزاب والتنظيمات السياسية.
وقال النوبة في كلمته «في مثل هذا اليوم الأغر السابع من يوليو، وقبل سبع سنوات تقريباً من العام 2007 تقدم الصفوف مناضلو الحراك السلمي الجنوبي ، وهم يحملون أرواحهم على أكفهم ، ليعلنوا إشهار وقيام الحركة السلمية الجنوبية ، كنواة رائدة ، وقوه حاملة لمعاناة أهلنا في جنوب الوطن».
وتابع «بهذه المناسبة الغالية تسترجعني الذاكرة إلى ذلك اليوم المجيد ، الذي فيه تقدمت "كوكبة" من خيرة أبناء شعبنا في الجنوب، لتعلن "الاصطفاف" الوطني الجنوبي ، ضد جحافل القهر والظلم والطغيان وهي تدرك سلفاً أن كسر حاجز الخوف، ورفع الظلم والجور عن كاهل هذا الشعب الصبور والجسور ووقف ممارسات وسلوكيات "الطيش" الصبيانية ، وكل أشكال "البلطجة" والنزعات الفوضوية اللا إنسانية، لا يأتي الإ بإرادة جسوره مقدامة، لا تهاب "عسكرة" الشوارع ؛ ولا "ارتال" الدبابات والمدافع ، أو "أزيز" رصاصات القتل الهمجي اللا إنساني ؛ لأنها تؤمن إيماناً راسخاً أن مطالب الحرية والكرامة والحقوق الإنسانية لا ينالها الإنسان الإ بتقديم الأرواح والدماء "قرباناً" لها». النوبة: مجيئنا إلى صنعاء تأكيد لقيم التصالح والتسامح ولا عداوة أو صداقة دائمتين بل مصالح
وأضاف «الإ أنه ولأسباب كثيرة، لم يؤخذ بها، بل تم الانقلاب عليها من كلا قيادتي الشطرين : الجنوب والشمال وذلك عن طريق "التراضي" بين هاتين القيادتين على الانتقال "الدراماتيكي" إلى قيام دولة الوحدة الفوري».
وقال النوبة في خطابه «إن عدم الاعتراف بهذه المحددات من مبادئ وأسس بناء الدولة الجديدة، وغض الطرف عنها من قبل قيادتي الشطرين ، قد أصاب دولة الوحدة الوليدة بمقتل؛ إذ�' أن هذا السلوك الفوضوي قد شرَع بانتهاج نهج فوضويا يمنحه "صك" تجاوز "الضرورات" للدخول في المحظورات».
ويوصف النوبة بأنه مؤسس الحراك الجنوبي الذي قاد احتجاجات المتقاعدين العسكريين الجنوبيين منذ عام 2007، ودفع قمع السلطات الحكومية إبان النظام السابق إلى تأسيس الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال.
وامتدح النوبة إدارة الرئيس هادي وقال«كلنا يدرك، أن فخامة الأخ الرئيس المشير عبد ربه منصور هادي، قد تسلَم مقاليد السلطة في ظروف غاية في الحساسية والتعقيد ، وندرك أيضا أنه لم يذهب إلى السلطة (مهرولاً) بل جاءت إليه مستنجدة، ذليلة وطائعة؛ وإن قبوله لها قد جاء ، ليس حُباً فيها ، ولكن حُباً لشعب عظيم ووطن كريم اسمه اليمن».
وقال «لا يُخفى على أحد ، أن كل ما اقر في مؤتمر الحوار الوطني الشامل من حلول وضمانات لقضيتنا الجنوبية، ما كان لنا الوصول إليه لولا صبرنا وثباتنا في التعاطي مع قضايا الوطن العامة أو المطروحة في مؤتمر الحوار بإيجابية ورباطة جأش وحنكة واقتدار ؛ وبالطبع فقد كان لمكونات الحراك السلمي الجنوبي داخل المؤتمر دور كبير لا يستهان به ، في كل جلسات "المؤتمر" وذلك بالمشاركة الفاعلة في الدفع بسفينة "المؤتمر" نحو معظم الأهداف والغايات التي نادينا بها ، وحرصنا على تحقيقها».
واستطرد «طالما تحقق بعض ما سعينا إلى تحقيقه ، حتى وإن لم يصل إلى مستوى طموحنا ، فإن علينا واجب الإقرار بما تم تحقيقه ، والقبول به ، وأن لا نتوانى في الركون على ما وصلنا إليه ، بل مواصلة النضال موَحدين لتحقيق ما لم نستطع الآن تحقيقه ولدينا من الأمل والطموح أننا سنصل إلى ما نسعى إليه ونحقق كل آمالنا وطموحاتنا ؛ وإن غداً لناظره قريب».
وتحدث النوبة عن العلاقة بين بعض مكونات الحراك السلمي «لقد أدَت الأحداث التي عصفت بالوطن في المحصلة النهائية وللأسف إلى تدهور واضح في العلاقة البينية بين بعض مكونات الحراك السلمي الجنوبي ، وإلى ازدياد حدة الخلافات بينها، مما دعا ذلك إلى سقوط بعض القيَم الأساسية التي قامت عليها هذه المكونات، الأمر الذي جعل هذه العلاقات بحاجة إلى مرجعية جديدة، واحدة وموحَدة».
وتابع «لا شك في أن الوضع الذي وصلت إليه علاقات هذه المكونات قد أصبح بمثل تهديداً مباشراً على مصالحها ليست "المشتركة" فحسب ، بل والمنفردة أيضاً ، لا سيما في ظل الخلل القائم في توازن القوى الوطنية والسياسية في بلادنا ؛ وكذا في ظل ازدياد الضغوط الخارجية». النوبة: توصلنا إلى توافقات مع مكونات الحراك والنخب الجنوبية لتأسيس تحالف يدعم مخرجات الحوار ويصطف مع الرئيس هادي
وقال «لكل هذه الأسباب والحيثيات ، فإن الحاجة قد أصبحت ملحة – في تصورنا – لإعادة بناء هذه العلاقات، بما يتلاءم ومصلحة مكونات الحراك السلمي الجنوبي ، والمصلحة العليا للوطن».
وقال النوبة ان الخلاف في فصائل الحراك يدور في الأولويات لكل مكوَن في تقدير المصلحة الوطنية العليا وخلاف حول مضمون ومحتوى مصلحة المكون واولوياته، وخلاف حول ارتباط هذه المصالح بالخارج.
وأردف «الخلاف بين مكوَنات الحراك السلمي الجنوبي، ولا سيما في تقدير أهمية هذه اللحظة التاريخية الحاسمة، ومدى إمكانيات الاستفادة منها وتوظيفها ، بما يحقق مصلحة الوطن العليا ومصلحة "أبناء الجنوب"، كان له أثره في عدم تحقيق الاستفادة الملائمة من هذه الفُرصة ؛ مع الأخذ بنظر الاعتبار الدور الذي لعبته بعض المكوَنات ولا سيما السعي إلى إجهاض هذه الفُرصة، وتفريغها من عناصر قوَتها، وهو ما أدى إلى تحول هذه الفُرصة التاريخية الحاسمة إلى موضوعات لخلافات بين هذه المكونات هي في غنى عنها».
وتابع النوبة في خطابه «الاختلافات في وجهات النظر حول "الأولويات" لدى مكونات الحراك السلمي الجنوبي ، قد قوَضت من فُرص وحدتها وبالتالي أظهرت على السطح خطاباتها المتشنجة غير المسؤولة التي ساهمت في إبطاء سرعة حركتها ، وإضعاف قدرة تأثيرها ، لأنها قد أظهرت للشارع العام ، والسياسي تحديداً ضبابية الرؤية عند بعض هذه المكونات».
وقال «ولأن التاريخ لا يكرر نفسه، واللحظة التاريخية الملائمة لا تأتي الإ مرة واحدة، كما أن حركة المتغيرات ونوعيتها وطبيعتها تختلف من مرحلة تاريخية إلى مرحلة تاريخية أخرى ، فإنني لا أخفيكم سراً، إننا قد توصلنا إلى "توافقات" مع مكونات الحراك السلمي الجنوبي، المشاركة في مؤتمر الحوار، وغيرها من قوى الحراك والنخب الجنوبية الفاعلة، على المبادئ والأسس العامة كموجَهات لتأسيس تحالف قوى الحراك السلمي الجنوبي لدعم مخرجات الحوار والاصطفاف مع الرئيس هادي وندعو كافة ألوان الطيف السياسي الجنوبي للمشاركة والانضمام للتحالف الذي سيمثل غطاء لكافة القوى الجنوبية والتي ستعمل على تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني».
ودعا النوبة كافة الفصائل الجنوبية في الداخل والخارج إلى الانتقال الفعلي للمصالحة الجنوبية الشاملة، وذلك للمشاركة مع القوى الوطنية الأخرى في العملية السياسية الانتقالية وذلك طبقاً لقرار مجلس الأمن رقم (2140) لعام 2014.
وقال ان القرار سيدعم إنجاز كثير من القضايا أهمها في نظر الحراك «تنفيذ عملية الانتقال السياسي بشكل كامل ، وفي الوقت المناسب ، تمشياً مع مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآليته تنفيذها ، ووفقاً للقرارين (2014) لعام 2011م و (2051) لعام 2012م ؛ وذلك عبر إصلاح بنية الدولة ، لإعداد اليمن للانتقال من دولة وحدوية (بسيطة) إلى دولة اتحادية (مركبة) وذلك من خلال: صياغة دستور جديد في اليمن ، في ضوء الموجَهات التي حددتها مخرجات مؤتمر الحوار، تنفيذ الإصلاح الانتخابي ، بما يشمل صياغة واعتماد قانون انتخابي جديد ، يتفق مع الدستور الجديد، وإجراء استفتاء على مشروع الدستور ، بما في ذلك التعريف به بالشكل المناسب، وإجراء الانتخابات العامة في الوقت المناسب.
وقال النوبة «لأننا نقف اليوم على المرحلة الثالثة من العملية السياسية الانتقالية وهي ولا شك مرحلة معقدة (متشابكة ومتداخلة) فإن علينا أن نحسن فك العُقد .. عُقدة .. عُقدة .. وإن يكون نصب أعيننا المبدأ القائل: لا عداوة .. ولا صداقة دائمة وإنما مصالح دائمة». ناصر الطويل ينفي انتخاب الحراك قيادة جديدة ويقول: الحراك الجنوبي يمثله شعب الجنوب وليس الكيانات والهيئات
وتابع في خطابه «لكي نحذر من الوقوع في "شرك" العداوات ؛ وسوء التقديرات في العلاقات ، علينا أن نواجه هذا المحذور بالاحتراس والحيطة الممكنة ، وذلك عن طريق استقراء وقائع المشهد السياسي للعملية الانتقالية ، واستنباط الحلول والتدابير الممكنة التي تتماهى مع قرار مجلس الأمن رقم (2140) لعام 2014م ؛ وموجَهات مؤتمر الحوار».
وأثنى النوبة بدور مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومستشاره الخاص إلى اليمن جمال بنعمر وسفراء الدول الراعية للمبادرة وقال ان بنعمر سعى جاهداً لوضع القضية الجنوبية في سياقات الحلول الممكنة ضمن مصفوفة القرارات الدولية «وما بذله من جهود كبيرة إلى جانب سفراء الدول الراعية ممن أثمرت مساعيهم الحميدة إلى جلوسنا معهم وفي العاصمة اليمنية وجهاً لوجه .. كاعتراف صريح بعدالة ومشروعية "القضية الجنوبية" وهو ما يمثل انتصارا جديدا لنضالنا السلمي والقضية الجنوبية برمتها».
وقال «ما مجيئنا اليوم إلى صنعاء الا تأكيد راسخ على نبل قيم "التصالح والتسامح" التي آمنا بها وعلى صواب خيار نضالنا السلمي وتمسكنا الثابت والمبدئي بالنضال السلمي كخيار أمثل في نجاعة الحلول المؤدية إلى صناعة السلام بالسلام وتحقيق كل ما نصبو إليه".
في سياق متصل، نفى العميد المتقاعد في الحراك الجنوبي ناصر الطويل أنباء أفادت بانتخاب الحراك قيادة جديدة، مشيرا الى ان الحراك الجنوبي يمثله شعب الجنوب وليس الكيانات والهيئات.
وتعليقا على احتفال الحراك في صنعاء، قال ل «المصدر أونلاين» «نحن لا نختلف مع من يحتفل في صنعاء او في بيروت او في القاهرة، لكننا ندعو الجميع الى احترام ما يريده شعب الجنوب وما خرجت به مخرجات الحوار الوطني بهذا الخصوص»، مؤكداً ان «اللعب بالنار او بعواطف الناس لا يحل المشكلة».
وشاركت فصائل في الحراك الجنوبي في مؤتمر الحوار بينما فضلت أخرى مقاطعته والتمسك بخيار استقلال جنوب البلاد عن شماله.