أثارت واقعة سقوط مدينة عمران في يد ميليشيات الحوثي المسلحة، ومقتل العميد الركن حميد القشيبي قائد اللواء 310 على يد مسلحي الحوثي إدانات واستنكار دولي ومحلي واسع. وأحكمت جماعة الحوثي المسلحة سيطرتها على مدينة عمران يوم الثلاثاء بعد مواجهات عنيفة استمرت لأكثر من ستة أشهر مع قوات عسكرية ومقاتلين قبليين.
كما أقدم مسلحو جماعة الحوثي على قتل قائد اللواء 310 العميد الركن حميد القشيبي بعد سيطرتهم مقر اللواء محافظة عمران بعد شهور من المعارك الشرسة وتوقف الإمدادات العسكرية للواء.
وسارعت اللجنة الرئاسية المكلفة بوقف الاقتتال بمحافظة عمران إلى تحميل جماعة الحوثيين كامل المسؤولية عن الأحداث والتطورات المأساوية التي شهدتها المحافظة وما قد يترتب عليها من تداعيات تهدد أمن واستقرار الوطن.
وقال بيان للجنة نشرته وكالة «سبأ» الحكومية، انه وبعد نقاش مطول تم الاتفاق على ان تتمركز الشرطة العسكرية في معسكر اللواء 310 فيما ينسحب الحوثيين من كافة المؤسسات والمنشآت الحكومية في المحافظة مقابل الخروج الآمن للواء وقيادته، لكنهم لم يلتزموا بما تم الاتفاق عليه وقاموا بمهاجمة معسكر اللواء وارتكبوا أعمالاً مروعة زادت من تأجيج التوتر والاقتتال وترويع المدنيين.
واعتبرت ما قامت به جماعة الحوثيين "عدم التزام بالاتفاقات السابقة ومخرجات الحوار الوطني".
فيما قالت اللجنة الأمنية العليا التي يرأسها الرئيس عبدربه منصور هادي ان جماعة الحوثيين نقضوا اتفاق وقف إطلاق النار في محافظة عمران غدراً وقتلوا ضباطاً وجنود ونهبوا كافة محتويات اللواء 310.
وأضافت في بيان رسمي ان مسلحي الجماعة استولوا على المصالح والمرافق الحكومية والوحدات العسكرية والأمنية بالمحافظة ومنها إدارة أمن المحافظة وإدارة شرطة السير وفرع قوات الأمن الخاصة وغيرها من المصالح والمؤسسات والمرافق التابعة للدولة .
وأشارت إلى ان العناصر الحوثية نهبت كل محتوياتها من أسلحة ومعدات ووسائل، كما قامت بمهاجمة واحتلال معسكر اللواء( 310 ) مدرع في الوقت الذي كانت اللجنة الرئاسية المكلفة بإنهاء التوتر في عمران والمناطق المحيطة بها قد توصلت الى اتفاق لوقف اطلاق النار والوصول الى حل مرضي للأطراف.
بدوره أدان مجلس الأمن بشدة هجوم الحوثيين على محافظة عمران، والعدوان على المباني الحكومية والمعسكرات والممتلكات الخاصة والعامة وترويع المدنيين وعدم الالتزام بالاتفاقات.
جاء ذلك في اتصال هاتفي تلقاه الرئيس عبدربه منصور هادي فجر يوم الأربعاء من مجلس الامن الدولي كلف به مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص لليمن جمال بنعمر.
واكد المجلس ادانته لما قامت به جماعة الحوثي من مهاجمة مدينة عمران والعدوان على المباني الحكومية والمعسكرات والممتلكات الخاصة والعامة بالإضافة الى ترويع المواطنين والامنين وعدم الالتزام باتفاقات وقف اطلاق النار والتهدئة.
واعتبر ذلك العدوان خروجاً سافراً على مخرجات الحوار الوطني ويتناقض ذلك مع الاتفاقات المبرمة من خلال اللجنة الرئاسية والمساعي الحميدة والوطنية التي يبذلها هادي من اجل تجنيب البلاد ويلات التعصب المناطقي او المذهبي او الجهوي وحقن الدماء البريئة بحسب تعبيره.
وكان «المصدر أونلاين» أن مجلس الأمن الدولي من المقرر له أن يجتمع يوم الأربعاء لمناقشة التداعيات الأخيرة في اليمن.
وابلغ مصدر دبلوماسي موثوق «المصدر أونلاين» أن مجلس الأمن الدولي قرر عقد إجتماع خاص لمناقشة التداعيات الأخيرة في شمال اليمن، بعد نقض الحوثيين كافة الإتفاقيات مع الدولة وتبنيه العنف للسيطرة على محافظة عمران عبر ميليشياته المسلحة.
كما تلقى الرئيس هادي اتصالاً فجر الأربعاء من أمين عام مجلس التعاون لدو الخليج العربية الدكتور عبداللطيف الزياني ابلغ فيه إدانة مجلس التعاون الخليجي لعدوان جماعة الحوثي على محافظة عمران وعدم الالتزام بالاتفاقات المبرمة الداعية الى التهدئة ووقف اطلاق النار وتجنيب اليمن ويلات سفك الدماء البريئة والزكية.
واكد الدكتور الزياني أن هذا العدوان يمثل خروجا صارخا عن مخرجات الحوار الوطني الشامل، مبرزا مطالبة مجلس التعاون الخليجي بضرورة الالتزام بالاجماع الوطني الذي تمثله مخرجات الحوار الوطني الشامل لأجل اليمن الجديد والمستقبل الجديد وتجاوز كافة التحديات لما من شأنه ضمان أمن واستقرار وسلامة اليمن، وكذا ضرورة مراعاة الحرمات والحقوق العامة والخاصة والكف عن العدوان .
وخرج مجلس التعاون لدول الخليج العربية ببيان يدين فيه العدوان المسلح الذي قامت به جماعة الحوثي ضد مدينة عمران شمال اليمن، وما قامت به من اقتحامات، ونهب، وقتل، وترويع للمدنيين، وتدمير للممتلكات العامة والخاصة، واعتداءات على مؤسسات ومرافق حكومية، ووحدات عسكرية وأمنية، وذلك في انتهاك واضح للاتفاقيات الموقعة في هذا الخصوص، وتعارض صارخ لمخرجات الحوار الوطني الشامل.بحسب البيان.
واعتبر المجلس "أن جماعة الحوثي تتحمل المسؤولية كاملة عن كل ما يجري في مدينة عمران، وما يتعرض له مسار التسوية السلمية في اليمن من تعطيل يهدد مسيرة الانتقال السياسي السلمي، والتي بذل الشعب اليمني بكافة قواه والمجتمع الدولي الكثير في سبيل إنجاحها، بهدف الوصول باليمن إلى بر الأمان".
كما ادانت المملكة المتحدة بشدة المواجهات المسلحة التي دارت في مدينة عمران شمال اليمن يوم أمس خلال اقتحام الحوثيين للمدينة.
وأعرب وزير الدولة البريطاني لشئون الشرق الأوسط هيو روبرتسون في بيان أصدرته الخارجية البريطانية يوم الأربعاء عن مشاطرته للمخاوف التي ابداها المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لشئون اليمن جراء استمرار اعمال العنف في عمران .
وقال :" إنني قلق للغاية من تقرير منسق الشئون الإنسانية في اليمن والذي اشار خلاله إلى مقتل 200 مدني بينهم اطفال ونساء وأن الآلاف من المدنيين ما زالوا محاصرين داخل مدينة عمران".
واستطرد الوزير البريطاني قائلا :" وإذ تؤكد الحكومة البريطانية دعمها الكامل للحكومة اليمنية وتحث كافة الاطراف على سرعة وقف الاعمال العدائية والالتزام بالاتفاقيات المبرمة.. نذكر بان قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2140 واضح في مسألة دعم المرحلة الانتقالية السياسية في اليمن وكذلك في مسألة اتخاذ إجراءات ضرورية ضد أولئك الذين يرغبون في اعاقة مستقبل اليمن".
من جانبها حملت الحكومة اليمنية جماعة الحوثي المسلحة مسؤولية الأحداث التي شهدتها مدينة عمران، وفي مقدمتها اقتحام المعسكرات والمباني الأمنية والحكومية.
وقالت الحكومة في بيان لها أصدرته عقب اجتماعها الأسبوعي يوم الأربعاء إنها تحمل العناصر الحوثية كامل المسئولية القانونية والأخلاقية والإنسانية عن كل ما حدث في مدينة عمران وتداعيات ذلك على امن واستقرار الوطن.
ونددت الحكومة بهذه الاعتداءت والحرب التي وصفتها ب"العبثية" التي تشهدها مدينة عمران، مؤكدة إدانتها الشديدة لها، بما تحمله من اخطار وتداعيات على السلم الاجتماعي والأمن والاستقرار ، ومن تأثيرات سلبية على الخطوات التنفيذية الجارية بشأن نتائج مؤتمر الحوار الوطني.بحسب وكالة سبأ.
فيما طالب حزب التجمع اليمني للإصلاح رعاة المبادرة الخليجية ومجلس الأمن وكافة المنظمات الدولية بإدارج جماعة الحوثيين ضمن الجماعات «الإرهابية».
وقال في بيان أصدرته الأمانة العامة للحزب مساء الأربعاء، ان جماعة الحوثيين ارتكبوا أعمال قتل وتدمير وإزهاق وتهجير وتفجير المنازل والمساجد والمدارس في سابقة لا يعرفها اليمنيون في تاريخهم المعاصر، ولهذا يجب ان يدرجوا ضمن قائمة الجماعات الإرهابية.
واعتبر إعدام الحوثيين لقائد اللواء 310 في محافظة عمران العميد الركن حميد القشيبي غدراً جريمة حرب بكل المقاييس.
ودعا حزب الإصلاح القيادة السياسية وحكومة الوفاق الوطني إلى إصدار بيان توضيحي لأبناء الشعب اليمني والمجتمعين الإقليمي والدولي لما جرى في عمران.
ودعا إلى الشروع في تحقيق شفاف وعاجل للمتسببين في هذه «الأعمال الوحشية» وإعلان النتائج.
كما دان الاتحاد الأوروبي بشدة العنف الذي هز مدينة عمران والمناطق المحيطة بها في الأيام الماضية جراء المواجهات المسلحة بين الحوثيين ووحدات من الجيش.
وقال الاتحاد الأوروبي في بيان أصدره يوم الخميس "يدين الاتحاد الأوروبي سقوط ضحايا خاصة بين المدنيين، ويحث جميع الأطراف على الالتزام باتفاقات وقف إطلاق النار، خاصة الاتفاق المبرم في 22 يونيو".
وأردف قائلا:" إن الأعمال الرامية إلى إيقاد العنف في الشمال تقوض عملية الانتقال في اليمن".
واختتم الاتحاد الأوروبي بيانه قائلا :"يُعد قرار مجلس الأمن 2140 إشارة واضحة إلى أي معرقل يهدد السلم والأمن والاستقرار في اليمن".
فيما حملت جامعة الدول العربية، جماعة الحوثيين المسؤولية الكاملة عما يحدث من انتهاكات بحق المواطنين اليمنيين، مؤكدة على ضرورة انسحاب تلك الجماعة وغيرها من المجموعات المسلحة من محافظة عمران لإفساح المجال أمام الجهود المبذولة لإعادة تطبيع الحياة في المدينة وتأمين وصول فرق الإغاثة الطبية والإنسانية المحلية والدولية.
وعبر الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي في البيان عن إدانته الشديدة للتداعيات الناجمة لاقتحام جماعة الحوثيين المسلحة وسيطرتها على عدد من المقرات الحكومية والعسكرية والخاصة فى محافظة عمران، وما رافق ذلك من ترويع للمواطنين الآمنين وذلك فى انتهاك واضح ومستمر لاتفاقيات وقف إطلاق النار والتهدئة.. مطالبا تلك المجاميع المسلحة بتسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة التى استولت عليها من مقرات الدولة اليمنية ومعسكراتها بمحافظة عمران.