تحاول مدينة المخاء، المرفأ الاشهر والأقدم في تصدير البن اليمني، استعادة نكهتها التاريخية التي عرفت بها عالمياً خلال العصور القديمة، من خلال مهرجان «عيدكم مخاء» الذي يحيي القيمة التاريخية والثقافية لهذه المدينة الصغيرة الواقعة على البحر الاحمر والتي ذاع صيتها في أووربا بدءاً من القرن السادس عشر، مقروناً باسم القهوة MOCHA COFFE. المهرجان الذي افتتحه وزير الثقافة اليمني عبدالله عوبل، تضمن فقرات موسيقية وغنائية قدمتها فرقة هشام نعمان الفنية وعروضاً بحرية وسباقاً للهجن ومعرضاً للمنتجات المخاوية من ازياء ومصنوعات حرفية ومأكولات.
كما شمل معرضاً فوتوغرافياً للمصور توفيق آغا يوثق لمعالم أثرية وتاريخية بعضها اندثر، مثل اسطبل يعود الى عهد الدولة الزريعية، ومئذنة مسجد السيدة زينب التي تعود الى عهد الفاطميين في اليمن. وكانت المخاء اكتسبت أهميتها قديماً من قانون عثماني يلزم كل السفن العابرة مضيق «باب المندب» الرسو فيها ودفع ضريبة مرور. ومع اهتمام البريطانيين بميناء عدن وانشاء العثمانيين ميناء الحديدة، أواخر القرن التاسع عشر، بدأ مرفأ المخاء يفقد أهميته تدريجاً. لكنه لم يصل الى حالته التي يرثى لها حالياً إلا في السنوات الاخيرة، خصوصاً في ضوء الضعف الشديد للبنية التحتية وغياب الاهتمام بمعالم المدينة وآثارها وانتشار الفقر والتهريب.
وبعدما كانت المخاء توصف بعاصمة القهوة، باتت توصف اليوم بعاصمة تهريب البضائع والسلاح والبشر.
وكان محافظ تعز تعهد خلال اطلاق الدورة الاولى للمهرجان العام الماضي، تنشيط عدد من المشاريع التنموية والسياحية لمدينة المخاء الواقعة ضمن محافظته، ومنها انشاء صندوق للتوظيف للحيلولة دون انخراط شبان المنطقة في اعمال التهريب وحمل السلاح. لكن حتى الآن، لم تنفّذ اي مشاريع باستثناء بدء ترميم مسجد الشاذلي. ويقول رأفت (33 سنة) إن الحكومة تتباكى على المخاء وتطلق الوعود من دون أن تفي بأي منها.
واشتكى مشاركون من ضعف في تنظيم مهرجان هذا العام. ويقول توفيق آغا إنه حمل صوره في نهاية اليوم الاول من المهرجان وعاد الى تعز بسبب سوء التنظيم والاستقبال.
وتنطوي كتابات الرحالة الأوروبيين والبعثات الإستكشافية التي زارت المنطقة، بدءاً من القرن السادس عشر، على وصف لمدينة المخاء التي كانت تضم طوائف يهودية وهندية وأرمنية وغالبية مسلمة. غير أن أجواء التعايش هذه أضمحلت ودمر تماماً مبنى الكنيسة الوحيدة، وكذلك سور المدينة والقلاع والحصون. وطمرت الرمال غالبية معالم المدينة القديمة.