اعتادت جماعة الحوثي المسلحة في حروبها في المحافظات الشمالية الاعتماد على مسلحين قادمين من محافظة صعدة لتفجير الأوضاع والدخول في مواجهات مع قوات الجيش والمسلحين القبليين. ودخلت الجماعة المسلحة في حروب طاحنة في محافظات (عمران، حجة، الجوف، إب، ذمار، صنعاء، أمانة العاصمة)، واعتمدت بشكل كبير على استقدام مسلحين من محافظة صعدة، إضافة إلى اتباعها من المحافظات الأخرى، وكذا من أبناء تلك المحافظات.
وآخر تلك المعارك شهدتها العاصمة اليمنية صنعاء يوم الثلاثاء، حينما اندلعت مواجهات عنيفة بين مسلحين قبليين ينتمون لقرية القابل التي تتبع إدارياً مديرية بني الحارث شمال غرب صنعاء، وبين مسلحين معظمهم قادمين من محافظة صعدة.
وبدأت تلك المواجهات بنصب الحوثيين كميناً لموكب قائد عسكري في قرية القابل، أعقبته اشتباكات بين مرافقيه الجنود والمدنيين مع المسلحين الحوثيين، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى.
وسقط خلال المواجهات بحسب مصادر محلية أكثر من 22 قتيلاً من الطرفين، حيث اندلعت حرب شوارع بين الطرفين استمرت حتى المساء، قبل ان تتدخل وساطة قبليه من مشائخ مديرية بني الحارث لوقف الاقتتال.
وتقول المصادر المحلية إن المسلحين الذين اشتبكوا مع رجال القبائل معظمهم قادمين من صعدة، وكانوا يتواجدون في مخيم اعتصام الحوثيين في منطقة "بيت نعم"، وكذا المخيم الآخر في "ضلاع همدان".
وخصصت جماعة الحوثي المخيمان اللذان نصبتهم في همدان، لمقاتليه القادمين من محافظة صعدة، بينما كان مخيم الصباحة مقراً لأنصاره من أبناء مديرية همدان.
ويتمركز العديد من المسلحين القادمين من صعدة في الجبل الذي يعتلي وادي (لؤلؤة)، المقابل لمعسكري الاستقبال، ومعسكر (القوات الخاصة) بمديرية همدان القريبة، منذ الحرب التي شنها الحوثيون خلال الأشهر الماضية ضد المسلحين القبليين.
وتقول جماعة الحوثي المسلحة إن أنصارها من أبناء المناطق التي اندلعت فيها المواجهات هم من يقاتلون من تطلق عليهم ب"التكفيريين والدواعش"، بينما تقول القبائل المناهضة لجماعة الحوثي ان معظم من يقاتلون في صفوف الجماعة ويديرونها قادمين من محافظة صعدة.