يجد المرء نفسه وقد نسي الكتابة عن موبقة اسمها الحوثي!! أسائل نفسي لماذا؟ فيرتد إلي السؤال بسؤال مماثل: ما الجديد؟ وبحق: ما الجديد الذي يمكننا قوله بشأن الحوثي؟! هذه حركة واضحة منذ البدء: إسقاط لفكرة الدولة.. قتل للإنسان.. تفجير للأحجار المخالفة.. ولا صوت يعلو فوق صوت "الكلاشينكوف"!! والإله الوحيد الذي يراقبونه ويخشونه ويناضلون في سبيله هو: الإعلام!! فكل ما يرتكبونه من جرائم لا تهم ما دام لديهم القدرة على النفي أو التبرير!! هذه الخلاصة لا جديد فيها فماذا نكتب؟ لليمن عبر التاريخ لحظات حضارية كبرى.. وله عبر التاريخ انكسارات أودت بكل ذلك الجلال التاريخي إلى غير ما كان متوقعا!! سد مأرب في القديم كان أعجوبة حضارية مستقبلية لا تكون إلا في بيئة شديدة الرقي والتطور.. ثم ماذا؟ لو صحت القصة "ففأر صغير" أودى بكل ذلك وأصبح اليمني منذ تلك اللحظة يغني: أنا اليمني يا وجع اليماني"!! في اللقطة الثانية كان اليمانون الحاضرة والمدنية الوحيدة في جزيرة عائمة من التخلف والقبلية وجاء الإسلام فكانوا أسرع له بلا سلاح سوى العقل ومنطق البيئة المتحضرة – وعوامل أخرى بالطبع – ثم فجأة كانوا النواة الأولى كما يؤرخ البعض لتأسيس فريق الشيعة!! ذلك أن المحكوم بعائلة الإله لن يرضى سوى بعائلة ابن نبي الإله على الأقل!! لقد أورثتنا فارس مقتلا في فكرتنا الحضارية الثانية!! برأيي فإن الإبهار الثالث كان في 2011م، حين خرج الشباب وقلبوا كل مفهوم العالم عن اليمن في أشهر، ثم ماذا؟ جاء الحوثي الذي فرحنا به قادما من الكهوف إلى حاضرة الثورية فالمدنية ثم لم يلبث أن هجّر الحاضرة والمدنية والثورية إلى الكهوف بسرعة مدهشة!! فارس تقتلنا للمرة الثانية؟! ما الجديد فيم قلته؟ لا شيء سوى سرد معلوماتي معلوم للجميع!! فماذا نكتب؟! أردت أن أقول أن الحوثي هو اللمسة الأكثر وباء في التاريخ الحديث لليمن.. أو في تاريخ اليمن ربما.. فما أن يمس شيئا حتى يستحيل نقيضه وكأنه يقبض قبضة من أثر الشيطان!! جاء بجيوش الزومبي خاصته لإزالة الحكومة الفاسدة فجعلنا بلا حكومة وبلا دولة!! وجاء بها لأجل الشعب فأحالنا فجأة إلى: شعب من سلالة الإله له الحق، وبقية خلقها الإله لخدمة بنيه!! وجاء لأجل مخرجات مؤتمر الحوار ثم اتضح أن المقصود هو حوار "السقيفة" القديم!! ذهب ليقاتل القاعدة وهي في أماكنها المحدودة فإذا بها تنتشر حيث انتشر هو!! وجاء ليحارب تصرف بعض الأطراف المتصارعة بالدولة فأصبحت الدولة تحت تصرفه وحده لا شريك له؟! ولذلك كان الموت هو لليمنيين واللعنة على اليمن والنصر لإيران والطائفية!! يا إلهي أي حركة ممسوسة هذه؟! لكن: ما الجديد؟ وماذا نكتب إذا؟! لم يتبق في هذا الموضوع غير سؤال للتاريخ ومراجعة: المراجعة ما قال البرغوثي " يا كاتب التاريخ ماذا جد فاستثنيتنا؟! يا شيخ فلتعد القراءة والكتابة مرة أخرى أراك لحنت!.." وأما السؤال فهو: هل كان فأر السد فارسيا أيضا؟؟