عملت دول الخليج العربية على توحيد صفوفها والتغلب على خلاف شديد نشب فيما بينها وذلك على أمل ترميم تحالف عرضته الفوضى التي اجتاحت الشرق الأوسط لاختبار قاس وأصبح يواجه احتمال ميل ميزان القوى الاقليمي لصالح طهران إذا تم التوصل لاتفاق حول البرنامج النووي الايراني. واتفقت السعودية والامارات والبحرين في اجتماع عقد يوم الأحد على إعادة سفرائها إلى قطر فيما يؤذن بانتهاء خلاف استمر ثمانية أشهر بسبب دعم الدوحة للمتشددين في سوريا وبلدان أخرى وتأييدها لانتفاضات الربيع العربي.
وظهر أمير قطر الشاب الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في صورة رسمية وهو يقبل رأس العاهل السعودي الملك عبد الله الذي تجاوز التسعين في لفتة مصالحة خلال اجتماع حكام دول الخليج العربية في الرياض.
وقال محللون ودبلوماسي إن الملك عبد الله هو القوة الدافعة وراء السعي لضم الصفوف.
وكانت السعودية والامارات والبحرين سحبت سفراءها من الدوحة في مارس اذار الماضي واتهمت قطر بعدم الالتزام باتفاق يقضي بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى وعدم دعم جماعة الاخوان المسلمين التي تعتبرها بعض دول الخليج منظمة ارهابية. وتنفي قطر تلك الاتهامات.
وقال مسؤولون إن احتمال تحسن العلاقات بين ايران والولايات المتحدة إذا تم التوصل لاتفاق نووي يمثل هاجسا مستمرا لحكام دول الخليج لكنه ليس السبب المباشر وراء الاتفاق الذي تم التوصل إليه يوم الأحد الماضي.
ويبدو أن الحكام أقدموا على رأب الصدع خشية أن يتطور الخلاف بما يتجاوز إمكانية السيطرة عليه وربما يؤدي إلى مقاطعة القمة السنوية التي يعقدها مجلس التعاون الخليجي والمقرر أن تستضيفها قطر الشهر المقبل.
والمقاطعة إذا حدثت ستسبب حرجا شديدا لقطر وتعظم الانطباع بتفكك التحالف وتثير الشكوك في فائدة المجلس.