ثلاثة أشهر أمام وزراء حكومة بحاح ليثبتوا ولاءهم لسيد ضحيان. ثلاثة أشهر لإتاحة الفرصة الكافية لأنصار السيد التمدد بكافة مفاصل الدولة. ثلاثة أشهر لمنح السيد تسعين يوماً من استمرار المهزلة. ما يجري اليوم على أرض الواقع في معظم الوزرات هو تشكيل لجان رقابية تتقاضى مخصصات مهولة معمدة من الوزير!
تخيلوا فقط لو أن وزيراً ما رفض اعتماد المخصص لهذه اللجان؛ بعد ثلاثة أشهر سوف تحل عليه لعنة السيد. سوف يعاد النظر في حكومة بحاح لمعايير دقيقة خطتها حكومة مران وضحيان.
الرئيس هادي يتحدث عن ضرورة تطبيع الوضع مع أنصار السيد ليفصح عن موقفه الحقيقي منه الذي كان يغطيه وزير الدفاع السابق.
أصبح هادي يؤدي دورين بكل وضوح؛ فكما فتح لأنصار السيد الطريق لاحتلال صنعاء، يفتح لهم اليوم الكليات العسكرية ومؤسسات الدولة المختلفة ليتمددوا كيفما يريدون.
مثلاً؛ لو رفض وزير الدفاع الصبيحي استيعاب اللجان الشعبية الحوثية في الجيش، فبعد ثلاثة أشهر سيعاد فيه النظر ويطاح به ليستكملوا سيناريو الاستحواذ التام على الجيش.
الحوثيون الذين رفضوا المبادرة الخليجية هم أكثر من استفاد منها. وهم أكثر من استفاد من هادي رغم أنهم قاطعوا انتخابه في فبراير 2012.
اشتغل أنصار السيد ضد مؤتمر الحوار واحتلوا لجنته الفنية ومعظم ممثليه، ومع أنهم رفضوا التوقيع على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني إلا أنهم أكثر من استفاد من هذا الرفض.
وأجزم مسبقاً أن لجنة صياغة الدستور لن تتجاوز هذه المكاسب التي يجيدون قنصها بطرق تؤكد غباء قادة الأحزاب السياسية.
نحن في وطن تلتهمه جماعة مسلحة منذ عقود بصورة ممنهجة مستغلة غباء النخبة الفهلوية الراكظة في الظلام. جماعة مسلحة تشهر في وجهك السلاح وتتهمك بالإرهاب. جماعة سلالية تؤمن بالنسل وتهلك الحرث وتخنق الحياة وتدعي أنها مع الإنسان وتحمي الوطن.
كان ممثلو أنصار السيد يتمددون في كل مفاصل الدولة أثناء الحوارات والتشكيلات المختلفة ليحققوا السيطرة الكاملة بعد فترة عبر استراتيجية يسيرون عليها بخطى ثابته لا يلتفتون لأحد أي كان.
استحوذوا على مناصب تنفيذية في جسد الدولة حتى المنح الدراسية لأولادهم وذويهم، وجاءت ثورة التغيير لتخطف الوقت لصالحهم لاستكمال تنفيذ مشروعهم الذي لا يقف أمامه أي مشروع آخر سوى مشروع الغباء والهراء المتخفي خلف عباءة السياسة. إذاً هي ثلاثة أشهر كعمر افتراضي لإعداد استراتيجية لتدشين مشروع جديد يعمق استلابهم للحياة، ونحن عاكفون في طيرمانة التنظير الشهيرة نمضغ القات ونحتسي مرارة الهزائم المتلاحقة.
تسعون يوماً أمام بقرة بحاح إما ان تدر بغزاره لإرضاع طفل ضحيان أو لتستعد للذبح كبقرة بني إسرائيل. إنها مهلة كافيه لإعداد مشروع لاغتيال الجمهورية بعد اغتيال الدولة.
إنها مهله كافيه لتحل ذكرى انتخاب ضالتنا الكبرى لتحل علينا اللعنة الكبرى. من يدري بأنها مهلة أيضاً لرحيل هادي في فبراير الخطيئة المتتالي'.
إنها أيضاً مهلة برعاية دولية لإيجاد فرصة لاتخاذ قرار نهائي في نوفمبر المقبل من قبل مجلس الأمن فيما يخص العقوبات التي اتخذتها واشنطن تجاه صالح وقيادات حوثية وإعادة النظر فيها، لنتيقن حينها أن المجتمع الدولي غارق حد الثمالة في سياسة الأمر الواقع وحيث تفرض القوة نفسها على الكل.